تمكين المرأة في سوريا ضرورة أساسية لإعادة بناء دولة ديمقراطية
أكدت نساء سوريات على أهمية تمكين المرأة السورية في العملية السياسية المستقبلية، مشيراتٍ إلى أن تهميش المرأة في مراحل التحول السياسي يعوق التقدم نحو بناء دولة ديمقراطية.
أكدت نساء سوريات على أهمية تمكين المرأة السورية في العملية السياسية المستقبلية، مشيراتٍ إلى أن تهميش المرأة في مراحل التحول السياسي يعوق التقدم نحو بناء دولة ديمقراطية.
أهمية تمكين المرأة في إعادة بناء سوريا
إن التحديات التي تواجه النساء في سوريا في الوقت الراهن تتطلب منا جميعاً الوقوف بجانبهن، ودعم حقوقهن في المشاركة السياسية والاجتماعية، فلا يمكن لأي تغيير حقيقي أن يتحقق في سوريا إلا إذا كانت المرأة جزءًا أساسيًا من العملية السياسية، وأن تحظى بحضور قوي في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية.
وفي هذا السياق تحدثت لوكالتنا هدية شمو، الناطقة الرسمية باسم اتحاد المرأة الإيزيدية والتي ابرزت في حديثها عن التحديات الكبيرة التي تواجهها النساء الإيزيديات والسوريات في هذه المرحلة الحرجة، فقد تحدثت عن التهميش المستمر لدور المرأة في العملية السياسية، وسلطت الضوء على التغييرات التي شهدتها سوريا بعد انتقال السلطة من نظام البعث إلى حكم أبو محمد الجولاني، كما أكدت على أهمية دور المرأة في بناء سوريا ديمقراطية وتعددية، مشيرةً إلى رفضها لاستمرار قوى القتل والإقصاء في السلطة.
التهميش المستمر للمرأة في المرحلة الانتقالية
قالت هدية شمو: "بالنسبة لنا كنساء إيزيديات في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها سوريا والشرق الأوسط، فإن التحديات التي نواجهها تتفاقم مع كل يوم جديد، في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة، نحن نعيش في مرحلة انتقالية مع تغييرات جوهرية في الحكم، حيث انتقلت السلطة من نظام البعث إلى حكم أبو محمد الجولاني، ومع تدهور الأوضاع، يستمر تهميش دور المرأة في سوريا الجديدة، رغم أن سوريا يجب أن تكون ديمقراطية، تعددية، لا مركزية، نظراً لما تتمتع به من ثروات بشرية متنوعة من حيث المكونات العرقية، الثقافية، والأديان التي تعيش فيها منذ مئات السنين، وتاريخها في التعايش السلمي بين هذه المكونات".
رفض حكم الجولاني وضرورة بناء سوريا جديدة
وتابعت هدية في حديثها بالقول: "إلا أن تولي الجولاني للسلطة في سوريا يُعتبر تحولًا سلبيًا، لا سيما وأن الجميع يعرف خلفيته ودوره في قتل النساء، بما في ذلك القتل الذي تعرضت له نساء روج آفا خلال فترة الثورة، ورغم ذلك، تمكنت المرأة السورية في الآونة الأخيرة من إبراز حضورها في المحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، مطالبة بحقوق النساء، لكن ما نراه اليوم، خصوصاً بعد تولي الجولاني للسلطة، هو تزايد التهميش لدور المرأة، كما ظهر بوضوح في "مؤتمر النصر"، الذي نطرح فيه السؤال: ما هو هذا النصر؟! في ظل هذا التهميش المستمر، نرفض أن يبقى قتلة النساء في السلطة مثل حاتم ابو شقرا وأبوعمشة، وندعو إلى بناء سوريا جديدة تكون فيها المرأة في صلب العملية السياسية."
المرأة السورية صراع من أجل الحرية والديمقراطية
وبدورها أكدت مشيرة ملا رشيد، الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب في مقاطعتي عفرين والشهباء، أن المؤتمر النسوي الذي انعقد يعد رسالة واضحة من أجل الحرية والديمقراطية، خاصة في ظل التحولات التاريخية التي تمر بها سوريا، وأشارت إلى أن المرأة السورية كانت وما زالت تتطلع منذ بداية الثورة إلى الحرية، ساعية إلى تحرير نفسها ومجتمعها.
التغييرات السياسية وتأثيرها على المجتمع السوري
وأضافت مشيرة: "ما شهدته الساحة السورية من تغييرات سياسية مؤخراً، لا سيما النقاشات التي دارت في الأوساط السياسية، قد أثرت على المجتمع بأسره، هذا المجتمع الذي عانى الكثير منذ بداية الثورة السورية، ولا سيما بعد انهيار النظام الاستبدادي البعثي، واليوم نرى محاولات لعودة البلاد إلى الوراء، نحو حكم استبدادي جديد، يهدد بالتحول إلى نظام متعصب ومتطرف دينياً، وهو ما يتعارض مع تطلعات المرأة والمجتمع السوري".
قلق من استمرار الانتهاكات ورفض الحكم القمعي
وتطرقت مشيرة إلى ما جرى في الساحة السورية مؤخراً، وخاصة بعد تنصيب الجولاني نفسه رئيساً للجمهورية، مما أثار قلقاً كبيراً بسبب تجاهل حقوق المرأة في هذا السياق، واعتبرت أن الشخصيات التي حضرت المؤتمر تمثل أطرافاً متورطة في دماء الشعب السوري، وخاصة الدماء الطاهرة للشهيدة هفرين خلف، كما أضافت أن المسؤولية عن الانتهاكات المستمرة في مدينة عفرين المحتلة تقع أيضاً على عاتق شخصيات مثل أبو عمشة.
وثائق انتهاكات وتواطؤ السلطة
وفي ختام حديثها قالت مشيرة ملا رشيد: "هناك العديد من الوكالات التي وثّقت انتهاكات فصائل أبو عمشة وحاتم أبو شقرا، خاصةً لجنة تقصي الحقائق، بالإضافة إلى العديد من التقارير التي تم رفعها إلى لجنة الأمم المتحدة والجهات المختصة، ورغم أن الخزانة الأمريكية فرضت عليهم عقوبات، إلا أنهم يواصلون ما يقومون به داخل عفرين، مما وصل إلى حد ارتكاب جرائم إبادة، واليوم نراهم يستلمون الحكم في سوريا.