هل تعتقدون إن المؤامرة الدولية ضد قائد الشعب الكردي هي مؤامرة ضد المرأة أيضا؟

اعتبرت عضوة منسقية اتحاد ستار روكن أحمد فكر قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان

 اعتبرت عضوة منسقية اتحاد ستار روكن أحمد فكر قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بمثابة حياة جديدة للمرأة وإعادة هويتها المسلوبة إليها، منوهة إلى أن المرأة الكردية في روج آفا عامة وكوباني كسرت الذهنية السلطوية المهيمنة. مؤكدة أن نضال الشعوب أفرغت المؤامرة الدولية ضد قائد الشعب الكردي.

وجاءت تصريحات عضوة منسقية تنظيم اتحاد ستار روكن أحمد خلال حوار أجرته معها وكالة أنباء هاوار.

هل تعتقدون إن المؤامرة الدولية ضد قائد الشعب الكردي هي مؤامرة ضد المرأة أيضا؟

المؤامرة ضد قائد الشعب الكردي هي مؤامرة ضد جميع شعوب المنطقة، بما فيها المرأة أيضا لأن القائد يمثل الفكر المضاد لكل أشكال الظلم والاضطهاد المفروضة بين الأديان والثقافات وناضل ضد التمييز الجنسي منذ صغره، كما أن القائد تصوف في الدين الإسلامي ليكشف حقيقته للمجتمع، وتحليل المجتمع وأظهر نواقصه لخلق ثورة ذهنية ضمن المجتمع، بتحليل جميع نواحيه الدينية الاجتماعية الثقافية والجنسية ووضع الحلول المناسبة لجميع مشاكله، لذلك عندما نقول بان المؤامرة على القائد هي مؤامرة على جميع النساء ولا سيما النساء الكرد لأننا ندرك تماماً الذي قدمه القائد من أجل حرية المرأة، فعندما نتمعن في تاريخ المرأة والمجتمع الكردي سنلاحظ أن واقع المرأة في كردستان تغير كثيراً وفتح المجال أمام تطور المرأة.

وحلل القائد الكثير من جوانب شخصية المرأة، ودعوى لمشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة، وسعى القائد أيضاً إلى معرفة وتحليل نفسية المرأة والانكسارات التي مرت بها وتوضيحها ومعالجتها بشكل جذري لكي تستطيع المرأة لعب دورها الفعال في الثورة وبناء المجتمع في جميع مجالات الحياة العسكرية، السياسية، الاقتصادية والفكرية.

ماذا تعني فلسفة القائد للمرأة برأيكم؟

فكر القائد بالنسبة لنا هو بمثابة خلق حياة جديدة حرة واكتساب هوية مستقلة في المجتمع، وهو ليس مجرد كلام بل يمثل بداية حياة جديدة ضمن مجتمع، واستطاعت المرأة من خلال فكره اكتساب هوية جديدة، فبعد أكثر من 5 آلاف سنة من السلطة والقمع فقدت المجتمعات هويتها بشكل عام وكانت المرأة اول ضحايا هذه السلطة، وفقدت إلى جانب هوية المجتمع جنسيتها المستقلة كامرأة، وجردت من مهامها المتمثلة بخلق وابداع حياة جديدة وسليمة وهي التي تمنح الحياة صيرورتها.

المؤامرة أفرغت من مضمونها وفشلت

الشعب الكردي تبنى فلسفة وأفكار القائد ودافع عنها، وقد أثمرت هذه الجهود على أرض الواقع بشكل عملي، فالشعب الكردي يناضل اليوم ليس فقط من أجل نفسه بل يناضل من أجل جميع الشعوب الأخرى المتواجدة في كردستان، وروج افا اثبتت بشكل عملي التعايش المشترك والحفاظ على قيم وثقافات الشعوب في المنطقة، وادارة شؤونها وحماية نفسها مما تشهده المناطق المحيطة بها من حالات انهيار وفوضى وحروب طائفية ونزاعات لا جدوى منها، وهي ثمار تدريب القائد للشعب لإدارة نفسه بنفسه وتلبية متطلباته في جميع المجالات.

هل استطاعت ثورة روج آفا والتي تعرف بثورة المرأة ان تكون جوابا كافياً على المؤامرة؟

المرأة وضعت بصمتها على ثورة روج آفا بشكل واضح جداً، وهذا لم يأتي من فراغ بل قدمت الغالي والنفيس من أجل أن تضع بصمتها. وقد برز ذلك بشكل واضح للعالم أجمع في مقاومة كوباني ليس فقط في الجانب العسكري بل في جميع مجالات الحياة السياسية، الاجتماعية والخدمية والتي كسرت بنضالها سياسة القتل، التشريد، النهب، السلب، التسلط والتفرد والاستملاك المنتشرة ضد المرأة والتي جسدت في اليوم الراهن بداعش التي تختزل جميع المفاهيم السلطوية والتطرف في العالم، وجسدت العملية الفدائية التي نفذتها المناضلة ارين ميركان حقيقة ما وصلت إليه المرأة الكردية من تحرر.

ونضالنا اليوم ليس من أجل المرأة الكردية فقط بل يشمل جميع نساء العالم لأن قضية المرأة واحدة أينما وجدت، لذلك فإننا مؤمنون بأن تحرر جنس المرأة سيؤدي بالتالي إلى تحرير قيم ومبادئ الشعوب المضطهدة وإعادتها إلى الحياة، وهي تشارك اليوم في جميع مجالات الحياة السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية العسكرية. ونسبة مشاركة المرأة في هذه المجالات وصلت في بعض الأحيان إلى النصف أو أكثر، لكن المهم بالنسبة لنا ليس العدد بل الأهم هي ذهنية وشخصية المرأة الحرة والمناضلة حيث أن ثورتنا هي ثورة ذهنية بامتياز تهدف إلى إعادة ثقة المرأة بنفسها وقدراتها ولعب دورها الأساسي في تلك المؤسسات.

ماذا يعني فكر القائد بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؟

منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مهد البشرية معروفة بتعدد ثقافتها، أديانها وأعراقها المتعايشة فيما بينها منذ القدم، وتعرضت تلك الثقافات إلى الكثير من الهجمات ومحاولات القضاء عليها وقمعها، ويحاول القائد إعادة إحياء هذه العلاقة بين الشعوب في الشرق الأوسط من جديد، وما الرسالة التي أرسلها في نوروز عام 2013 إلا من أجل إعادة شعوب الشرق الأوسط إلى ثقافتها الأولى التي تعتمد على العيش المشترك بين بعضها.

وأدركت شعوب الشرق الأوسط أن العدائية القائمة لا تخدم مصلحتها مطلقاً. والكتب الخمسة التي كتبها القائد آبو في سجن إيمرالي كافية لأن ترسم خارط الطريق لشعوب الشرق الأوسط لمستقبل يمتد لمئات السنين ومفعم بالسلام والأمن.

لذلك نستطيع القول إن فلسفة القائد أوجلان هي بمثابة طريق الخلاص الوحيد من النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة.

هل يمكن اعتبار ما تتعرض له روج آفا من هجمات فصل جديد من فصول المؤامرة الدولية؟

بالطبع الهجمات على روج آفا لم تخلق من عدم وهي سلسة متممة لتلك المؤامرة الهادفة إلى كسر الإرادة الحرة للكرد والتي تتبلور معالمها بشكل واضح في روج آفا، وهي تهدف إلى إعادة التطرف والنيل من التعايش المشترك بين مجتمعات الشرق الأوسط، لكن نضال شعوب الشرق الأوسط التي تحارب داعش اليوم “الشعوب العربية، السريانية، الكلدانية، الآشورية، الإيزيدية والشيشانية” هي نتاج نضال حركة تحرر الكردستاني خلال 40 سنة، وتمسك شعوب المنطقة بتلك القيم والثقافات أفرغت المؤامرة من محتواها.

من الآن فصاعدا ما هو مخطط عملكم المستقبلي؟

كنا قد أطلقنا منذ حوالي سنة حملة “حرية القائد هي حريتنا” من أجل تحرير قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وشملت الحملة العديد من الفعاليات والأنشطة، وخلال عام 2015سنستمر بدعم هذه الحملة وسنسعى إلى توسيعها لتصل إلى جميع أنحاء العالم، ولن نوقف هذه الحملة حتى تحرير قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.