أصدر مجلس مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، اليوم، بياناً كتابياً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة الكردية جينا أميني، وانتفاضة روجهلات (شرق كردستان)، جاء فيه:
"من ميدان ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، نحيي نضال المرأة وجميع الأشخاص الموجودين في الميدان في روجهلات كردستان وإيران، منذ عام وينتفضون ضد القمع والعنف.
مرّ عامٌ على الانتفاضة، حيث إنّ جميع شعب إيران وروجهلات كردستان ينتفض بإرادة وشجاعة لا مثيل لها ضد النظام السلطوي في إيران، النظام الأبوي الذي يفرض قوانينه بطريقة عنيفة على الشعب الذي ينتفض.
وأصبح مقتل المرأة الكردية جينا أميني قبل عام، شرارة أشعلت نار غضب الشعب وسخطهم وحوّلته إلى مطلب الحرية. بدأت هذه الانتفاضة الشعبية في كردستان وأصبحت انتفاضة جماهيرية للديمقراطية والحرية في جميع أرجاء إيران. وفي مراسم جينا أميني، النداء بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، ‘JIN JIYAN AZADI’ والذي هو شعار حركة المرأة في كردستان والذي كان يعلو في ثورة روج آفا أيضاً، أصبح شعار انتفاضة الجدائل. هذه ليست المرة الأولى التي يحتج فيها الأهالي والشعب ضد النظام الإيراني، لكن هذه المرة يطالب الشعب، بقيادة النساء، بحرية المرأة وإرساء الديمقراطية في إيران.
عامٌ، ونرى النساء كقياديات يلوّحن بكل ألوان المقاومة، ينظّمنَ الفعاليات والأنشطة بشجاعة، غضب وإبداع. ويدعون الشعب للانتفاضة. من خلال هذه الأنشطة والفعاليات، فإنهن يمنحن الشجاعة والروح المعنوية لجميع الشعوب المحبة للحرية في روجهلات كردستان وبلوجستان، وإيران، وكردستان والعالم أجمع.
منذ أكثر من أربعين عاماً والنظام الإيراني يقمع الشعب ويرفض أي تغيير أو تحوّل، لذلك فهو يهاجم انتفاضات الشعب بعنف شديد. لقد أثبت التاريخ أن الإصلاح ليس حلاً، لأن هذا النظام قائم على أساس قمع المرأة والمجتمع، لذا فإنّ التغيير سيكون بتدميره.
مع بداية الانتفاضة ظهر الوجه الأسود للنظام الإيراني الأبوي، الفاشي والمتسلّط أمام أنظار العالم. مع بدء الانتفاضة وحتى الآن قُتل مئات الأشخاص على يد القوات الإيرانية وأصيب عدد غير معروف، واعتقل الآلاف، وأُعدم المئات. تم تسميم الطالبات بشكل ممنهج في المدارس. افتعلت الحرائق في سجن إيفين، المعروف بأنه سجن للمعتقلين السياسيين ومكان للتعذيب. وحتى يومنا هذا، يهاجم النظام الإيراني الشعب بعنف.
يتم استهداف النساء اللاتي يقُدنَ هذه الانتفاضة، بشكل خاص، اعتقالهن وقتلهن، حيث يحاولون إسكات النساء، مثلما تم اعتقال الصحفية التي قامت بتغطية مراسم جينا أميني. على الرغم من ممارسة كل أنواع الضغوط والهجمات، يقاوم الشعب بكل عزيمة وشجاعة ويهز عرش وأسس النظام. المطلب الرئيس للشعب الذي ثار وانتفض هو "حرية المرأة". إن شعب إيران وروجهلات كردستان، وخاصة النساء، يرفض النظام السلطوي في إيران، وبشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، “Jin, Jiyan, Azadî” يهز عرش النظام المستبد. وكما قال قائد الشعوب، القائد عبد الله أوجلان: "لن يتحرر المجتمع حتى تتحرر المرأة"، لذا فإن شعب كردستان وإيران بدأ بمسيرة الحريّة من أجل المرأة وكل الشعوب بهذه المعرفة.
شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، "'Jin, Jiyan, Azadî"، الذي استوحى إلهامه من فلسفة القائد، له تاريخ طويل لتكن هذه الفلسفة رفيقة درب نضال النساء من أجل بناء مجتمع حر. كتبت الشهيدة شيرين علم هولي في التاسع من أيار عام 2010 على جدار زنزانتها في سجن إيفين مع 3 من صديقاتها شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، "Jin Jiyan Azadî" بروح مقاومة الشهيدة شيرين ورفيقاتها انطلقت الآن ثورة بنفس الشعار والمطالب بقيادة المرأة، وغير منقطعة عنها.
يحاول النظام تخويف الناس بالقوة، ويحاول إسكات الناس عن طريق إيقاف شبكات الانترنت، ومنع الشعب من دعم الانتفاضة. وحتى يومنا هذا، يمارس النظام على الشعب الإيراني القمع والظلم في أعلى المستويات. لكن تضحيات الشعب وشجاعته ومقاومته كان له الأثر الكبير ويجب على الجميع رؤيته والاستماع إليه والنضال إلى جانب هذا الشعب.
وندعو جميع النساء المنظمات والتوّاقات إلى الحرية، للدعم، ورفع وتيرة نضال الشعب ضد النظام الإيراني، وعلى هذا الأساس نعزي كافة عوائل الأصدقاء المناضلين الذين استشهدوا في الانتفاضة وندعو لدعمهم.
نبارك الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة ونجدد عهدنا بجعل القرن الحادي والعشرين قرن ثورة المرأة.
ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، "Jin Jiyan Azadî"، هي انتفاضتنا جميعاً، لذا يجب علينا من خلال إدراكنا وحركتنا وتنظيمنا الاستمرار معاً حتى تحقيق النصر".