ارتفاع حدة جرائم الاحتلال التركي بحق النساء في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل ملحوظ

في خطوة تصعيدية ضمن سياسات العنف الممنهج ضد المرأة، أعلن تجمّع نساء زنوبيا عن استشهاد ثلاث من عضواته في مدينة منبج، نتيجة هجوم شنته دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على المقاطعة.

أصدر تجمّع نساء زنوبيا في 10 كانون الأول 2024، بياناً رسمياً نعى فيه الشهيدات قمر السود، عائشة عبد القادر، وإيمان، واصفاً إياهن بالمناضلات اللواتي أفنين حياتهن دفاعاً عن كرامة شعبهن وأرضهن ضد العدوان التركي.

الهجوم على النساء الرياديات "امتداد لسياسة استهداف المرأة"

وذكر البيان أن الجريمة بحق الشهيدات الثلاث تمثل امتداداً للسياسة الممنهجة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي ضد النساء في شمال وشرق سوريا، مشدداً على أن النساء اللواتي يلعبن أدواراً محورية في بناء مجتمعاتهن وتنظيمها، أصبحن هدفاً رئيساً لهذا العنف.

وأوضح تجمّع نساء زنوبيا أن الاحتلال التركي لا يستهدف فقط القيادات النسائية بل يسعى لتدمير الحركات النسائية التي تعدّ إحدى الركائز الأساسية لمجتمع شمال وشرق سوريا، الذي يشهد تجربة متميزة في تمكين المرأة وتعزيز دورها الريادي.

سجل أسود "سلسلة اغتيالات مروعة"

الهجوم الأخير ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي استهدفت النساء القياديات في المنطقة.

2018: شهدت منطقة عفرين واحدة من أبشع الجرائم حين قام جيش الاحتلال ومرتزقته بالتمثيل بجثمان المقاتلة بارين كوباني، ما أثار موجة استياء عالمية.

2019: اغتيال السياسية هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، أثناء توجهها إلى الرقة.

2020: استهداف الناشطات هبون ملا خليل، زهرة بركل، وأمينة ويسي في قرية حلنج بكوباني.

2022: اغتيال القائدة العامة لقوات مكافحة الإرهاب جيان تولهلدان ورفيقتيها في هجوم استهدف موكبهن.

2023: استهداف الرئيسة المشتركة لمجلس قامشلو يسرى درويش ونائبتها ليمان شويش.

هذه الجرائم تُظهر نمطاً واضحاً من العنف الموجه ضد القيادات النسائية في إطار محاولة لتقويض دور المرأة في بناء مجتمع حر ومتساوي.

رسائل الاحتلال التركي "عنف لترهيب المجتمع"

يشير تصعيد دولة الاحتلال التركي المستمر إلى محاولات لترسيخ رسائل ترهيب ضد النساء في شمال وشرق سوريا. فالاحتلال، عبر استهدافه القيادات النسائية، يسعى إلى تدمير أي رمزية للقوة والتمكين التي تمثلها المرأة في هذا الجزء من العالم.

المتابعون للشأن السوري يؤكدون أن الهجمات الأخيرة تحمل أبعاداً استراتيجية وسياسية تهدف إلى عرقلة مساعي التنظيم المجتمعي في المنطقة، وضرب التجربة الديمقراطية التي تقودها النساء عبر المؤسسات المدنية والمجالس الشعبية.

دعوات للتدخل الدولي "كفى صمتاً"

مع تكرار هذه الجرائم، تتعالى أصوات منظمات حقوق الإنسان والمجتمعات النسائية الدولية لمحاسبة تركيا ووقف جرائمها في سوريا.

وتطالب هذه الجهات بفرض عقوبات دولية على النظام التركي والضغط عليه للالتزام بالقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين، وخاصة النساء.

تجمّع نساء زنوبيا اختتم بيانه بتجديد العهد على مواصلة النضال، وأكد أن استشهاد المناضلات قمر وعائشة وإيمان، لن يثنيهن عن الاستمرار في الدفاع عن الحرية والكرامة. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية النساء في شمال وشرق سوريا من العنف التركي الممنهج.

رسالة تحدٍّ ونضال

في وجه هذه المأساة، تبقى نساء شمال وشرق سوريا عنواناً للصمود والنضال، مصممات على حماية مكتسباتهن وإكمال مسيرة الشهيدات في سبيل تحقيق مجتمع ديمقراطي قائم على المساواة والعدالة.

وإن استشهاد قمر وعائشة وإيمان لا يمثل نهاية، بل بداية جديدة لمقاومة مستمرة ضد الاحتلال وسياساته القمعية.