تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تبعات انهيار النظام السوري على إيران وروسيا.
إن ديناميكيات الحرب في الشرق الأوسط تتغير مع تحوّل الصراع العالمي إلى صراع أكثر دموية
عدّ محلل في مؤسسة بحثية استراتيجية رائدة، تحدث لصحيفة ذا ناشيونال الإمارتية، أن إيران باتت تواجه صراعاً لإعادة بناء روابطها مع حلفائها الإقليميين بعد الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وانهيار النظام السوري.
ومن غير المرجح أن تتخلى إيران عن سياستها المتمثلة في بناء الجماعات المسلحة غير الحكومية التي أصبحت المصدر المهيمن للمقاتلين في ساحات المعارك في الشرق الأوسط، وفقاً لجون راين، المستشار الأول للاجتهاد الجيوسياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد دوامة من القتال المميت بشكل متزايد في الشرق الأوسط، حدث الآن تحول أساسي، حيث كان فشل إيران في دعم نظام بشار الأسد المنهار هو الضربة الأخيرة، وربما الحاسمة، لهيمنة الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.
روسيا تسحب قواتها من سوريا
يبدو أن روسيا تسحب بعض قواتها المتمركزة في سوريا في أعقاب السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد، وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية وتقييم الاستخبارات الأوكرانية، اطلعت عليه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وتكشف الصور التي التقطتها ماكسار وبلانيت لابز، بحسب الصحيفة، عن زيادة في المركبات الأرضية في قاعدة حميميم الجوية، ووصول العديد من طائرات النقل الكبيرة وتفكيك المروحيات الروسية والدفاعات الجوية، وهي كلها عوامل تتفق مع القوات التي تتجمّع هناك للمغادرة.
واتفق مسؤول أوكراني كبير على أن موسكو كانت على ما يبدو تسحب كمية كبيرة من المواد من البلاد. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان هذا النشاط هو بداية انسحاب جزئي أو كامل.
قال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي مايكل كوفمان: "قد يشير هذا الانسحاب إلى خروج روسي كامل من سوريا ولكن من السابق لأوانه معرفة ذلك".
وعدّت الصحيفة أن خسارة القاعدة الجوية في حميميم - والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس - ستكون مشكلة استراتيجية لموسكو، حيث يتم استخدامها كمركز لوجستي لأنشطة البلاد في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك لعملياتها في جميع أنحاء أفريقيا.
وقال محللون إن روسيا يمكن أن تقدّم للحكومة السورية الجديدة المال أو إمدادات الطاقة أو الذهب والماس الذي تستخرجه من أفريقيا، فضلاً عن شراكة سياسية أوسع نطاقاً محتملة. وقال مسؤول روسي كبير سابق للصحيفة إن روسيا تتواصل مع هيئة تحرير الشام "بالصداقة والود".