المؤتمر النسائي الإقليمي في بيروت ينهي اعماله باتخاذ جملة من القرارات

أنهى المؤتمر النسائي الإقليمي، اعماله بالخروج بجملة من القرارات أبرزها، التأسيس لميثاق نسائي إقليمي مشترك، وعقد مؤتمر نسائي إقليمي بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، كذلك تشكيل لجان حقوقية وإطلاق حملات إقليمية استراتيجية تطالب بإطلاق سراح القائد اوجلان .

أنهى المؤتمر النسائي الإقليمي المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، أعماله اليوم السبت، بإصدار بيان ختامي قرأته عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ديلان حسن.

شدد البيان على ضرورة تأسيس ميثاق نسائي إقليمي مشترك يجمع بين الرؤى، ويعيد النظر في المصطلحات الرئيسة لإعادة تعريفها برؤية نسائية مشتركة، والإفادة في هذا السياق من جنولوجيا، والعمل على نشره.

كما أوصى بتشكيل "لجان حقوقية، وإطلاق حملات إقليمية استراتيجية تطالب بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، وتشكيل شبكة إقليمية للدفاع عن جميع المعتقلين والمعتقلات السياسيين، وفي مقدمتهم القائد عبد الله أوجلان".

وقال البيان: "بتاريخ 18 و19 آب/ أغسطس 2023، اجتمعنا نحن النساء، البالغ عددنا أكثر من 100 امرأة"، من عدة بلدان عربية  وأفريقية (لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، مصر، تونس، الأردن، اليمن، السودان، تركيا، إيران)، في العاصمة اللبنانية بيروت، لعقد المؤتمر النسائي الإقليمي، مؤتمر (تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة)، تحت شعار "على هدى: المرأة – الحياة – الحرية".

دعم الحملات والانتفاضات النسائية

وأضاف: "ليس غريباً ولا صدفةً أن نجتمع ونعقد مؤتمرنا في شهر آب تحديداً، بل تشبثاً منا بشعار وفلسفة (المرأة – الحياة – الحرية)، ودعماً لنساء شنكال الإيزيديات، والنساء الأفغانيات في وجه الإبادة التي تعرضن لها، وإعلاناً لضرورة المشاركة الفعالة في إطار الحملة النسائية العالمية، التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية، وكذلك دعماً للانتفاضة الشعبية الإيرانية بريادة نسائية تحت شعار "المرأة – الحياة – الحرية"، والتي تقترب ذكراها السنوية بعد أيام قليلة، وبهذه المناسبة، نوجّه كل التحية للنساء المناضلات والصامدات في كل المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، متمثلاتٍ في النساء الإيزيديات والأفغانيات والإيرانيات والكرديات والعربيات".

وزاد: "إذ تناولنا في مؤتمرنا هذا مشاكل النساء في مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد توصلنا إلى نتيجة أساسية مفادها أن القوى العالمية العظمى، والأنظمة الإقليمية السائدة في المنطقة، هي التي فتحت الباب على مصراعَيه أمام شتى أنواع الحروب الجنونية الطائشة، والتي طالت الأخضر واليابس خلال سنوات العقد ونَيِّف الأخيرة بصورة خاصة، ضمن إطار سياسة "حرب الكل ضد الكل"، وسياسة تأليب مختلف الهويات المجتمعية والثقافية والقومية والدينية والإثنية والعقائدية على بعضها بعضاً في المنطقة، من أجل تمرير مختلف مصالحها السلطوية، ما أدى إلى تفشي ظواهر الاحتلال والنزاعات المسلحة والتهجير القسري والنزوح الجماعي والتغيير الديموغرافي والقتل والتنكيل والإتجار بالبشر، ووصول نسبة العنف ضد النساء والإتجار بهنّ وبالأطفال واستهداف الرائدات منهن إلى مستويات غير مسبوقة.

وإن كان لا بد من إطلاق اصطلاحٍ شامل على كل هذه الظواهر الكارثية، فيمكننا القول إننا نواجه سياسة وممارسات "إبادة النساء" بكل معنى الكلمة وفي كل مجالات الحياة وعلى جميع الأصعدة".

تجربة النساء الكردستانيات

أشار البيان إلى أن المؤتمر تناول أيضاً "تجربة النساء الكرديات في أجزاء كردستان الأربعة، وكيفية الإفادة من هذه التجربة الفريدة النابعة من صميم منطقتنا، ومن جذور إرثنا التاريخي العريق، سواء تجربة منظومة الرئاسة المشتركة في شمال كردستان، أو تجربة الدفاع الذاتي لدى المرأة الإيزيدية في شنكال، أو تجربة الثورة النسائية الرائدة في روج آفا وشمال شرق سوريا، أو تجربة الانتفاضة الإيرانية بريادة نسائية كردية تحت شعار "المرأة – الحياة – الحرية" في شرق كردستان".

وقال: "سلَّطنا الضوء على مصدر الإلهام والخلفية الفكرية والفلسفية لهذه التجارب النسائية الكردية، ورأينا كيف تواجِه هذه الفلسفة العصرية تعتيماً إعلامياً ممنهجاً، وتشويهاً مقصوداً لحقيقتها، وإجحافاً شديداً بحق مُنَظِّرِها، المفكر الكردي الأممي الفذ، السيد عبد الله أوجلان، القابع في سجن إمرالي الانفرادي الكائن في جزيرة نائية وسط بحر مرمرة بتركيا منذ ما يقارب ربع القرن، وهو يواجه يومياً سياسة التعذيب النفسي والعزلة المطلقة، في انتهاك صارخ لكافة معايير ومواثيق حقوق الإنسان الدولية، وضمن إطار قوانين خاصة خارج إطار الأعراف القانونية الرسمية، تطال حتى "الحق في الأمل" في الحياة الحرة، وأكدنا على ضرورة إطلاق سراحه؛ لأنه يمثل قضيةً إنسانية عادلة، وقضية وجدانية نبيلة.

القرارات

بناءً عليه، وكنساء هذه البقعة الجغرافية المباركة العريقة، والتي عُرِفَت بكونها مهدَ الإلهات الإناث، واعتادت الاندماج الطوعي والطبيعي والعيش المشترك بين شعوبها وهوياتها؛ وإيماناً منا بأن النضال النسائي المشترك هو القوة المحَرِّكة وصمّام الأمان ومفتاح الضمان لإعادة هيكلة الحياة الاجتماعية الآمنة والمستقرة في أجواء تسودها المساواة الفعلية والعدالة والرفاهية والديمقراطية الحقيقية والسلام المستدام؛ فإننا توصلنا في ختام مؤتمرنا إلى القرارات التالية:

1- دعم مقاومة النساء الإيزيديات والأفغانيات والإيرانيات والكرديات والفلسطينيات خصوصاً، وكل النساء المناضلات والمقاوِمات في المنطقة عموماً، ضد القوى الظلامية التي تختلف في الاسم، وتتقاطع في الفكر الظلامي الذي يدمر الشعوب والمجتمعات من خلال استهداف النساء أولاً.

2- الإفادة من التجارب المختلفة للنساء الكرديات كي تكون نموذجاً يُقتَدى به لنساء وشعوب المنطقة، والإفادة من تجربة منظومة الرئاسة المشتركة.

3- عقد مؤتمر نسائي إقليمي يهدف إلى المزيد من التشبيك والتنسيق بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، وتوحيد التجارب النسائية القائمة كوسيلة دفاع ذاتي في وجه العقلية البطرياركية بكل مؤسساتها وأدواتها، وفضح سياساتها وممارساتها من خلال تشكيل مراكز مختصة، ويخرج بتشكيل جبهة نسائية إقليمية مشتركة.

4- التأسيس لميثاق نسائي إقليمي مشترك يجمع بين الرؤى، ويعيد النظر في المصطلحات الرئيسية لإعادة تعريفها برؤية نسائية مشتركة، والإفادة في هذا السياق من علم المرأة/جنولوجيا، والعمل على نشره.

5- تشكيل لجان حقوقية وإطلاق حملات إقليمية استراتيجية تطالب بإطلاق سراح المفكر الكردي الأممي، أسير الفكر الحر، وصديق حرية المرأة، السيد عبد الله أوجلان، الذي طالما آمن بأن النضال النسائي هو ضمان السلام المستدام والديمقراطية الحقيقية.

6- تشكيل شبكة إقليمية للدفاع عن جميع المعتقلين والمعتقلات والسياسيين والسياسيات، وعلى رأسهم السيد عبد الله أوجلان، لأنهم/ن يمثلون/ن صوت وإرادة وهوية شعوبهم/ن.

7- مناهضة الأصولية الدينية بكل أنواعها وتياراتها؛ ومناهضة سياسة "إبادة النساء" وكل السياسات والممارسات الاستبدادية والسلطوية المعادية للمرأة".