جاء ذلك في بيان أصدرته قيادة عمليّات حفتانين في وحدات المرأة الحرّة، اليوم الأحد (26 تمّوز)، أوضحت فيه أنّ الدولة التركيّة تمرّ، في السنوات الأخيرة، بأزمات على كافة الصعد السياسيّة، الاقتصاديّة، العسكريّة والمجتمعيّة، وأنّ سلطات حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة AKP-MHP "تعمد إلى خلق المشاكل المجتمعيّة ونشر الفتن الطائفيّة للتغطيّة على أزماتها".
وأشار البيان إلى أنّ الدولة التركيّة "تنتهج سياسات لاأخلاقيّة تهدف من خلالها إلى تغيير عقليّة المجتمع وفقاً لتوجّهاتها، بغية السيطرة على المجتمع وتشديد قبضتها عليه وبالتالي إطالة أمد بقاء السلطة الحاكمة. كما أنّها تسعى لتصدير أزماتها الداخليّة من خلال افتعال حروب خارجيّة، كما في سوريا، ليبيا وجنوب كردستان، وهي تعلن صراحة بأنّها تحارب في الخارج لضمان بقائها.. وما الحرب في حفتانين إلّا خير دليل على ذلك".
وأضاف البيان: "تواجه المخطّطات التركيّة مقاومة تاريخيّة في كردستان ومناطق أخرى. هذه المقاومة التي تأسّست على فكر القائد أوجلان، يقودها مقاتلو ومقاتلات الكريلا ويسطّرون بها ملاحم بطوليّة في حفتانين، ومن أجل حماية شبر من التراب، يناضل الكريلا في وجه الغزاة مقدّمين نموذجاً من المقاومة سيذكره التاريخ طويلاً.
إنّ الحرب التركيّة في حفتانين لا تهدف إلى القضاء على حركة الحرّية فحسب، بل تسعى لتدمير طبيعة المنطقة واستئصال فكر المقاومة، خاصّة لدى المرأة، وهذا هو امتداد لسياسة الفاشية التركيّة التي تنتهج نهج الاعتداء على المرأة والطفولة، باعتبارهما أساس تكوين المجتمع، إلى جانب ممارسات أخرى لاأخلاقيّة كتخريب مزارات الشهداء وتشويه قيم المجتمع".
وطالب بيان قيادة عمليّات حفتانين في وحدات المرأة الحرّة أبناء المجتمع الكردستاني وعموم القوى الديمقراطيّة في المنطقة أنّ يكونوا مدركين لمخطّطات الدولة التركيّة القذرة حيال تدمير بنية المجتمعات، مضيفاً "لا بد أن يعي الجميع بأنّ سلطات حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة تمارس شتى أنواع الخداع والمكر، سياسيّاً وعسكريّاً وفكريّاً، وما حدث في الآونة الأخيرة في شرناخ وبوتان، يظهر جليّاً ما ترمي إليه سياسات الفاشية التركيّة.. إنّ تدمير المجتمع، ليس غاية فحسب، بل هي وسيلة لتحقيق غايات السلطة الحاكمة في السيطرة واستعباد الشعوب.. لكنّنا نؤكّد مرّة أخرى بأنّ مخطّطات الدولة تواجه بمقاومة عسكريّة، فكريّة ومجتمعيّة. ومقاومة حفتانين ألهمت الجميع درب مقاومة الاستبداد والدكتاتوريّة".
وختم البيان بالتأكيد على "انتهاج مقاتلي ومقاتلات الكريلا نهج القائد أوجلان فكر المقاومة القائمة على تحقيق حرّية الشعوب المضطهدة، وتحرير المرأة من براثن الاستبداد الذي تمارسه السلطة الحاكمة في تركيا. وبروح المقاومة التي تعلّمناها من القيادات النسائيّة ’أسمر، نورجان، بيريفان، آرارات، زريان، زينب، آمارا، فيان وغيرهنّ’ سنواصل نضالنا لحماية شعبنا وقيمه من الهجمة الشرسة التي تشنّها الفاشية التركيّة.. وندعوا أبناء شعبنا وكلّ طالبي الحرّية بالوقوف في وجه مخطّطات تركيا الاستعماريّة..
نحن الشعب.. نحن نمثّل حقوق المرأة، وإن توحّدت القوى الديمقراطيّة في وجه أطماع الدولة التركيّة، حينها سنتمكّن جميعاً من هزيمة الفاشية وتحقيق الديمقراطيّة والسلام في عموم المنطقة".