تؤكد تكوشين خلال رسمها لصورة الأم خالصة، أن الألم الذي يعانيه شعبنا في آمد، ديرسم وماردين، يشعر به شعبنا في السليمانية وهولير ورانيا وحلبجة. لم تعترف تيكوشين بالحدود الذي رسمه الاحتلال والمحتلين وباتت تعكس مشاعر الملايين من النساء الكرديات من خلال رسمها.
نظمت الشابات المناضلات معرضاً في الفترة ما بين 14 - 19 حزيران في جمجمال والسليمانية وحلبجة للترويج للفن الجديد للشابات تحت شعار "النساء وكردستان في عيون الشابات". وذكرت الشابات المناضلات أنهن أشدن بذكرى بارش جاكان، الذي اغتيل في أنقرة بسبب استماعه للموسيقى الكردية، وشهداء الثقافة والفلكلور الكردي.
نظمت الشابات بنجاح معارض في المدن الثلاث وزار الآلاف من الناس المعرض. هذا هو المعرض الأول في جنوب كردستان. لأنه اعطى صداً كبيراً من نواح كثيرة. حيث جذبت صورة في المعرض انتباه الجميع. كانت صورة الأم خاصة، ام الشهيد عكيد.
استشهد الشهيد عكيد إبيك، في اشتباك مع دولة الاحتلال التركي في ديرسم عام 2017. وتكافح والدة الشهيد منذ يوم الذي استشهد فيه ولدها الى اليوم الذي كانت تطالب بجثمانه الذي ارسلته دولة الاحتلال التركي عبر طرد بريدي بعد محاولات عديدة، إلا إن الدولة التركية كانت تؤجل تسليم الجثمان بذرائع وأسباب مختلفة. ففي شهر نيسان، أصبحت كل كردستان والعالم على علم بهذه القضية. وأدان المجتمع الكردستاني بأجزائه الاربعة دولة الاحتلال التركي واظهروا ردة فعل قوية.
منذ ذلك اليوم وحتى الآن، بقيت مقولة والدة الشهيد عكيد في آذان وعقول الجميع. حيث قالت الام خالصة: "أنا فخور بولدي عكيد، لان عكيد هو عكيد كردستان" وبهذه المقولة التي نطقت بها والدة الشهيد عكيد اثناء استلام جثمانه، وحدت روح كردستان. شعرت شابة من السليمانية بألم الأم خالصة في روحها وضميرها وقلبها وعواطفها وأرادت أن تدخل الأم خالصة في التاريخ من خلال صورة ترسمها.
تكوشين البالغة من العمر 23 عاماً وهي طالبة جامعية من مدينة السليمانية. تعمل كمصورة فوتوغرافية للهواة منذ 4 سنوات وتهوى رسم الصور، وقد تأثرت بشدة باستشهاد عكيد وكانت حزينة للغاية وفخورة بالتعرف على والدته خالصة.
وتقوم تكوشين بتسليط الضوء على آلام شعبها من خلال الرسم مؤكدة حقيقة أن لون الألم يغير طاقتها بطريقة أو بأخرى. الألم لا ينقص، بل انه يأخذ شكلاً آخر.
وترسم تكوشين صورة الام خالصة والدة الشهيد عكيد في يوم واحد فقط وتسمي اللوحة باسم "النضال" وتقول: "كان هدفي الرئيسي هو إظهار طبيعة ومرونة المرأة الكردية، لذلك قررت المشاركة في تلك اللوحة". كنت أعتزم أن تدرك شابات أخريات في جنوب كردستان قصة الأم خالصة، لأنها تعبر عن قصة جميع النساء والأمهات الكرديات".
بدورها شكرت تكوشين منظمة الشبيبة الثورية على جهودها في تنظيم المعرض وقالت "نحن بحاجة إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات حتى تتمكن الشابات الموهوبات من التعرف على أنفسهن في جنوب كردستان".
