افتتح، اليوم الأربعاء بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، معرض الصور الفوتوغرافية "على طريق الحرية" للمصورة المصرية أسماء وجيه. ويتضمن المعرض قرابة ٤٠ صورة التقطتها المصورة المصرية أسماء وجيه لتوثيق حالة مقاومة المرأة خلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
ويكرّم المعرض شجاعة ونضال النساء الكرديات البطولات وغيرهن من النساء العربيات والأيزيديات اللاتي وقفن ضد الاعتداءات البشعة لداعش على أراضي شمال سوريا والعراق.
ويأتي المعرض بعد أيام من احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي، لتحتفي المصورة بصورة مختلفة من نضال المرأة في هذه البقعة المهمة من الأرض فتقدم مختلف الصور لواقع المرأة وحياتها اليومية بين التدريب والحرب والدفاع عن الأرض وكذا الحالة السياسية في مكاتب كيتونات، وحتى عبر تظاهرات نسوية.
وتوضح أسماء وجيه في حديثها لوكالة فرات للأنباء إن المعرض هو نتاج رحلتين بين كردستان العراق، وخاصة سنجار في 2015، وبين شمال سوريا في نهاية 2017، وكلامهما كانت الحرب على داعش تأخذ منحاها، وصورها المختلفة، لافتة إلى أنها حاولت في المعرض أن تخرج مجموعة صور تُظهر حالة متناغمة وهي توضح كيف أن قوات سواء كردية أو كردية عربية بقيادة كردية وفي أراضٍ مختلفة، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وتؤكد وجيه التي تجولت بين مناطق مختلفة ودول تشهد صراعات وأزمات كليبيا، العراق، وغزة (فلسطين)، باكستان وغيرها من الدول، أن ما أرادته عبر معرضها أن تُظهر عبر الصورة كيف أن هناك نساء وفتايات وصلن إلى مرحلة غاية في الأهمية على مستويات عدة حتى الحربية والعسكرية منها، إضافة إلى إظهار صور استقلال المرأة حتى في الحياة المدنية وليست الحربية فحسب.
وأوضحت أنها خلال زيارتها لم تسلط الضوء على تجربة المرأة فحسب، ولكنها اهتمت بتوثيق المشهد بأكمله، أما فكرة المعرض فجاء اختيارها في معرضها "على طريق الحرية" المرأة لتكون بطلة المشهد، لأن الوضع الخاص بالمرأة في هذه المنطقة يحتاج لتسليط الضوء عليه لما وصلن فيها لحالة مميزة ومتفردة.
وتقول أسماء وجيه إنها رأت في هؤلاء النساء في هذه المنطقة نفسها، وكانت ترغب في نقل الجزء الذي يحارب ويقاتل على العكس من الواقع السائد.
وتشير أسماء إلى أنها تبحث عن الحقيقة وتسعى لنقلها عن طريق الصورة التي يمكنها أن تعبر بصورة أكبر عن الواقع بما قد لا توصفه الكلمة.
وحاولت أسماء عبر معرضها إظهار نجاح المرأة في كسب حريتها في منطقة مزقتها التقاليد الاجتماعية والمعاناة من سيطرة داعش ظاهرة جديدة بشكل خاص، من خلال صورها، فقد يغادر داعش الأرض عسكرياً، لكن تأثيره سيبقى قوياً بين أولئك، الذين يتبعونه والذين لا يزالون يعيشون بينهم، نأمل أن تجبر ظاهرة النساء الجديدة على التقاليد على التراجع والتغيير.
وشهد المعرض إقبالاً على مستوى طلبة الجامعة الأمريكية والجمهور العادي خاصة من السوريين الذين جاؤا ليشاهدوا هذه الحالة التي قدمتها أسماء وجيه عبر معرضها.
وكالة فرات خلال حضورها المعرض سعت بدورها للتعرف على آراء الجمهور في المعرض ورؤيتهم لهذه التجربة الفنية.
والبداية مع كندا المرقبي، طالبة سورية تدرس بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، والتي عبرت عن تقديرها لتجربة المعرض، خاصة أنها تلمس أن نظرائها من الطلبة في الجامعة لم يطلعوا من قبل على هذه التجربة النسوية الفريدة.
وتلفت المرقبي إلى أن المعرض سلط الضوء على زاوية لا يتم التركيز عليها كثيراً، خاصة أن فكرة أن النساء في هذه المنطقة هن المحاربات وهن المقاتلات وكذلك السياسيات والعاملات في كافة نواحي الحياة ستجدي أن الفكرة غريبة على مصر بشكل عام.
وتضيف "أنا مثلا في طريقي إلى هنا استمعت إلى نقاش في الراديو حول مسألة عمل المرأة وحتى الآن يتم النقاش مع الرجال حول فكرة هل تقبل بعمل زوجتك أم لا، وفي الأخير آتي إلى هنا لأرى مشهد المحاربة، وبالتالي فإني مقتنعة أن هذه الصور قد تشكل صدمة عندما تُشاهد المرأة في زي الحرب ومنخرطة في الدفاع ومن هناك ستأتي الصدمة التي أعتقد أن كثير ممن سيتابعوا العمرض سيكون لديهم الكثير من التساؤلات حول ماذا يجري وكيف وصلت المرأة هنا لهذا الحد".
أما منى محمود ذكريا، سورية من حلب، فعبرت عن سعادتها بحضور المعرض داعية إلى ضرورة أن يتعرف الشعب المصري على تجربة المرأة الكردية، وكفاحها وكيف أنها وصلت إلى هذه الدرجة التي بلغتها وكذلك كم التضحيات التي قدمتها دفاعاً عن أرضها من تنظيم داعش الإرهابي الذي مارس أعمال لا يمكن تصورها وصولاً للوقت الراهن من حالة الانتصار على التنظيم والتي بات الاعلان الأخير لها على الأبواب وكانت المرأة رفيقة نجاح وشريكة كفاح في هذه الحرب.
أما الدكتور محمد الشاكر، أستاذ القانون الدولي، فقدم للفنانة أسماء وجيه التحية على هذه الالتفاته الفريدة، كونها اختارت موضوع المرأة في الجزيرة السورية، واختارت نموذج كان يعتبر هو الأضعف في هذه المنطقة لتضعه في أقوى صوره.
وأضاف "أن تقف الأنوثة في وجه أخطر تنظيم يهدد البشرية والإنسانية جمعاء، فهذه لفتة جميلة، فالسوريين من كل أطيافهم ينظرون لهذا المسخ الإنساني أنه محاولة لقتل كل ما هو جميل، والصور توضح كيف أن المرأة الكردية هناك تحركت رغم أنوثتها ونعومتها لتقف في وجه هذا التنظيم".
وأوضح الشاكر أن "المنطقة الشرقية سواء الرقة، الحسكة أودير الزور عانت من هذا الغول المرعب الذي جاء ليتكلم عن أوهام ما يسمى بالخلافة الإسلامية، والمنطقة التي تجمع هذه الصور هي منطقة تشكل على مستوى العالم فسيفساء متنوعة في منطقة بها 40 اثنية وطائفة يعيشون مع بعضهم في تناغم فريد منذ آلاف السنين وإرادة عيش مشترك".
أما علي العاصي، مدير المكتب التنظيمي لتيار الغد السوري، فيقول: "أنا ابن الجزيرة السورية، وابن للبيئة الكردية، نتعايش مع الإخوة الكرد مع بعض ربما منذ أكثر من 500 عام، ويمكن أن نقول إننا نعرف بعضنا أكثر حتى من معرفتنا للعرب، وبيننا مصاهرة ودم، ومشاركة بالحروب التاريخية، فقد شاركنا مع الكرد ضد العرب وشاركنا معهم أيضا ضد الكرد حتى".
وعن المعرض يقول: "أنا لدي سعادة كبيرة أن أرى هذا المعرض للبطلات الكرديات بالقاهرة وبالجامعة الأمريكية وهذا حقيقة شيء مهم وجميل".
ويتابع: "ولمن لا يعرف فليس لدينا ثقافة أن تقاتل المرأة في منطقة شرق الفرات أو بلاد ما بين النهرين أو بالجزيرة السورية المرأة لا تقاتل، وحقيقة لابد لنا أن نرفع لهن القبعات ونشكرهن لأنهن بسبب الثورة السورية خرجن فيها وكن ناشطات بها ثم تحولن بعد فترة إلى محاربة داعش والإرهاب وهذا شيء صعب جدا، فالرجل بطبيعته وقوته تجعله قادر على حمل السلاح بأي لحظة خاصة لو كان ابن منطقة وعرة أو عاشت الظلم من النظام، لكن أن فتايات رقيقات ناعمات، من طالبات جامعيات أو أصغر وربات بيوت، تتحولن فجأة هذا التحول فأمر كهذا يحتاج آلاف الكتب".
ويؤكد: "هن غيرن المعادلة والأكثر أنهن شجعن الشباب لأن ينخرطوا في الحرب على التنظيم الإرهابي وكن في الحقيقة رمز، فمع أنهن رمزللأنوثة والجمال قدمن أنفسهن كرمز للقوة".
ويستقبل المعرض الرواد يومياً في الحرم الجامعي الجديد للجامعة الأمريكية في القاهرة الجديدة من الأحد إلى الخميس، من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً.
صور:
1-
2-
3-