ساريا وديار كانا في البداية شقيقين من عائلة واحدة، قرّرا أن يتوجّها صوب الجبال الحرّة لينضما إلى صفوف حركة حرّية كردستان ويصبحا رفيقي درب النضال والكفاح. تقول ساريا "الرفيق ديار همس في أذني مرّة بأنّ الإنسان قادر أن يمتلك الإرادة الحرّة، وبذلك التحفت بالدرب الذي سار عليه. في تلك الليالي، كان ضيفاً عزيزاً على أحلامي التي من خلالها عرّفني على تلك النيران المتّقدة في قمم الجبال، نيران الكريلا.. نيران الحرّية.. التي تضيء ليالي العتمة والظلام وأصبحت مقاتلة في هذا الدرب".
وتتحدّث ساريا عن القصص التي سمعتها من شقيقها عن بطولات الكريلا وتضحياتهم وعن المرأة المقاتلة التي لا تقلّ إرادة عن إرادة الرجل المناضل "كلّ هذه الأمور الإيجابيّة هي التي منحتني القوّة بأن التحق بصفوف أولئك الأبطال الذين ما برحوا مخيّلتي".
وتضيف "في الذكرى السنويّة العاشرة لاستشهاد الرفيق ديار كافور، أودّ أن استذكر مناقبه وأفضاله علي. من بين عائلتنا، التحقنا أنا وديار بصفوف حركة الحرّية. هو انضمّ للحركة عندما كنت في مقتبل العمر، وكان يوليني القدر الأكبر من الاهتمام والرعاية، خاصّة من الناحية الفكريّة.. كنت متحمّسة جداً لسماع القصص التي كان يرويها عن مقاتلي ومقاتلات الكريلا، وعندما التحقت بالجبال ورأيته مقاتلاً هناك، ازداد مكانته سموّاُ في نظري وبات الآن رفيق دربي، وليش فقط شقيقاً لي. كان شعوراً مختلفاً لديّ بأن أكون مع شقيقي مقاتلين في صفوف الكريلا.. لدينا الكثير والكثير من الذكريات في تلك الفترة".
وتشير المقاتلة ساريا إلى اكتساب اسمها الحركي بناء على رغبة شقيقها ديار "لقد حدّثني عن الشهيد ساريا، التي استشهدت في معارك ضدّ جيش الاحتلال التركي بمنطقة بوتان، وتأثّرت كثيراً بحياة تلك المقاتلة المناضلة التي ضحّت بحياتها في سبيل قضيّة شعبها. وعندما لاحظ اهتمامي بسيرة الشهيدة ساريا، اقترح عليّ أن أحصل على هذا الاسم وأنا أحببت هذه الفكرة، ومن بعد ذلك بتّ أعرف باسم ساريا في صفوف مقاتلي ومقاتلات الحرّية".
وتختم ساريا حديثها بالقول: "أنا الآن مقاتلة في حركة الحرّية لأنّني تأثّرت بما رواه لي الشهيد ديار عن أفكار الحرّية والانعتاق من الاستبداد والظلم. وسأسير على دربه مقاتلة صلبة الإرادة كي أكون عند حسن ظنّه بي.. هو ليس شقيق لي فحسب، وأيضاً ليس رفيق درب، بل هو الذي ألهمني فكر النضال والكفاح. كلّ الرفاق الذين يعرفونه يحدّثونني عن خصاله الثوريّة ومناقبه.. بات هو قدوتي في درب المقاومة الذي أنا سائرة فيه حتّة أكون لائقة بما قدّمه لي ولقضيّته..".