في الذكرى الـ 34 لحملة 15 آب/أغسطس 1984 أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) حواراً خاصاً مع عضو منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية روناهي سرحد.
سرحد في بداية حديثها أشارت إلى أهمية ثورة 15 آب وقالت: " قرار انطلاقة حملة 15 آب والنجاح الذي حققته الحملة كان من شأنه خلق ذهنية ومنطق جديد. لذى فبقدر ما حققته الحملة من نجاح على الصعيد العسكري كذلك حقق نتائج كبيرة من الناحية الفكرية والمعنوية. هذا حيث باتت الثقة بالقدرات والإمكانيات اكبر بكثير يتكون بمثابة ولادة جديدة لهذا يعتبر هذا التاريخ هي بداية ولادة جديدة لشعبنا.
سرحد أشارت إلى أهمية حملة 15 آب وتأثيرها في بناء جبهة المرأة وقالت: "المرأة الكردستانية وبعد حملة 15 آب تعرفت على التنظيم الحقيقي بشكل اكبر وعلى هذا الأساس نالت مكانتها ضمن صفوف الكريلا. وهذا أيضاً من منح المرأة والمجتمع الثقة والشجاعة الكبيرة"
سرحد وفي دوام حديثها قالت: "ثورة 15 آب 1984 كان لها دور كبير جداً. وحققت الكثير من التغير والتحول الجزري في تاريخ الشعب الكردي والمجتمع الكردستاني. في تلك المرحلة كامن من المستحيل تقبّل سياسات الدولة التركية ضد الشعب الكردي الهادفة إلى احتلال كردستان وإنهاء الوجود الكردي. لهذا تشكل الحزب, لكن ما منح الحزب قيمته ومكانته هو حملة 15 آب. ما لم تعلن تلك الثورة في إطار الدفاع المشروع عن النفس فلا شك ان الفاشية التركية كانت ستتمكن من تنفيذ مخططها والقضاء على الوجود الكردي. تركيا كانت قد وضعت نصب عينها إنهاء الوجود التركي وعلى هذا الأساس تمكنت من تحقيق هذا المخطط على المستوى الاجتماعي خلال القرن التاسع عشر عبر ارتكاب المجازر والمؤامرات. أيضاً حملة 15 آب كان لها تأثيرها على جميع أجزاء كردستان فكان الدور الفعال في كشف الغمة المحيط بالمجتمع الكردي في عموم كردستان.
أهمية ثورة 15 آب على حركة المرأة
كان لثورة 15 آب دور كبير على تنظيم حركة المرأة وخلق نظام جديد. بهد الحملة تعرفت المرأة بشكل أكبر على التنظيم وعلى هذا الأساس نالت مكانتها ضمن صفوف الكريلا. وهذا أيضاً منح المرأة والمجتمع ثقة أكبر. ما تلى من تنظيم وتقدم في حركة المرأة الكردستانية بعد الحملة فهو تاريخ إنهاء العبودية التي كانت مفروضة على المرأة ورسم التاريخ الجديد. كل هذا مهد لإعادة التعرف على حقيقة المجتمع الكردي. حملة 15 آب كشفت العدو الفاشي على حقيقته ومخططاته تجاه الشعب الكردي. وساهم في تعرف شعبنا الكردي على التاريخ الحقيقي للكرد واخذ العبر منها والنضال على هذا الأساس. قرار انطلاقة تلك الحملة كان قراراً تاريخيا من شأنه تغير مصير المرأة والشعب الكردي.
الكرد قبل انطلاقة ثورة 15 آب
الفاشية التركية في تلك المرحلة سخرت كل إمكانياتها وقوتها في سبيل القضاء على وجود الشعب الكردي. وشنت هجومها على جميع المستويات الفكرية, الثقافية, الاجتماعية, الاقتصادية وغيرها على الأمة الكردية وفي الأساس في ترك المرحلة كان الشعب الكردي يعيش في حالة من الفقر والضعف. المشكلة التي كان يعيشها حينها كانت بالأساس هي قبول العبودية كما وكانت هي نفسها طريق الخروج من تلك الأزمة. أضافتاً إلى ذلك عدو الشعب الكردي ومن الناحية العسكرية في جميع أجزاء كردستان كان قد رسخ قوته لهذا لم يكن هناك سبيل في رد ذاك العنف سوى سلك طريق الكفاح المسلح من اجل نيل الحقوق. لهذا كان قرار انطلاقة حملة 15 آب قراراً مهماً في تلك المرحلة. حينها لم يكن احد يصدق ان الحملة ستحقق اي نجاح. لكن ما حققته الثورة رسم خط جديد والذي لا نزال نسير عليه إلى اليوم.
بداية انضمام المرأة إلى الكريلا
في تلك المرأة أيضاً بدأت جبهة المرأة تتشكل وهذا ما اظهر حقيقة المرأة. هذه كانت حالة جديدة في تاريخ كردستان وكان له تأثير كبير على عموم المجتمع الكردي في كردستان. رغم كل خصوصيات المجتمع الكردي إلا أن المرأة تمكنت من الانطلاق بثورتها تستمد قوته من حملة آب وتنظيم صفوفها وتطوير ذاتها. في البداية كان هذا التطور امراً غريباً للغاية لكن ومع تطور المرحلة تطورت حركة المرأة إلى ان وصلت إلى مرحلة القيادة. لهذا حملة 15 آب بالنسبة لحركة المرأة تعتبر مرحلة مفصلية ومهمة للغاية. اليوم وفي جميع أجزاء كردستان المرأة الكردستانية تحتل مكانتها من الناحية العسكرية وأيضاً تحتل مكانتها في كافة المجالات الثقافية, الاجتماعية والسياسية.
نضال المرأة كان ضد السلطة والهيمنة التي تحرم المرأة من دورها
سرحد أشارت إلى ان نضال المرأة كان ضد النظام المهيمن على كل شيء ويحرم المرأة من نيل مكانتها وتابعت: " المرأة كانت تعاني من مشاكل من الناحية السياسية, الاجتماعية والعسكرية, لكن ورغم هذا فرص نجاح المرأة والتغلب على المعوقات في القرن الواحد و العشرون اكبر. كما ثبت ان تشكيل قوة الدفاع المشروع ضرورة أساسية في هذه المرحلة بالنسبة للمرأة. وما لم تقدم المرأة على تطوير نفسها في هذا المجال فلن تكون أمنة. لهذا يجب التركيز على بناء تلك القوة لتكون الضمان للمرأة, وهذا تحقق إلى حد كبير وسنعمل على تطوير تلك القوة, تعمها وتفعيلها. هذا لأن كل نجاح مرتبط بنجاح نضال المرأة. في هذه المرحلة المرأة تدرك هذه الحقيقة ولهذا هناك ضرورة لتوحيد نضال كل نساء العالم ليستفيدوا من تجربة نضال المرأة الكردستانية والاستفادة من تجارب البعض. وهذا سيكون تحول جديد وخطوة كبيرة في تاريخ نضال المرأة.
بروح حملة 15 آب سنعمل على جعل العام 2018 عام النصر
سرحد وفي ختام حديثها قالت: "على هذا الأساس أدعو حركات المرأة والشباب إلى الانضمام إلى صفوف الكريلا, لأنه وحدة السبيل إلى نيل الحقوق. عدونا سيحاربنا بكل قوة وسيحاول احتلال اخر شبر من أرضنا. من اجل سلامة وحماية جميع شعوب الشرق الأوسط سنعمل على مواصلة نضالنا انطلاقا من مكتسبات حملة 15 آب التي اعتمدت فقط على الإرادة وكان قراراً مناسباً بعيداً على الاعتماد على المتغيرات والظروف. مهمتنا اليوم مواجهة العدو متحلين بروح ثورة 15 آب من اجل تحقيق النصر, تحقيق حرية القائد, حرية شعوب كردستان وجميع شعوب الشرق الأوسط ونجعل من العام 2018 عام النصر. حقيقة ثورة 15 آب كانت صحوة للشعب والمرأة ضد الفاشية . الدفاع المشروع والدفاع عن الذات لين يكون بعد اليوم مهمة الكريلا فقط أنما هو يوم الشعب الثائر فقط وجود الكريلا هو بمثابة فرصة كبيرة لتحقيق النصر. اليوم هناك سياسة تستهدف وجود الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط وتمزيق مجتمعاتها وإخضاعها لنفسها لذا اليوم التوجه إلى بناء تلك الجبهة القوية جبهة الدفاع المشروع عن الذات ضرورة أساسية, لذا الانتفاضة الشعبية في جميع أجزاء كردستان اليوم هي من الضروريات. على هذا نوجه سلامنا إلى جميع قيادات ومقاتلي قوات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG ووحدات المرأة الحرة YJA/STAR وجميع مقاتلي حركة الحرية ونهنأهم بمناسبة الذكرى الـ 34 لثورة 15 آب. كما ونهناً قائدنا الذي اعلن انطلاق هذه الثورة وجميع شعوب كردستان وشعوب الشرق الأوسط وجميع رفاقنا المقاتلات في حزب PAJK.
http://www.anfnews.tv/files/1833-15e-tebaxe-ji-aliye-zihni-u-manewi-ve-encamen-giri.mp4