أصدرت حركة المرأة الحرة في أوروبا بياناً حول هيفي كابار (كليستان آكسوي) التي فقدت حياتها جراء إصابتها بمرض عضال بياناً كتابياً.
وجاء في نص البيان:
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ شهادة الرفيقة هيفي كابار (كليستان آكسوي) التي أمضت حياتها في النضال لخدمة الشعب الكردي، ونحن بدورنا نستذكر الرفيقة هيفي كابارـ التي كانت تعالج منذ فترة في مدينة برلين بألمانيا والتي استشهدت بعدها ـ بكل حب واحترام وبإجلال كبير، وكحركة المرأة الكردية نعزي عائلة الشهيدة وجميع الشعب الكردي والمرأة الكردستانية.
الرفيقة هيفي بإيمانها وهويتها المقاوِمة وقلبها الكبير كانت مثالاً للشخصية الثورية طوال حياتها في مطالبتها في تحرر المرأة، وقد احتلت الصدارة في العديد من مجالات النضال وكانت مصدر معنويات وقوة كبيرة للجميع.
لم ينفصل قلبها عن تراب الوطن يوماً
الرفيقة هيفي ولدت في قرية باقستان في منطقة ستور بماردين، وقفت ضد فرض تشكيلات حراس القرى في التسعينيات، وبعد إحراق قريتها اضطرت للابتعاد والانقطاع عن قريتها وترابها جسدياً منذ طفولتها، لكنها لم تنقطع قط عن جذورها وتعلقها بالقرية بقلبها وفكرها، كما أدى غضبها ضد دولة الاحتلال التركي إلى تجديد حماسها للنضال واختارت دائماً أن تكون في المقدمة، منذ طفولتها التحقت بصفوف نضال التحرر الكردستانية، بفضل طاقتها الإيجابية في عملها في فترة الشباب استجابت للبحث عن الحرية، وأصبحت لغة وقلماً في مجالات الإعلام الحر كما أصبحت لغة وقلم الشعب والمرأة التي أرادوا إسكاتها وقمعها، كان حلم الرفيقة هيفي الوحيد اثناء تواجدها في السجون الإيرانية والتركية هو الوصول الى الجبال الحرة، كانت تشتاق دائماً إلى تلك الجبال، إلى أن حققت امنيتها في الوصول الى الجبال الحرة والتحقت بصفوف الثورة الكردستانية.
كانت ثورية لم تستوعب نفسها
كانت هيفي مثل الماء في جريانه ووضوحه، تقوم بكل ما يطلب منها في المجال الثوري، تجري أينما يتوجب عليها الذهاب دون امتعاض أو تأفف، وحيثما أوكلت لها مهمة تنفذها بحذافيرها.
في الوقت الذي هاجم فيه مرتزقة داعش روج آفا قالت:" يجب أن أكون هناك"، كانت مثل اسمها أصبحت الأمل ليس للمرأة في روج آفا فحسب ولكن لكل نساء العالم.
حتى في بداية الحرب ضد مرتزقة داعش الإرهابي لم تتراجع رغم إصابتها في فخذها خلال معركة تحرير بلدة تل كوجر، وبعد فترة وجيزة من العلاج التحقت بصفوف الجبهة الأمامية، بعد سنة وبالقرب من بلدة سريه كانييه أصيبت بجروح نتيجة لغم كان مرتزقة داعش قد زرعوه، كان في وطنها آثار الكثير من الأبطال على الأرض والجبال التي كانت تأمل في تتبُّعها، ولكن بسبب احتياجها إلى فترة طويلة من العلاج لجروحها الأخيرة حالت دون تحقيق ذلك.
المعلمة والناشطة والرائدة للشعب
جاءت إلى أوروبا في آيار من عام 2017 وتلقت مرحلة صعبة من العلاج في ألمانيا، حيث خضعت للعديد من العمليات، فكل ذلك لم يحول دون شعورها بالمسؤولية تجاه شعبها، أنا مع شعبي، شعبي الذي يعيش في بلاد الغربة رغماً عنه، كانت معلمة وناشطة وقائدة للشعب حتى يوم استشهادها، كانت تعبر عن حبها لوطنها، أوصلت رائحة الوطن لكل الكردستانيين وللنساء والأطفال.
الرفيقة هيفي اتخذت من فكر وفلسفة القائد آبو منهجاً لحياتها، ولكي تطبقه في كل ميادين الحياة ناضلت بشكلٍ لا هوادة فيه، إنها كادحة الثورة، وبناءة الكونفدرالية الديمقراطية، وأمل رفاقها، والمقاتلة التي لا تخسر في النضال التحرري، الرفيقة هيفي كانت الإنسانة في الثورة والأنشطة، وهذا كان عهدها للشهداء، وإيمانها بالثورة وبعشقها وبرفاقيتها، التحقت بقافلة الشهداء في هذا الطريق العظيم والمبارك.
رفيقتنا هيفي التي عاشت بفرح وحماس كبيرين في الحياة واجهت الموت مرات عديدة، ستكون ابتداءً من الآن فصاعداً وفي كل الأوقات قدوتنا، نُقسم على مواصلة نضال رفيقة القائد آبو، ورفيقة سارا حتى النصر، ونقدم مرة أخرى تعازينا لشعبنا.