وأكدت النساء خلال هذه الاحتفالية أن يوم الثامن من آذار، هو يوم المرأة التي تبني الأجيال وتصنع المستقبل، كما أن التاريخ حافل ببطولات النساء اللاتي قادت شعوبها وناضلت ضمن صفوف جيشها وأثبتت قدرتها على القيادة بالتضحية والفداء.
استطاعت المرأة في الشمال السوري إزالة الغيمة السوداء وتجاوز الصعوبات في ظل الحروب الطاحنة خلال الأعوام الماضية، لتشرق شمس الحرية وتعيد ألوان الربيع من جديد .
وتوافد النساء إلى الساحة مرتديات الزي العربي والفلكلوري الشعبي الذي يعبرن من خلاله إلى ألوان ترمز لرسم البهجة على وجوه تلك النساء اللاتي استطعن إزالة الغمامة السوداء التي خيمت عليها مرتزقة داعش لسنوات، وها هن اليوم بدأن بارتداء الزي العربي والفلكلور الشعبي؛ بالمرأة بدأنا وبها سوف ننتصر.
وعُلقت على منصة المسرح أعلام ورموز الشهيدات وصور القائد عبدالله أوجلان وشعارات ولافتات كتب عليها شعارات تحيي صمود ومقاومة المرأة.
وفي السياق ذاته أجرت وكالة أنباء فرات (ANF) لقاءً مع عدد من النساء اللاتي شاركن بيوم المرأة العالمي، حيث أكدن أن يوم الثامن من آذار كان رمز لثورة المرأة في جميع أنحاء العالم.
إحدى المشاركات في اليوم العالمي للمرأة، مريم الحسين استهلت في حديثها " نبارك لأنفسنا ثورة المرأة في الرقة ومناطقها حيث نسير في طريق التحرر من الظلم وقيود العبودية والعادات البالية للمجتمع التي فرضت علينا، إضافة إلى السنين السوداء التي مررنا بها في ظل سيطرة داعش وجعلتنا نعيش أبشع مرحلة تاريخية عرفتها الإنسانية؛ بعد الظلم والقهر والاستبداد قررت المرأة ان تتابع وتكمل ثورة 8 آذار حتى تحقيق العدل والمساواة والنيل الكامل لحقوقها.
وشددت مريم الحسين " اليوم وبعد قبول مشروع الأمة الديمقراطية في مناطقنا وبمساندة الإدارة الذاتية، تملك المرأة حق المشاركة في جميع المجالات المدنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وبدورها قالت رجاء العلي " جميع النساء في الرقة والطبقة، يشاركن في يوم المرأة العالمي، حيث ناضلت المرأة لتتخلص من السواد ولتخرج من العادات والتقاليد الرجعية التي عملت على حجب دور المرأة الريادي في المجتمع."
واختتمت رجاء العلي حديثها "المرأة بانية الأجيال وصانعة مستقبل الأمة وخير دليل على ذلك الشهيدة هفرين خلف وآرين ميركان وهبون عرب... و اللائحة تطول بأسمائهن، تلك النساء اللاتي تعتبرن "جنوداً مجهولين" في كافة المجالات وقدمنَّ للبشرية خدمات عظيمة، ونحن نعاهد جميع الشهداء بالسير على خطاهم حتى تحقيق النصر.
وبدأ برنامج الفعالية بالوقوف دقيقة صمت تلاها قراءة الرسالة باسم المرأة في مدينة الطبقة زهرة حمادة التي أرسلها القائد عبدالله أوجلان ومن ثم قرأت عدة كلمات ومنها كلمة باسم ساحة الطبقة والرقة من قبل غالية الكجوان وكلمة باسم مكتب المرأة في حزب سوريا المستقبل انتصار داوود، وكلمة باسم عوائل الشهداء فوزة محمد وكلمة باسم اتحاد المرأة الشابة أميرة إبراهيم ووحدات حماية المرأة هافين عرب .
حيث تضمنت الكلمات في مجملها توجيه التهنئة لنساء العالم بحلول هذا اليوم الذي هو رمز لثورة المرأة في جميع أنحاء العالم.
هذا واستمرت الفعالية بعقد الأغاني الثورية والفنون الشعبية على مستوى الرقة والطبقة وسط فرحة عارمة من قبل أهالي الرقة وتقديم الأغاني الثورية والشعبية التي تحيي صمود ومقاومة المقاتلين والمقاتلات، وعروض قدمتها لجنة الثقافة والفن بالرقة والطبقة.
اختتمت الفعالية بأغاني الفنانة روهلات بوطان وياسمين العسكر، اللتين حاكتا التراث الشعبي ومقاومة المناضلين وأغنية عن عفرين وعن سورية وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) وسط حماس جماهيري من قبل الحضور.
وبعدها قدمت مسرحية من قبل فرقة الطبقة والتي تحاكي واقع البحث عن الحرية، ومن ثم تلاها حفل غنائي من قبل لجنة الثقافة والفن بالرقة.
وانتهت الفعالية بعقد الدبكات الشعبية على واقع الغناء الفلكلوري وسط مشاركة المئات من الاهالي.