الاتحاد الأوروبي يهدد تركيا بقائمة عقوبات إذا لم تلتزم التهدئة شرق المتوسط

جدد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، تضامنه الكامل مع قبرص واليونان، ودعا في ختام اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد أنقرة إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، لتجنب عقوبات جديدة.

قال المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الجمعة، إن هناك حاجة إلى تخفيف حدة التوتر المتزايد شرقي البحر الأبيض المتوسط بين اليونان وتركيا.
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد اجتماع عبر الانترنت لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال بوريل: "بالنسبة لشرق المتوسط، التضامن الكامل مع اليونان وقبرص،" مضيفاً "ندعو إلى وقف فوري للتصعيد من جانب تركيا والعودة إلى الحوار".
واضاف بوريل إن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي كان "جيداً وبناء".
ويأتي الاجتماع بعدما قرر بوريل قطع عطلته وتنظيم الاجتماع الاستثنائي، في ظل التوترات الأخيرة وخاصة في شرق البحر المتوسط الذي يشهد تصعيدا تركيا يونانيا.
وقالت وكالة الأنباء الإيطالية آكي في تقرير لها "لا زال الاتحاد الأوروبي متمسكاً بمقاربته المزدوجة في التعامل مع التصرفات التركية في شرق المتوسط، والمتمثلة بالانفتاح على الحوار مع أنقرة، من جهة، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المصالح الأوروبية من جهة أخرى".
وأقر بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن الدعوات الأوروبية للتهدئة والحوار لم تلق آذاناً صاغية لدى الأتراك الذين يستمرون في ممارساتهم الاستفزازية في شرق المتوسط، واضاف "نريد أن نؤكد أن للتصرفات التركية آثار محددة وواضحة على العلاقات بروكسل وأنقرة".
وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، أن بروكسل واضحة في مواقفها لجهة رفض التصرفات السلبية التركية بمياه شرق المتوسط والدعوة إلى قلب المعادلة عبر حوار بناء وايجابي مع أنقرة.
ولفت المتحدث إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بصدد مناقشة طيف واسع من الإجراءات الممكن اتخاذها في حال استمرت تركيا في نهجها المقلق، مرجحا إمكانية الاستجابة لطلب اليونان عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية للرد على التهديدات التركية في شرق المتوسط، واوضح في الوقت نفسه أن الاجتماع غير الرسمي المقرر مسبقاً في برلين يوم 27 الجاري سيكون فرصة ملائمة لمناقشة الأمر نفسه.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، إن أثينا لا تزال منفتحة على الحوار مع تركيا، شريطة ألا يكون حوارًا تحت ضغط أو ابتزاز.
وأكد دندياس، في تصريحات للصحفيين بعدما ناقش مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، في فيينا، نزاع اليونان مع تركيا بسبب التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، أنه يجري حاليًا إعداد قائمة عقوبات بحق تركيا، التي طالبتها اليونان من الاتحاد الأوروبي.
كما قال وزير الخارجية اليوناني إنه يأمل أن تتصرف كل أطراف النزاع في شرق البحر المتوسط وفقا للقانون الدولي وعدم نشوب صراع، مضيفا "يحدوني الأمل في عدم نشوب صراع... إذا التزم الجميع بالقانون الدولي.. القانون الدولي للبحار".
وكان الاتحاد الأوروبي أدان تصرفات تركيا وطلب من أنقرة التوقف عنها، ووضع اطارا قانونيا لفرض عقوبات على اشخاص وكيانات تركية مشاركة بالتنقيب غير الشرعي عن الموارد في مياه تابعة لليونان وقبرص، ولوح الاتحاد بفرض قائمة عقوبات أخرى.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تبنى الاتحاد الأوروبي بالإجماع قانوناً حول فرض اجراءات تقييدية ضد تركيا بسبب أعمال الحفر والأنشطة غير القانونية بمياه قبرص. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض إجراءات عقابية على تركيا يوم 15 تموز/يوليو 2019، على خلفية الملف نفسه، شملت وقف التفاوض بشأن اتفاق النقل الجوي و تجميد اجتماعات مفاوضات الانضمام، المتعثرة أصلاً.