فرنسا وألمانيا تقودان المواجهة.. صحوة أوروبية ضد الإخوان وأذرع تركيا

تحركات على قدم وساق تقوم بها دول أوروبية في مقدمتها ألمانيا وفرنسا، للتصدي للجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان وتلك التي تعمل كأذرع لتركيا.

في فرنسا، أعلن مؤخراً وزير الداخلية جيرالد دارمانان عن فتح تحقيق في نشاط جماعة الإخوان داخل الأراضي الفرنسية، وسط اتهامات تتواصل ضد التنظيم بقيامه بأعمال من شأنها تقويض مبادئ الجمهورية الفرنسية، والعمل على جمع تبرعات بطرق غير مشروعة، ونشر الفكر المتطرف داخل الدولة.

أما ألمانيا، فتحدثت تقارير صحفية عدة خلال الأيام الماضية عن أن البرلمان الألماني يدرس مقترحاً لحظر جماعة الإخوان داخل الأراضي الألمانية، وكذلك جميع التنظيمات أو المنظمات التابعة لها، وهي الخطوة التي تأتي في أعقاب جدلاً أثارته منظمة مسلم إنترأكتيف التابعة للإخوان والتي خرجت في مظاهرة تهتف خلالها "الخلافة هي الحل" في مدينة هامبورغ الألمانية.

نشاط إخواني في أوروبا وألمانيا

لا يتوفر وصف.

يقول الدكتور عبدالمسيح الشامي منسق العلاقات العربية الأوروبية بالبرلمان الألماني، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك حملة قوية جداً لمكافحة الإرهاب ومكافحة المجموعات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها الإخوان وداعش والمنظمات المنبثقة تحتهما بشكل أو بآخر.

ولذلك، يؤكد الشامي أن هنالك اليوم نشاطاً لهذه المجموعات بعد حرب غزة، وخصوصاً كون هذه الحرب ضد حركة حماس أحد أهم الأذرع وأهم الأجنحة الأساسية العسكرية والسياسية لتنظيم الإخوان الذي يُعتبر أو بدأ يُعتبر بشكل أو بأخر خطراً على الأمن والسلم في أوروبا وفي العالم بشكل عام.

ويشير الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه في الفترات الماضية خصوصا خلال فترة ما يعرف بـ "الربيع العربي" كان هناك دعم وتمويل وتسهيلات، وخصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا كان هناك توسيع نطاق انتشار التنظيم في أوروبا، ولكن بعد تبعات الربيع العربي إلى حد ما بدأ ينحسر.

مواجهة الخلايا النائمة ودور تركي

ويقول الشامي إن هناك إشكالية أثارت قلق الدول الأوروبية تتمثل في أن المجموعات الإرهابية، بدأت تعود للاستيطان مرة أخرى في أوروبا، ولهذا رأينا كثيراً من عمليات المداهمة التي تمت لإلقاء القبض خلال السنتين ربما أو الثلاث الماضية على خلايا نائمة تعود لمجموعات إرهابية.

ويشير الشامي إلى أن هنالك يد لتركيا واضحة جداً في دعم هذه المجموعات وخصوصاً أن الجالية التركية في ألمانيا كبيرة، والأمن التركي ومجموعات العدالة والتنمية وأردوغان بشكل شخصي يدعمون التوجه بزرع مجموعات وخلايا نائمة تابعة لتنظيم الإخوان، وللأسف يتم تسليحها أيضاً، وبالتالي القضية ليست بجديدة وإنما قديمة، ولكن ربما الآن تظهر للعلن بعد حرب غزة، حسب تصريحاته.

ويلفت الشامي إلى أن الأمور ربما دخلت نفق أخر ومستوى أخر، إذ بدأت هذه المجموعات تنشط، وبدأنا نسمع أصواتا بالدعوة إلى الجهاد ضد أوروبا وضد ألمانيا إلى ما هنالك، وكما سمع الجميع هنالك مطالبات بإقامة دولة الخلافة وهذا مشروع أيضا ليس بجديد، إذ كانت هذه الشعارات ترفع في المظاهرات على مدار ربما العشر سنوات الماضية بشكل أو بأخر، وليست هذه المرة الوحيدة  التي رأيناها في هامبورغ ربما منذ شهر أو أكثر.

لذلك الخطر، وفق الشامي، الذي تمثله هذه المجموعات كبير جداً وبدأ يهدد فعلًا أمن وسلم القارة الأوروبية، مشيراً إلى أن حزب البديل في ألمانيا – على سبيل المثال – قدم مشروعاً لحظر الإخوان، وهنالك أيضا أحزاب أخرى ليست بعيدة عن هذا الأمر بل ويطرح ذلك في الإعلام وعلناً في البرلمان الألماني.

فرنسا في مهمة ضد الإخوان

لا يتوفر وصف.

بدورها تقول السياسية والمحللة الفرنسية جيهان جادو، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن فرنسا حالياً في إطار مهمة رسمية بتتبع ومراقبة حركة الإخوان على أراضيها وبتكليف خاص من الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث قام بتكليف وزير الداخلية وكافة الأجهزة الأمنية لتتبع نشاط الجماعة.

وتقول جيهان جادو إن تنظيم الإخوان زاد نشاطه بشكل غير مسبوق في الفترة الأخيرة في كافة المؤسسات، خاصة المدارس وبعض المساجد والجامعات، وحتى بعض المنظمات والمؤسسات الخيرية التي تعمل بشكل تطوعي.

وتوضح السياسية الفرنسية أنه في حقيقة الأمر، فإن باريس تخشى هذه الآونة من تفاقم خطر تلك الجماعة، والذي ينمو بشكل متواتر، فالنظام الفرنسي لا يحبذ أبداً أن يكون هناك نشاط ملحوظ للإسلام السياسي، ففرنسا كدولة مدنية تقدر وتحترم كافه الأديان ماعدا المسيسة منها، لافتة إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على الإسلام فقط، وإنما أيضاً هناك رفض لأي دين سياسي وخلط للسياسة بالدين.

وتقول جيهان إنه لذلك ولأن فرنسا تعاني من تلقي تهديدات كثيرة بوقوع اعتداءات إرهابية على أراضيها، فهي تخشى من توغل حركة الإخوان التي لها دخل كبير في التأثير على عقول طلبة المدارس والجامعات والمنظمات، لأنها ترعى أنشطة في الغالب منها اجتماعي وتقوم بتقديم المساعدات للمحتاجين مما يجعلها أقرب إلى المجتمع، وهي تلعب دائماً بتلك الورقة.

أماكن تمركز الإخوان في فرنسا

وتقول جيهان جادو إن جماعة الإخوان أو المصنفين بالإسلام السياسي دائماُ يحرصون على التواجد في الأعمال التطوعية الاجتماعية وينظمون أنفسهم دائماُ لخدمة المحتاجين، ليكسبوا التعاطف من خلال المجتمع الفرنسي، لذا نلاحظ أن تواجدهم بكثرة داخل المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الأهلية التي تخص أبناء المسلمين والعرب والأفارقة بالإضافة إلى تواجدهم في المساجد لاستقطاب الشباب.

وفقاً لها، يتمركز الإخوان المسلمين أكثر في العاصمة باريس وضواحيها، نظراً لتواجد عديد من العرب المسلمين في هذه الأماكن، التي يتواجد بها جالية عربية كبرى، فالعاصمة الباريسية من أكثر المحافظات التي يتواجد بها الإخوان، بالإضافة إلى أيضا مارسليا وليون وبعض المدن التي يوجد بها جالية عربية.