أعلن وزير الخارجية الأمريكي المقبل أنتوني بلينكن الثلاثاء أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن يرى أنّ التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي هي "حلّ الدولتين"، لكنّه سيواصل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد بلينكن أنّ الإدارة الجديدة لن تعود عن القرار المثير للجدل الذي اتّخذه دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنها ستبقي كذلك على السفارة الأمريكية في القدس.
وخلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيين وزير الخارجية المقبل طرح السناتور الجمهوري تيد كروز على بلينكن سؤالاً بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستواصل السياسة التي انتهجها ترامب بشأن هاتين المسألتين، ومن دون تردّد أجاب بلينكن "أجل وأجل".
وقال بلينكن أمام مجلس الشيوخ: "يظنّ الرئيس وأنا شخصيا أنّ السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية مع إعطاء الفلطسينيين دولة يحقّ لهم بها، هو عبر حلّ الدولتين"، لكن "واقعياً أظنّ أنّه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير". كما دعا الإٍسرائيليين والفلسطينيين فوراً "إلى تجنّب اتّخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيداً".
"إعادة النظر فورا" بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
في ملف آخر، تعهّد بلينكن "إعادة النظر فوراً" بقرار وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو تصنيف الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية" بسبب المخاوف من أن يفاقم ذلك الأزمة الإنسانية.
وأضاف بلينكن "سنقترح إعادة النظر فوراً بهذا القرار لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية". وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية حذّرت من أنّ القرار قد يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وتابع بلينكين "لقد أوضح الرئيس المنتخب أنّنا سننهي دعمنا للحملة العسكرية السعودية في اليمن"، مضيفا "سنفعل ذلك بسرعة كبيرة".
وشدّد وزير الخارجية الأمريكي المقبل على أنّه في الوقت الذي يتحمّل فيه الحوثيون "مسؤولية كبيرة" عن الأزمة الإنسانية في اليمن، "الأسوأ في العالم"، فإنّ التحالف الذي تقوده السعودية "ساهم بشكل كبير في هذا الوضع".
بلينكن: الاتفاق الجديد مع إيران يجب أن يشمل برنامج الصواريخ البالستية
في الشأن الإيراني، أكد مرشح بايدن لوزارة الخارجية أن الإدارة الجديدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، شرط أن تفي طهران مجددا بالتزاماتها.
وقال بلينكن إن الرئيس المنتخب "يعتقد أنه إذا عادت إيران للتقيد (بالاتفاق)، فنحن أيضا سنتقيد به".
لكن بلينكن لفت إلى "أننا سنلجأ إلى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددا إلى جانبنا، سعيا إلى اتفاق أقوى ويستمر وقتا أطول"، معتبرا أن هذا الأمر يفترض أن يشمل البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية كما "أنشطتها المزعزعة" للشرق الأوسط.
واعتبر بلينكن أن هذه الشروط غير متوافرة حاليا.
وأكد أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 بقرار من الرئيس دونالد ترامب، فاقم التهديد النووي الإيراني. كما أكد أن "إيران ستكون أكثر خطورة مما هي عليه الآن في حال امتلكت السلاح النووي أو أوشكت على تصنيعه سريعا".
تركيا شريك مزعوم
إلى ذلك، وصف بلينكن تركيا، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، بأنها "شريك استراتيجي مزعوم" وأشار إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها لشراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع.
وقال بلينكن خلال جلسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ لمناقشة ترشيحه "فكرة أن يكون ما يسمى بشريك استراتيجي لنا على وفاق مع أحد كبار منافسينا الاستراتيجيين في روسيا غير مقبولة".
وأضاف خلال الجلسة "أعتقد أننا بحاجة إلى النظر لمعرفة تأثير العقوبات الحالية ثم تحديد ما إذا كان هناك إجراءات أخرى يتعين القيام بها".
هل سيلغي الاتفاق مع طالبان؟
وصولا إلى الملف الأفغاني، أوضح بلينكن أنه يعتزم إعادة النظر في الاتفاق الذي أبرمته في شباط/فبراير إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مع حركة طالبان، مؤكّداً أنّه يريد أن يُبقي في أفغانستان على "قدرات معيّنة" لمكافحة الإرهاب.
وتابع: "نريد انتهاء هذه الحرب الأبدية، نريد إعادة جنودنا إلى الوطن".