الانتخابات التشادية.. هل يمكنها تغيير المشهد في آخر معقل فرنسي بغرب أفريقيا

لا يزال أهم حدث في غرب أفريقيا هي الانتخابات التي شهدها دولة تشاد لاختيار رئيس منتخب لأول مرة منذ وفاة الرئيس السابق إدريس ديبي، في آخر معقل للقوات الفرنسية بغرب أفريقيا.

شهدت تشاد خلال اليومين الماضيين أول انتخابات تعددية بعد 3 سنوات من الحكم العسكري الذي أعقب وفاة الرئيس السابق إدريس ديبي، وهي انتخابات في تلك البلد الفقير الذي يعد المعقل الأخير للغرب وعلى رأسه فرنسا وقواتها في منطقة غرب أفريقيا بعد طردهم من مالي والنيجر وبوركينافاسو ولذلك ظن العالم تلك الانتخابات والسياسات التي سيتم رسمها بعدها والتي يمكن أن تحدد مصير الوجود الغربي في تلك المنطقة من العالم.

لا يتوفر وصف.

كشف سلطان ألبان، الباحث في الشؤون الأفريقية، أن أكثر من 8 ملايين ناخب مسجل على اللوائح الانتخابية في تشاد أدلوا بأصواتهم لاختيار رئيسا للبلاد من بين عشرة مرشحين يتقدمهم الرئيس الانتقالي الحالي الجنرال محمد إدريس ديبى إتنو، في أكثر من 25 ألف مركز اقتراع، حيث أجرت تشاد انتخاباتها الرئاسية التي طال انتظارها بعد ثلاث سنوات من الحكم العسكري في عهد الرئيس الانتقالي محمد ديبي إتنو، وهي الانتخابات الرئاسية التي يقول سكّان السّماء والأرض فيها أن الفوز من نصيب الجنرال الحاكم بفترة انتقالية.

 وأكد ألبان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه رغم حسم الانتخابات للرئيس الانتقالي محمد ديبي تنافس المتنافسون الـ 10 على كرسيّها الرئاسي، وبينهم امرأة، حيث تم تسجيل أكثر من 8 ملايين شخص للتصويت، في بلد يحجز مكاناً متقدماً على قائمة أفقر دول العالم.

 وأضاف الباحث في الشؤون الأفريقية، أنه لم تشهد الدولة المصدرة للنفط و التي يبلغ عدد سكانها حوالي 17 مليون نسمة انتقالاً حراً وعادلاً للسلطة منذ استقلالها في عام 1960 بعد عقود من الحكم الاستعماري الفرنسي، والتي بدأ السلطة فيها بوصاية فرنسية مكنت "فرانسوا تومبالباي" من مقاليد الحكم كأول رئيس للبلاد لتبدأ حلقة طويلة لا متناهية من الصراع على السلطة بعد مقتل "تومبالباي" عام 1975 إثر انقلاب قاده "فيلكس ملوم" وإلى يوم الله هذا مازال التمرد والعنف والاقتتال يحو دون انتقال سلمي للسلطة بين الفرقاء والخصوم السياسيين.

وبيّن ألبان، أن انتخابات تشاد هي انتخابات رئاسية مهمة جدا تريد جمهورية الافريقية الوسطى من خلالها أن ترسم ملامح حكمها في الخمس سنوات القادمة، وينتظر الطّيف الاقليمي والدولي ملامح الشراكة الخارجية التشادية ما بعد الانتخابات الرئاسية لفهم مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا حول آخر معقل لهما في منطقة الساحل بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي وقعت في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر خلال السنوات القليلة الماضية.

وأوضح الباحث في الشؤون الأفريقية، أن هناك مسؤول روسي مقرب من فاغنر شارك بكل انصهار سياسي في الانتخابات الرئاسية التشادية منسجماً مع المواطنين كتفا بكتف، ومن أحد المكاتب الانتخابية الرئيسية، وعلم بلاده يرفرف بالقرب من صورة الرئيس الانتقالي الجنرال محمد إدريس ديبى أتنو، مبيناً أن هذه مؤشرات قوية على ملامح عدم استقرار بيت الزوجية الفرنسية التشادية ونيتها الطلاق ثم عقد قران جديد مع روسيا في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية على درب الجيران.

لا يتوفر وصف.

بينما كشف حامد خيار، الباحث والمحلل السياسي التشادي، أن البلاد شهدت حملة رئاسية غير مسبوقة في تشاد، ربما بسبب شباب المرشح للرئاسة ومنافسه الرئيسي وهو رئيس وزرائه، مبيناً أنه احتل الشباب مركز الصدارة لاختيار رئيسهم وتوحيد جميع التشاديين، وتنظيم الانتخابات.

وأكد خيار في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الرئيس الانتقالي محمد ديبي حقق إنجازات مهمة، مثل تنسيق الحوار الوطني، والتزم بإخلاص بتوصيات الحوار الوطني، ولكن من المؤكد أن قيادة عملية انتقالية تختلف عن تنفيذ أجندته السياسية كرئيس منتخب؛ والآن يواجه الاختبار الحقيقي.

واستبعد الباحث والمحلل السياسي التشادي، حدوث تدهور في العلاقات التشادية الفرنسية لأن تشاد تظل آخر معقل فرنسي وآخر دولة لها حضور عسكري قوي، ومن المؤكد أن فرنسا ستعزز علاقتها مع تشاد.

وتطرق خيار لوضع المعارضة التشادية، مبيناً أنه لا توجد معارضة حقيقية في تشاد؛ كلهم إخوة من أمهات مختلفات، يتقاسمون الفطيرة التشادية.