العشائر في شمال وشرق سوريا.. دور كبير في حل النزاعات والمشاكل لتحقيق السلم الأهلي

تساهم العشائر في شمال وشرق سوريا في حل النزاعات القبلية والمشاكل الاجتماعية لتحقيق السلم الأهلي جنباً إلى جنب مع قوى الأمن الداخلي والمحاكم ولجان الصلح التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية.

بعد تحرير مدينة الرقة، توسع نطاق عمل مجلس الأعيان في الرقة، وانضم إليه شيوخ عشائر ووجهاء يمثلون جميع العشائر والقبائل ومن كافة المكونات في المنطقة.

ويُعد مجلس الأعيان صلة الوصل ما بين المجتمع والمؤسسات المدنية والعسكرية في الرقة، إضافة لدوره الأساسي في حل النزاعات وإرساء السلم الأهلي بالتعاون مع المحاكم ولجان الصلح وقوى الأمن الداخلي.

وفي السياق، تحدث الناطق الرسمي باسم مجلس الأعيان في الرقة، وشيخ عشيرة العلي - قبيلة الولدة، رمضان الرحال، عن دور العشائر لتحقيق السلم الأهلي بين أبناء مدينة الرقة، وتهدئة النفوس وفق العرف العشائري الإيجابي البعيد عن أخذ الحق عن طريق العنف.

وأشار "الرحال" إلى أن شيوخ ووجهاء العشائر يشكلون الجيش الرديف لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وقال: "نقف مع شعبنا لحل جميع النزاعات والإشكاليات لتحقيق السلم الأهلي من خلال تنظيم وفود تضم شخصيات من كافة العشائر لحل القضايا والنزعات".

وأشادَ رمضان الرحال باستجابة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية لمطالب شيوخ ووجهاء العشائر بإصدار عفو عام للذين لم تتلطخ أيدهم بالدماء، والذي جاء كترجمة لمخرجات "ملتقى الوحدة الوطنية للعشائر والمكونات السورية الثاني"، الذي عقد في مدينة الحسكة بتاريخ 25 أيار الماضي.

وأكد الشيخ رمضان الرحال أن الفضّل الأكبر هو للقائد عبد الله أوجلان، وقال: "القائد عبدالله اوجلان رسم لنا الطريق عبر مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، وسارت عليها قوات سوريا الديمقراطية وشيوخ ووجهاء العشائر، ومن خلال فكر القائد استطعنا التخلص من الإرهاب".

النظام الداخلي

ويُعرف "الرحال" الشرع والعرف والعادات والتقاليد والقياس بمثابة "النظام الداخلي"، وتعد المرجعية الأساسية لحل القضايا، وقال: "نحثُ من خلال جلسات حل القضايا والنزاعات العائلية على الابتعاد عن العادات السلبية مثل الأخذ بالثأر، لمنع تفاقمها وحدوث ما لا تُحمد عقباه".

وبيّن أنه في حال عدم الوصول إلى حل بين المتخاصمين، يتم تحويل القضية إلى المحاكم المدنية في شمال وشرق سوريا ليتم البت بها، وليأخذ كل ذي حق حقه، بحسب الأنظمة والقوانين الرسمية.

صمام أمان

لا يتوفر وصف.

ومن جهته، وصف الشيخ راغب بشار الفارس، أحد شيوخ قبيلة زبيد في سوريا، دور شيوخ العشائر في المنطقة بمثابة "صمام الأمان" للحفاظ على السلم الأهلي والتعايش المشترك قديماً وحاضراً.

وبيّن "الفارس" أن ظهور النظام السياسي لدولة "فرق تسد" شتت الشعوب، ولكن العشائر حافظت على تماسكها ضمن العشيرة أو القبيلة، وذلك للحفاظ على المجتمع متكاتفاً ويسوده الأمن والأمان.

وجدير بالذكر أن مجلس الأعيان في الرقة تمكن من حل العشرات من القضايا والإشكاليات الاجتماعية بشكل ودي، فيما أحال العديد منها إلى الجهات المختصة ليتم النظر بها قانونياً.