الناطق باسم لواء الشمال الديمقراطي: ما يحدث من تطبيع تركي – سوري هي مجرد أحلام سياسية

صرّح الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، أن الشعب السوري أصبح ضد الأنظمة الاستبدادية، وأكد أن "ما يحدث من تطبيع تركي – سوري هي مجرد أحلام سياسية".

تأتي التصريحات الأخيرة للرئيس التركي طيب أردوغان عن إعادة العلاقات مع سوريا، عقب اللقاء العسكري بين الدولة التركية وحكومة دمشق، الذي أجري برعاية روسية ووساطة عراقية في قاعدة حميميم، مع احتمال لقاء قريب يجمع الطرفين في بغداد.

 

وفي إطار التفاهمات التي تحصل الآن، أجرت وكالتنا لقاءاً مع الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، والذي تحدث في البداية عن الأهداف الروسية من هذا التطبيع قائلاً أن "الهدف من هذه الإغراءات التي تقدمها روسيا للأطراف التي تريد أن تتصالح هي العامل الاقتصادي، ولا ننسى بأن الاقتصاد التركي متدهور حالياً والاقتصاد السوري أيضاً وبالتالي يطمحان إلى أن يكون هناك رافع اقتصادي للبلدين من خلال فتح المعابر بين تركيا وسوريا والطرق الدولية (M4) و(M5) والتي ستحقق استقراراً اقتصادياً للنظام السوري ويريح الجانب الروسي، وأيضاً يحقق استقراراً اقتصادياً للعراق والتي تمر بضائعه عبر طريق الـ  M4 مروراً إلى اللاذقية".

وخلال حديثه، بيّن "حبيب" أن المكاسب السياسية وراء هذا التطبيع هو إعادة تعويم النظام السوري مرة أخرى وتسويقه عربياً ودولياً، وتابع: "رأينا هذا التوجه مقبولاً لدى الجامعة العربية، وبقي لـ بوتين أن يسوق للنظام السوري على المستوى الدولي ليقول بأنه أستطاع أن يحقق قرار جنيف 2254".

وحول التفاهمات العسكرية، قال محمود حبيب: "التفاهمات العسكرية وصلت إلى نهايتها من خلال رسم خطوط التماس وشرعنة التواجد التركي برعاية روسية لأن البقعة الجغرافية التي تخلى عنها النظام السوري يجب أن يتم إداراتها بشكل شرعي وإعطاء هذه الشرعنة لتركيا بمباركة من النظام السوري لإدارة واحتلال هذه المناطق، ولكن هذا الاحتلال هو احتلال مؤقت وسينتقل فيما بعد إلى احتلال دائم وهذا ما يشكل خطراً يداهم الجغرافية السورية".

وأضاف: "هذه التفاهمات تشبه الأحلام إلى حد ما، فمن جهة يريد أردوغان من النظام السوري أن ينخرط معه في حرب مباشرة ضد قوات سوريا الديمقراطية والقضاء على الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ومن جهة أخرى هناك مسعى لتأمين بيئة مناسبة لضرب أي إرادة لإحياء الثورة في الشمال السوري".

وأكد الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي إن طيب أردوغان يتجاهل أن اقوى منظومة عسكرية متواجدة الآن على الجغرافية السورية وتمتلك خبرات قتالية ولها شرعية دولية هي "قوات سوريا الديمقراطية"، وقال: "لا يمكن للنظام السوري ولا حتى للرئيس التركي أن يكسرا خطوط التماس وأن يدخلا بعملية هجومية ضد قوات سوريا الديمقراطية".

وأشار "حبيب" إلى مطالب النظام السوري لاستكمال التطبيع مع تركيا، قائلاً: "النظام السوري يسعى من خلال هذه التفاهمات التي تحصل الآن إلى أنهاء المجموعات الإرهابية مثل جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الإسلامية، ومن ناحية اخرى تركيا لا تريد أنهاء هذه المجموعات التي تعتمد عليها في أدارة تلك المناطق المحتلة وإرسالهم كمقاتلين مرتزقة إلى دول أخرى مثل النيجر وبوركينا فاسو وتتفق معهم ايديولوجياً، لأن حزب العدالة والتنمية حزب اخواني وبالتالي لا يستطيع أن يقع في خلاف كبير معهم، وبهذه الحالة لا يستطيع أي طرف أن يحقق غاية الطرف الأخر لتبقى القضية عبارة عن تسويق إعلامي وتعويم سياسي للطرفين القابلين للسقوط".

وأضاف حبيب: "المصالحات التي تحدث الآن بعيدة عن إرادة الشعب السوري ولم تكن هذه الأنظمة يوماً تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب السوري ولم يسمح النظام السوري بأن يعبر الشعب السوري عن نفسه، وما يحدث الآن هي مجرد أحلام سياسية والشعب السوري أصبح ضد هذه الأنظمة الاستبدادية وضد النظام الظالم ولن يركن إلى الاتفاقيات التي لا تحقق مصالح الشعب السوري وليس هناك أي حل لا في الداخل ولا في الخارج، وهناك الملايين من الشعب السوري في السويداء وشمال حلب وإدلب يستنكرون ويرفضون التقارب السوري – التركي، والولايات المتحدة الأمريكية لا تلقي بالا لما يحدث من تقاربات بين الطرفين حتى الآن".

وعن الأطراف الإقليمية والدولية المتداخلة بالشأن السوري، قال حبيب: "أذا كانوا يرغبون فعلاً بحل الأزمة السورية فهي تحتاج إلى حوار جدي حقيقي داخلي لحل هذه القضية ولكن الأطراف المستفيدة على الأرض تسعى إلى ان تكون لها حصة من الجغرافية وهي التي تعرقل إيجاد أي حل، وعلينا أن نعلم بأن جميع القرارات التي تصدر من مجلس الأمن لا احد من الاطراف يستطيع تطبيقها على أرض الواقع وجميع المسارات التي تؤدي إلى الحل معرقلة وعلى هذا الأساس يبقى المواطن السوري يعاني من هذه الأزمة وتبقى مناطق شمال وشرق سوريا هي الأفضل للمواطن السوري".

وأشار حبيب إلى حقوق الشعب السوري التي تسلب في ريف حلب الشمالي، وقال: "الحواضن الشعبية في ريف حلب المحتلة يتم التعامل معها بقسوة شديدة وقبضة أمنية أشد من قبضة النظام السوري، وبالتالي هؤلاء هم أسرى لدى جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ورأينا أنه تم قمع هؤلاء الناس عندما عبّروا عن غضبهم من الأحداث التي حصلت في تركيا جراء الاعتداءات على السورين وارتقاء شهداء ووقوع جرحى من المدنيين على يد جيش الاحتلال التركي والمرتزقة الخونة".

وفي ختام حديثه، دعا الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، المجتمع العربي والإقليمي والدولي لإعادة النظر إلى قضية الشعب السوري، وأضاف: "نحن في شمال وشرق سوريا نرحب بالشعب في الشمال السوري ونشد على أياديهم ونعتبرهم نبض الثورة الحقيقة ووقوفهم بوجه جيش الاحتلال التركي وقفة شجاعة هو موقف مشرف وليس لديهم أي وسيلة للتعبير غير أجسادهم ودمائهم".