وكان رئيس حكومة دمشق بشار الأسد قد تحدث مؤخرا عن شروط لعودة العلاقات بين دمشق وأنقرة أبرزها خروج كل القوات غير الشرعية التركية والأمريكية من سوريا، فيما تقول مصادر عدة إن "أردوغان" يريد إدخال قوات حكومة دمشق بالكامل إلى مناطق الحدود مع تركيا، في رسالة تحمل كثير من المعان والدلالات لدى الشارع الكردي السوري.
محاربة الكرد.. هذا الأمر الوحيد الذي يجمع أردوغان والأسد
في هذا السياق، يقول الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، صالح مسلم، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء، إن الكرد بالطبع قلقون بشأن التقارب بين بشار الأسد وأردوغان، لأن الأسد إلى الآن لم يتقدم بأي شيء يتعلق بحقوق الكرد ولا حتى بالحقوق الديمقراطية للشعب السوري بصفة عامة.
وأضاف مسلم: "فيما يلعب أردوغان لعبته ليبقى في الحكم، فيحاول أن يجمع ما شاء حوله، ولا يوجد شيء يجمع بين أردوغان والنظام السوري سوى قضية الكرد ومعاداة الكرد، فالنظامين السوري حاول التخلص من الكرد مع قدوم حزب البعث، وكذلك النظام التركي يفعل منذ قدوم حزب العدالة والتنمية".
ويؤكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أن كل هذه المحاولات لم تفلح، فالكرد يثبتون يوماً تلو الآخر وجودهم، أما الأسد وأردوغان فلن يتفقا على أي شيء في مصلحة الكرد، ولهذا نعتقد أن القضية الكردية هي الدافع الأساسي لأي تقارب بينهما. وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بينهما، إلا أن هدفهما واحد، وهو إزالة القضية الكردية.
وأشار مسلم إلى أن اللجنة الرباعية التي تشكلت عن مخرجات أستانة تضم المعادين للقضية الكردية متمثلة في النظام السوري والنظام التركي ونظام الملالي في إيران، وروسيا التي تحركهم لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط.
وأشار مسلم إلى أنهم يعتقدون أنه بعد القضاء على الكرد، وبعد إخراج القوات الأمريكية والتحالف الدولي سيستطيعون أن يقوموا بكل ما يريدون في سوريا، مضيفاً: "وحتى بالنسبة للإخوة العرب الذين يحاولون التأسيس لعلاقات مع النظام يجب أن تقترن محاولاتهم بتقدم في مجال الحل السوري وأي خطوات ديمقراطية لدعم حقوق الشعب السوري بما في ذلك الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهذا ما نتمناه بالطبع، ولذلك نحن نعتقد أن التقارب التركي السوري سيكون على حساب الكرد فقط".
لا استبعاد لتعاون بين أردوغان والأسد في عملية ضد الكرد
أما عما يثار بشأن طلب رئيس النظام التركي من الأسد إرسال قواته إلى مناطق الكرد، يقول صالح مسلم إن الجيش السوري موجود مع الشرطة العسكرية الروسية على الحدود، لكن هؤلاء وجودهم مثل عدمه "لا بيهشوا ولا بينشوا"، مضيفاً؛ فَقَدَ أكثر من 20 جندي سوري حياتهم في الهجوم الأخير لتركيا، إلا أنهم لم يعلنوا ذلك ولم يتحدثوا عنه.
وقال مسلم إن أردوغان بحكم حربه ضد الكرد أينما كان سواء في سوريا أو العراق أو تركيا نفسها، فهو يريد تعزيز موقفه وجذب كل الأطراف حوله لمحاربة الكرد، وهذا ربما يتحقق أو لا يتحقق.
وشدد مسلم على أنه في كل الأحوال يمكن القول إن الجيش السوري أضعف من أن يسيطر على المناطق في شمال وشرق سوريا، اللهم إذا قام أردوغان بحملة كبيرة، وفي هذا الوقت يمكن أن نرى الجيش السوري يساعده إذا حصل بين الأسد وأردوغان اتفاق.
شروط الكرد للسماح للجيش السوري بدخول مناطقهم
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، تحدث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، صالح مسلم، عن الشروط التي يمكن من خلالها دخول الجيش السوري لمناطق الكرد، وقال: "بالطبع نحن لا نتمنى السيناريو الأخير، الجيش السوري يمكنه العودة لمناطقنا كلها لكن ذلك بالاتفاق مع الإدارة الذاتية، لكي يعرف كل طرف وظيفته ومهامه وحدوده، وأيضا يتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية".
وتابع: "وإذا حدث ذلك بهذه الصورة فنحن ككرد ليس لدينا اعتراض، لكن أن يأتي الجيش السوري غصباً عن الكرد من أجل تركيا هذا أمر غير مرغوب فيه ووقتها لن يكون أمامنا إلا الدفاع المشروع عن الذات".
خطط الاحتلال التركي لشن عملية عسكرية جديدة ضد الكرد
وفي عام 2019 أبرم اتفاق بين روسيا وتركيا أنهى هجوما تركيا بريا واسعا على سوريا يستهدف القوات الكردية، وبموجب هذا الاتفاق دخل قوات تابعة لحكومة النظام السوري إلى المناطق الكردية على الحدود مع تركيا، كما اتفق على إقامة منطقة آمنة بطول 30 كلم قبل إنها لحماية تركيا من الهجمات الكردية.
إلا أن الرئيس التركي من وقت لآخر يلوح بإمكانية القيام بعملية عسكرية جديدة، متهما موسكو بالفشل في متابعة تنفيذ الاتفاق، ليطلب بشكل واضح وصريح في نوفمبر الماضي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم القوي للنظام السوري أن يتم تطهير تلك المناطق من "المقاتلين الكرد"، مشددا على أن هذا الأمر أولوية تركية.
ويعمل النظام التركي بكل ما أوتي من قوة لمنع قيام منطقة حكم ذاتي في سوريا للكرد على غرار إقليم كردستان العراقي، إذ يعتبر أن قيام إدارة ذاتية في سوريا سيشجع الكرد في جنوب شرق تركيا إلى المطالبة بنفس الأمر.
فيما تستغل تركيا كذلك الوضع في سوريا لشن عمليات عسكرية من وقت لآخر ضد القوات الكردية في سوريا، وربما يكون لديها وفق تقارير تركية خطط لمزيد من التوسع داخل الأراضي السورية والتي تحتل أجزاء منها.