الانتخابات الإسبانية.. تركيا والمغرب أكبر الخاسرين في ظل تقدم واضح لأحزاب اليمين

فاجئت الانتخابات الاسبانية الكثير من المتابعين بصعود اليمين المتطرف وتقاسمه للمقاعد مع الائتلاف الحاكم، مما يفتح باب التساؤلات حول تأثير ذلك على الخريطة الانتخابية وعلاقات اسبانيا مع الشرق الأوسط وأوروبا.

كشفت سارة كيرا رئيسة المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات، والمتخصصة في الشأن الإسباني، أن الانتخابات الإسبانية ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر عبر تمثيل الأحزاب الفائزة في الإنتخابات في البرلمان الأوروبي خاصة حزب فوكس اليميني المتطرف وموقفه من اللاجئين خاصة وأن إسبانيا من البلاد التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين، والشعب الإسباني من الشعوب الأوروبية التي يتنامى فيها شعور الخوف من الآخر مع الخوف من تضاؤل فرصة خاصة مع سوء الوضع الاقتصادي وتزايد المشكلات في القارة الأفريقية والتي تتسبب في تدفق أعداد من المهاجرين غير الشرعيين إلى إسبانيا بسبب موقعها المتميز.

وأكدت كيرا في تصريح خاص لوكالة فرات، أن حزب فوكس وغيره من اليمين الإسباني سيكون حزب يميني متطرف داخل البرلمان الأوروبي وسيتبنى مواقف أكثر يمينية، مبينة أنه ستكون مواقفهم في الإتحاد الأوروبي ضد سياسة الهجرة بل وسيتعاونون مع بلدان مثل مصر وتونس وليبيا من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية، ولكن على الجانب الآخر سيكون لهم موقف سلبي وتصويت مضاد بشكل دائم من العرب عموماً وخاصة المغرب والجزائر، بحسب الملفات التي يتم بحثها داخل أروقة البرلمان الأوروبي.

وأضافت رئيسة المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات، أنه يعد الضرر الأكبر من وصول اليمين المتطرف هي المغرب خاصة مع وجود جالية مغربية كبيرة في إسبانيا، حيث ستتأثر مواقف وعلاقات المغرب بإسبانيا في ظل وصول فوكس، حيث يمكن أن تعود قصة الجزر المغربية التي تحاول إسبانيا السيطرة عليها وتشهد انتهاكات إسبانية للسيادة المغربية للواجهة من جديد، ومشكلات الحدود ولا سيما مع مدينة مليلة، كما يمكن أن تحدث عمليات تهجير للعمالة الوافدة المغربية لإسبانيا والتي ليس لها أوراق ثبوتية.

وتختلف مواقف الأحزاب الإسبانية من مصر عن المغرب العربي، لأن أي حزب سيصل للحكم في إسبانيا سيتعاون مع مصر لأنهم يستوردون من مصر الغاز، وتوجد العديد من الشركات الإسبانية العاملة على الأراضي المصرية.

وأوضحت كيرا، أن مواقفهم ستكون عنجهية وحديثة أكثر من السياسات على الارض، لانه تجربتهم بالإشتراك بالحكومة الإسبانية حديثة. ولكن اذا انتصر حزب ماريان لوبان في فرنسا، سيدعم ذلك موقفهم وسيجعل رأيهم مؤثراً في البرلمان الأوروبي. كما أن صعود اليمين في أوروبا يقضي على اي فرصة حقيقية لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وتطرقت كيرا لملف الصحراء الغربية، مشيرة إلى أنه عائد وبقوة خاصة مع وصول نائبة ذات جذور صحراوية للبرلمان الإسباني والتي ستستخدمها الأحزاب اليمينية في الترويج لدعم القضية الصحراوية أو لابتزاز المغرب وستكون ورقة يتم التلويح بها كلما زادت التوترات مع الرباط.

بينما يرى الكاتب والسياسي الصحراوي أسلوت امحمد سيدي أحمد، أن الانتخابات الإسبانية ستؤثر بشكل كبير على المواقف الخارجية لمدريد لا سيما في الشرق الأوسط، وهناك تصريحات من قادة المعارضة والأحزاب الأخرى بأن قضية الصحراء الغربية لها تاريخ في السياسة الإسبانية وهي مطروحة منذ ٤٠ سنة.

وأكد سيدي أحمد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يعتبر تصريح بيدرو سانشيز بقبوله بالحكم الذاتي للصحراء في إطار المغرب هو تغريدة شخصية له لم يصدر بها بيان رسمي من البرلمان الإسباني ولم يشاور حزبه في هذا القرار، بل إن الحزب الحاكم في إسبانيا بين أنه يتعامل مع قضية الصحراء الغربية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وان موقف سانشيز هو موقف شخصي.

واضاف الكاتب والسياسي الصحراوي، أن تصريحات سانشيز الخاص بالحكم الذاتي أدى لتصويت عقابي له من قبل الجالية الصحراوية في إسبانيا وهي تعتبر أكبر الجاليات الصحراوية في العالم، كما شهدت الانتخابات صعود نائبة من مخيمات اللاجئين الصحراويين، كما أن العديد من المحللين السياسيين تحدثوا عن وجوب أن يعدل سانشيز عن موقفه وكل ذلك سيعيد البوصلة في الإتجاه الصحيح وهو إعطاء حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.