لا يزال أردوغان يخطب في أتباعه ممنيهم بعضوية الإتحاد الأوروبي رغم ما يكتنف الجانبان من علاقات تسودها الشد والجذب، ولذلك حاورت وكالة فرات سارة كيرا، رئيسة المركز الأوروبي الشمال أفريقي عن علاقة أردوغان بأوروبا ومفاوضاته مع الأوروبيين التي كانت شاهدة على جزء منها، وإلى نص الحوار:
كيف ترين علاقة أردوغان بأوروبا؟
اولا أردوغان في ولايته الحالية زيرو مشاكل حيث بدأ يحاول يستغل عضويته في الناتو لكي يحصد، بدأ يلملم كل مشاكله مع الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وجيرانه العرب.
كيف ترين استغلال أردوغان الملف الأوروبي في الانتخابات الأخيرة؟
الأتراك يعلمون جيداً أنهم لن يدخلون الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب ان الجانب الأوروبي يسمي الاتحاد الأوروبي بالنادي المسيحي ولذلك تحاول تركيا الحصول على مكاسب سياسية ضخمة من الاتحاد الأوروبي عبر ورقة عضويتها في الناتو للمصلحة التركية، واستغل ذلك في الانتخابات الأخيرة وفي الحملة الانتخابية، وهم يحاولون أن يمسكوا بملفات مثل صد المهاجرين وأن يأخذوا وضعية مميزة في البنك المركزي الأوروبي ولهم وضع استثنائي مع أوروبا.
كيف يبتز أردوغان أوروبا بورقة اللاجئين؟
أردوغان يلعب ورقة اللاجئين بالشكل الجيو السياسي وليس بشكل مادي فهو بالفعل حصل على مساعدات مادية عبر مشكلة اللاجئين من البنك المركزي الأوروبي هم يحاولوا ان يضغطوا عليه قللوا تلك المساعدات وخفضوا تصنيفه في البنك المركزي الأوروبي، وهو يضغط على أوروبا من الناحية الأمنية، كما أنه بدأ في تجنيس اللاجئين المتفقين معه أيديولوجيا من أجل الانتخابات كي يصبحون أصوات داخل صناديق الاقتراع لصالحه، مع الجانب الأوروبي يردد ويرسخ مقولة بأنه هو حائط الصد المنيع ضد تدفق مئات اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وانه يستطيع التحكم في اللاجئين، وحاول استخدام ورقة اللاجئين عندما نشر جزء منهم على الحدود اليونانية وأوروبا، هو يهددهم باللاجئين وأوروبا ترضخ بسبب الزينوفوبيا ولا يريدون أن يستقبلوا لاجئين جدد.
كيف ترين الانتهاكات الحقوقية التي ينتهجها أردوغان ضد القرد وضد القائد عبد الله أوجلان وموقف الأوروبيين منها؟
ترفع سنويا العديد من التقارير سواء عن الانتهاكات التركية ضد القرد او عن الانتهاكات والعزلة التي يقوم بها النظام التركي ضد القائد عبد الله أوجلان ولكن تلك التقارير الأوروبية لا تؤثر على أردوغان ولا يعبأ بها.
كنت شاهدة على مفاوضات المفوضية الأوروبية مع تركيا ورد الجانب الأوروبي عليهم؟
بالفعل قد رأيت بعيني كيف كانت إجابة الأوروبيين صريحة للجانب التركي بأنه لا يوجد أمل في انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وهذا يعود إلى عدد من الأسباب الأول أن أوروبا تعتبر الاتحاد الأوروبي هو النادي المسيحي ولا ينوون ضم دولة ذات أغلبية مسلمة مثل تركيا تتحكم في موقع استراتيجي وقد يكون لها ثقل كبير داخل اتحاد الأوروبي إذا انضمت له، والثاني هو العلاقة المميزة التي تجمع أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا تنوي الدول الاوروبية ان تضع لبوتين قدم جديد داخل الاتحاد الأوروبي، بل وكان السبب الرئيسي في المساعدات التي انهالت بها أوروبا على اليونان في مشكلتها الاقتصادية هو أن لا تقع فريسة في يد روسيا، ناهيك عن نظام الإسلام السياسي الذي يحكم به أردوغان تركيا، بل وبعض البعثات حتى التعليمية من الجامعات ترفض أوروبا استقبالها في جامعاتها.
هل أثرت أوروبا في ملف الهجرة أم أن ملف الهجرة هو من أثر في أوروبا؟
الحقيقة إن ملف الهجرة هو من أثر في أوروبا وساعد بشكل كبير في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى سدة الحكم في العديد من الدول الأوروبية بل لقد اقترحت العديد من الحكومات إقامة جدار لمنع المهاجرين من العبور إليها، ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب والتي من أبرزها فشل وصعوبة القوانين والقواعد التي يضعها الاتحاد الأوروبي في الهجرة الشرعية إليه مما يساعد في زيادة الهجرة غير الشرعية، كما أن الأوضاع المتدهورة في البلدان جنوب المتوسط ساهمت بشكل كبير في زيادة الهجرة مع ضآلة المساعدات الأوروبية المقدمة إلى تلك الدول، وقد يستوجب صعود اليمين الأوروبي في الاتحاد بفوز حزب لوبان في فرنسا.
هل يؤثر صعود اليمين المتطرف في أوروبا على العلاقات مع روسيا وعلى الحرب الأوكرانية؟
نعم بالفعل، لأن اليمين المتطرف لا يريد الحرب ضد روسيا ولكنه يريد الاستقرار وحماية المنتجات الأوروبية وهي أحزاب قومية في اوروبا هي قومية شعبوية تقوم على الفكرة التي قام عليها الحزب النازي في ألمانيا، وإذا انتصر حزب لوبان في انتخابات فرنسا ستكون أوكرانيا أقرب للتقسيم بين روسيا وأوكرانيا.
كيف ترين مشكلة الطاقة وطرق أوروبا في مواجهتها؟
أوروبا تنتظر انتهاء الحرب الأوكرانية بفارغ الصبر كي تعيد استيراد الغاز من روسيا، وكان لأول مرة نرى محلات وشوارع في فرنسا مظلمة الشتاء الماضي، وتحاول بعض الدول العربية والبلدان في الشرق الأوسط ان تستثمر تلك الأزمة لزيادة صادراتها إلى أوروبا.