ويعد مخيم ماريو في جزيرة ليسبوس أكبر مخيم للاجئين في اليونان، حيث يتسع المخيم لثلاثة آلاف شخص ويأوي حوالي 13 ألف لاجئ. وتفاقمت الظروف القاسية في المخيم مؤخراً بسبب فيروس كورونا، كما اندلع حريق مساء الأربعاء في المخيم، وأحرقت جميع المنازل والخيام في المخيم.
وترك الحريق آلاف اللاجئين، بمن فيهم عائلات لديها أطفال، عالقين في الشوارع وفي الحدائق وعلى جانب الطرقات. ومن جانبها منعت الحكومة اليونانية اللاجئين من مغادرة المخيم بحجة انتشار فيروس كورونا، وبدأت أمس ببناء مخيم جديد في الجزيرة. لكن اللاجئين يقولون إن المخيم الجديد لن يختلف عن المخيم السابق، لذا فهم يريدون إكمال رحلة اللجوء المتبقية لهم ويريدون السماح لهم بمغادرة المخيم.
وعلى اثره نظم اللاجئون مظاهرة تحت شعار "حرية" لكن الشرطة اليونانية أوقفتهم باستخدام اساليب قاسية، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق اللاجئين. وبدورها أدانت العديد من منظمات المجتمع المدني حكومة أثينا بعد نشر صور ومقاطع فيديو لهجوم الشرطة على اللاجئين في وكالات الأنباء الدولية.
كما أن دول الاتحاد الأوروبي لا تعمل لإيجاد حل مشترك لأزمة اللاجئين. وخرجت مظاهرات الأسبوع المنصرم، خاصة في ألمانيا وفرنسا وسويسرا، لقبول اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي. وفي أعقاب هذه الضجة العامة، تم اتخاذ قرار بالسماح فقط للأطفال دون سن 18 عاماً بالدخول وحدهم.
وقد أعلنت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا أنها ستقبل 400 طفل. وبحسب المعلومات، سيذهب جزء كبير من هؤلاء الأطفال إلى ألمانيا وفرنسا. كما أدلى وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ببيان حول هذه المسألة وذكر أن تبني الأطفال هو مجرد بداية وأنه يعمل على حقيقة أنه ينبغي أيضاً قبول العائلات التي لديها أطفال.
وفي مواجهة هذا الجهد من قبل دول في أوروبا الغربية، اقترحت بعض دول أوروبا الشرقية أيضاً إنشاء مخيم جديد للاجئين في الجزيرة بدلاً من قبول اللاجئين. وتحدث مسؤولون من بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وأبلغوه أنهم غير مستعدين للمساعدة في بناء معسكر جديد. واكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي أن 150 منزلاً سيتم نقلها إلى المعسكر الجديد جاهزة الآن، ويتم تعليق شحنها إلى اليونان.