"ذا ناشونال إنترست": تركيا تعمل مع إيران على تقويض الاستراتيجية الأمريكية وتوفر الملاذ الآمن للإخوان

قالت مقالة لمجلة "ذا ناشونال إنترست" الأمريكية أن التطورات الأخيرة في العلاقات الأمريكية التركية المتوترة تقوض استراتيجية واشنطن لعزل إيران من خلال فرض العقوبات عليها.

وأعتبرت المجلة في تحليل حول السياسة الأمريكية إزاء إيران وتركيا، أنه في الوقت الذي تدعم فيه دول المنطقة وحلفاء واشنطن الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، فإن الدولة الوحيدة التي تقف بوجه السياسة الأمريكية ضد طهران هي تركيا، وقالت: "زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على إيران إلى مستوى غير مسبوق من خلال اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وعدم تمديد الإعفاءات لاستيراد النفط الإيراني، وتشديد العقوبات كذلك. وتحظى هذه السياسة الأمريكية بدعم كامل من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، باستثناء حليفها الوحيد في الناتو في المنطقة. رغم أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات مهمة نحو عزل إيران، إلا أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وتركيا يمكن أن تقوض تلك الجهود".

وذكر مقال لمحمد بهادر جول هو دبلوماسي تركي سابق وباحث زائر بجامعة كولونيا، إن الولايات المتحدة لها عقيدة ذكية لإستراتيجيتها في الشرق الأوسط تعتمد على "عدم مواجهة تركيا وإيران في نفس الوقت". وأشار إلى أن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا أصبح عالقًا في التراجع والانهيار المستمرين خلال السنوات الأخيرة، وخاصة مع تحول تركيا الاستبدادي المتزايد الذي فصلها عن الولايات المتحدة، مضيفا: "لقد أسقطت تركيا حتى واجهة الديمقراطية الرقيقة بإلغاء الانتخابات الأخيرة في اسطنبول التي فازت بها المعارضة. وقرار تركيا بترك الديمقراطية مع الحفاظ على تحالفها التقليدي مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، هو معضلة شائكة؛ بالاضافة إلى صفقة أنقرة للحصول على منظومة S-400s الروسية والأزمات الأخرى".

وأعتبرت المقالة أنه بغض النظر عن استبداد النظام التركي المتزايد، فإن لدى أنقرة مخاوف إستراتيجية لا حصر لها حول الوضع في إيران، فقد استنفدت الحرب في سوريا موارد تركيا وأضعفت حدودها، أي أن احتمال لعدم الاستقرار في إيران هو أسوأ كابوس في تركيا حيث تستضيف تركيا بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري، وإن لم تستطع الولايات المتحدة تهدئة علاقاتها مع تركيا وتحفيز التعاون التركي من خلال القضاء على الآثار السلبية لعقوبات إيران على الاقتصاد التركي، فعندئذ يمكن أنقرة العمل مع طهران لتقويض عزلة هذا الأخير. إن التقارب بين تركيا وإيران من شأنه أن يخلق مساحة لالتقاط الأنفاس للاقتصاد الإيراني، ويزيد من العبء الأمني الأمريكي في المنطقة، ويشل القوة الناعمة للولايات المتحدة وحلفائها.

وتابعت المقالة: "ازدادت الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وإيران في الأسابيع الأخيرة، ويحاول البلدان العثور على أرضية مشتركة تساعد فيها تركيا إيران على التغلب على تداعيات العقوبات الأمريكية. وبالتالي، تستخدم إيران نفوذها في سوريا لتخفيف مخاوف تركيا. إن حقيقة أن إيران قد حصلت على حوالي 20 مليار دولار أمريكي من تورط تركيا في أكبر مخطط للتهرب من العقوبات في التاريخ الحديث، تعطي فكرة عن مدى فعالية تركيا في مساعدة إيران على تجنب العقوبات الأمريكية".

وأشار المقال إلى قضية خلافية اخرى بين أمريكا وتركيا، متمثلة في اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، وقال: "لقد كانت تركيا داعمًا نشطًا لجماعة الإخوان المسلمين منذ اندلاع الربيع العربي، وأصبحت إسطنبول مركزًا للمنشقين العرب حيث يديرون وسائل إعلامية ضد حكوماتهم. صنفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (ومصر) جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في عام 2014. فيما سيوفر دعم تركيا للحركة، التي وجدت بالفعل ملاذاً في تركيا، مع فرص لمعارضة قوية (للقرار الأمريكي المرتقب)"، كما قارن الكاتب بين دعم تركيا للإخوان ودعم إيران للجماعات الشيعية بإعتباره تحدي لدول المنطقة وسياساتها.