اليونان وقبرص يطالبان الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد تركيا بسبب الغاز

طالبت اليونان وقبرص العضوان بالاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا نتيجة تنقيبها غير الشرعي عن الغاز والمواد الهيدروكربونية في المياه التابعة لقبرص شرقي البحر المتوسط.

ويمثل نزاع الغاز أحدث ملفات التوتر بين تركيا وجيرانها في المنطقة، بل وأمتد ليصبح مثار قلق للدول الأوروبية والغربية، حيث تعهد الرئيس الفرنسي خلال إجتماع دول جنوب أوروبا قبل أيام بعدم إظهار أوروبا لأي ضعف في هذا الملف.

وحثت اليونان وقبرص الاتحاد الأوروبي على اتخاذ تدابير عقابية ضد تركيا وسط تصاعد التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​بسبب احتياطيات الطاقة البحرية، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.

في الوقت الذي زادت فيه أنقرة من رغبتها في الإعلان عن أنها ستوسع استكشاف موارد الغاز المحتملة في المنطقة، ناشد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الاتحاد الأوروبي "أن يدين دون تحفظ الإجراءات غير القانونية التي تتخذها تركيا".

وجاء النداء بعد أيام من إطلاق سفينة الحفر التركية الفاتح، عمليات بحرية في المياه التي تُعتبر جزءًا من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص رغم تحذيرات الحلفاء الغربيين.

أكد بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء اليوناني يوم الثلاثاء عقب محادثة هاتفية بين الزعيم اليوناني ودونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، على خطورة الموقف الذي يسبب قلقا متزايدا بين الدبلوماسيين في أثينا وأنقرة ونيقوسيا.

وفي ضوء شبح العقوبات، قال البيان أن رئيس الوزراء اليوناني أكد "أنه يتعين على المجلس الأوروبي أن يدرس تدابير محددة ضد المتورطين في هذه الأنشطة غير القانونية إذا أصرت تركيا على انتهاك القانون الدولي".

وهددت نيقوسيا أيضًا باستخدام الفيتو ضد محادثات توسيع الاتحاد الأوروبي إذا فشلت الكتلة الأوروبية في اتخاذ إجراء ضد أنقرة.

وأصبحت قبرص وتركيا على خلاف متزايد بشأن الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط. في الأسبوع الماضي، أصدرت حكومة الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، مذكرات اعتقال بحق طاقم سفينة الفاتح التركية، متهمة السفينة بانتهاك سيادة قبرص.

وأعتبرت الصحيفة البريطانية أن الرئيس التركي مصمم على التصعيد، وتابعت: "اتخذ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موقفا حازما على نحو متزايد بشأن القضية.. في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي من حالة حرجة وتتعرض سلطته للمساءلة بشكل متزايد في أعقاب الانتخابات البلدية في وقت سابق من هذا العام.. وعلى الرغم من (تحذيرات) واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، حذر الرئيس التركي شركات النفط الأجنبية المشاركة في الاستكشافات".

في يوم الأحد، مع تصاعد الحرب الكلامية في أعقاب اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي الذي عاقب أنقرة على تصرفاتها وأدانها، ردت وزارة الخارجية التركية قائلة: "هذه (المواقف) ليس لها أي قيمة أو معنى أو تأثير بالنسبة لنا".

وتصاعدت الحرب الكلامية بين تركيا وأوروبا، بعد أن حذرت فرنسا أيضا من الانتهاكات التركية للحقوق القبرصية، وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لنظرائه في الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي: "الاتحاد الأوروبي لن يظهر أي ضعف في هذا الموضوع". ولكن في يوم الثلاثاء، زادت الحكومة التركية من الضغط، معلنة أن السفينة الثانية "يافوز Yavuz"، سترسل إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وكانت وسائل الإعلام التركية قد ذكرت أن أنقرة تستعدُّ لإرسال سفينة الحفر الثانية "يافوز" إلى شرق البحر المتوسط ​​في شهر تموز/ يوليو المقبل لمرافقة سفينة "الفاتح.

ارتياح قبرصي من الدعم الأوروبي

وبدورها، ذكرت وكالة الأنباء القبرصية في تقرير لها اليوم أن الرئيس نيكوس أناستاسياديس بدا متفائلاً اليوم في أن الشركاء في الاتحاد الأوروبي سيرسلون رسائل أقوى إلى تركيا فيما يتعلق بتصرفاتها الاستفزازية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وأشار الرئيس في حديثه للصحافة في القصر الرئاسي إلى أن هذا هو هدفنا (ارسال رسائل أقوى) بعد قمة الدول الجنوبية السبع المطلة على المتوسط التي تمت في مالطا يوم الجمعة الماضي.

ورداً على سؤال حول الاجتماع الاستثنائي للمجلس الحكومي للشؤون الخارجية والدفاع الذي عقده رئيس الوزراء اليوناني يوم الأحد في أثينا، قال الرئيس أن الحكومة اليونانية تعتقد أنه من الحكمة أن يجتمع المجلس الوطني للشؤون الخارجية والدفاع قبيل اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ والمجلس الأوروبي يومي 20 و 21 حزيران / يونيو.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تقسيم قبرص منذ عام 1974، عندما غزتها تركيا واحتلت الثلث الشمالي من الجزيرة. فشلت حتى الآن جميع الجولات المتكررة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في التوصل الى حل يعيد توحيد الجزيرة. كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد تمت في تموز / يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا في سويسرا.

كانت تركيا قد أصدرت إشعاراً بحرياً، أعلنت فيه عن عزمها بدء التنقيب قبالة سواحل قبرص حتى الثالث من أيلول / سبتمبر. وتمركزت سفينة الحفر التركية "فاتح" على بعد 40 ميلاً بحرياً تقريباً إلى الغرب من شبه جزيرة أكاماس و 83 ميلاً بحرياً من السواحل التركية. تقع المنطقة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لجمهورية قبرص.