المؤتمر الوطني الكردستاني يوجه نداءً عاجلاً إلى مجلس الامن والأمم المتحدة

بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية الأخير بالانسحاب الكامل من سوريا، وجه المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) نداءً عاجلاً دعا فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، لمنع أي هجمات تركية محتملة على المنطقة.

أصدر المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بياناً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على سحب القوات الأمريكية من مناطق شمال وشرق سوريا المشاركة في حملة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وجاء البيان تحت عنوان "نداء عاجل" ودعا فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار، ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ وإعلان حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، كما ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات فعلية لمنع وقوع جرائم بحق الإنسانية ومجازر جديدة.

وجاء في نص البيان:

"تتواصل تهديدات الاحتلال التركي لمناطق روج آفا (شمال وشرق سوريا)، بعد أن شنت هجمات وحشية بداية هذا العام على مقاطعة عفرين بدعم من الجماعات المرتزقة واحتلتها.

في عفرين وأمام مرأى ومسمع العالم حصلت كارثة إنسانية دون أي تدخل، عفرين أحرقت ودمرت وترك آلاف المدنيين يواجهون الموت بمفردهم دون حماية من المجتمع الدولي وقتل المئات من الأطفال والنساء، أصيب الآلاف وأجبر مئات الآلاف على النزوح والتهجير القسري، وتستمر تلك المئات إلى أن وصلت اليوم إلى حد للتغيير الديموغرافي للمنطقة.

واليوم تحاول تركيا مرة أخرى ارتكاب تلك الجرائم في باقي المناطق الكردية في روج آفا، المنطقة التي تمهد الفاشية التركية لمهاجمتها تمتد على طول 500 كيلو متر الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات، وتضم كل من مدن كوباني، كري سبي، سري كانيه، درباسية، عامودا، قامشلو، تربه سبيه، ديرك ومئات البلدات والقرى الواقعة على الحدود. يعيش في هذه المنطقة ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص، واي هجمات تركية على هذه المنطقة ستشكل مأساة وكارثة إنسانية كبيرة أضعاف كارثة عفرين.

الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) وفي معركتهم ضد إرهاب داعش قدموا الكثير من التضحيات العظيمة والغالية. ومقاومة كوباني أكبر مثال على عظمة هذه المقاومة ضد إرهاب داعش، والعالم بأسره كان يتابع وعن قرب تلك المقاومة. تركيا اليوم تستهدف تلك المقاومة وهذه الإدارة والقوات التي قضت على إرهاب داعش دفاعاً عن الإنسانية. وحتى اليوم يواصلون معاركهم ضد إرهاب داعش في آخر جيوبها.

إلى جانب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا وبريطانيا، الموجودة حتى الآن في المنطقة وخلال الأسبوع الأخير فقط شنت قوات التحالف 200 غارة جوية على مواقع داعش في دير الزور. قوات التحالف الدولي وعدت بعدم الانسحاب من المنطقة حتى القضاء على إرهاب داعش وباقي الجماعات الإرهابية. لكن ما حصل وبالتزامن مع تهديدات الدولة الفاشية التركية لمناطق شمال وشرق سوريا، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عزمها سحب قواتها من المنطقة، في حال نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول التحالف الدولي هذا القرار وانسحبت من المنطقة فسيكون أبناء المنطقة في مواجهة مجازر وإبادة جماعية كبيرة. هذا الانسحاب سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة.

وعليها نحن المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) ندعو المجتمع الدولي إلى منع وقوع هذه الكارثة الإنسانية ونطالب باتخاذ تدابير لمنع هذه الكارثة:

1_ ندعو إلى بقاء قوات التحالف الدولي في المنطقة.

2_ ندعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة، لاتخاذ قرار حماية المنطقة وفرض حظر جوي على المنطقة.

3_ ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة مناقشة هذا القرار والتراجع عنه.

4_ على دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا، ألمانيا وبريطانيا مناقشة هذا القرار الأمريكي بشكل جدي وتداعياته على المنطقة، واتخاذ خطوات فعلية لمنع وقوع كارثة إنسانية جديدة بحق مكونات المنطقة من كرد، عرب، سريان وأرمن.

5_ على روسيا أن يكون لها موقف مخالف لموقفها تجاه الجرائم التركية التي حصلت في عفرين، وأن يكون لها موقف تجاه الاحتلال التركي.

6_ كما ندعو كل مؤسسات ونشطاء حقوق الإنسان، الحركات الداعمة للسلام، وكل القوى التي تعمل على الساحة السياسة والاجتماعية إلى الاستماع لنداء الملايين من أبناء المنطقة من كرد، عرب، سريان، أرمن بكل طوائفهم ومذاهبهم من سنة، علويين، إيزيدين، مسيحين. والتضامن معهم لمنع وقوع أي مجازر وإبادة بحقهم ودعم شعوب ومكونات أبناء شمال وشرق سوريا بكل الوسائل.

وختم البيان بالقول: "شعبنا في كردستان سيواصل الدفاع عن نفسه في وجه أي تهديد وخطر، وندعو الجميع إلى التضامن معهم ضد أي خطر وهجمة".