الإدارة الذاتية تُطالب الاتحاد الأوروبي بإعلان موقف واضح من العدوان التركي المتواصل على شمال وشرق سوريا

نددت الإدارة الذاتية بالصمت الدولي حيال العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، خاصة ما شهدته عين عيسى اليوم، داعية الاتحاد الأوروبي وخاصة المستشارة أنجيلا ميركل بإعلان موقف حيال الوضع الراهن.

أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً حول مواصلة الاحتلال التركي عدوانه على الاراضي السورية، واستهدافه الهمجي لعين عيسى اليوم.

وأكد البيان أنه "واليوم يتم بشكل علني وأمام مرأى العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني والذي أدى لنزوح الآلاف وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تم العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية صباح هذا اليوم، كما ولا يزال مستمراً إلى الآن".

وجاء في نص البيان:

"تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من عناصر داعش والنصرة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في سوتشي بين روسيا وتركيا، واحتلال المزيد من مناطقنا وممارسة التطهير العرقي بحق شعبنا، بالإضافة إلى عمليات النهب والسلب والتغيير الديمغرافي، حيث يتم اختراق القوانين والمواثيق الدولية وتجاوز كافة القيم الأخلاقية والإنسانية بشكل علني من خلال هذا العدوان.

واليوم يتم بشكل علني وأمام مرأى العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني والذي أدى لنزوح الآلاف وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تم العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية صباح هذا اليوم، كما ولا يزال مستمراً إلى الآن.

يستخدم كذلك أردوغان ومرتزقته في هجماته ضد مناطقنا ومكونات شعبنا أسلحة الاتحاد الأوربي وحلف الناتو، ويهدف من خلال استخدام ورقة اللاجئين السوريين وفتح الأبواب لهم إلى استخدامهم بشكل غير أخلاقي كورقة ابتزاز، وما زال مستمراً في تلك السياسة اللاأخلاقية بحق اللاجئين، حيث يتم استخدامهم كورقة ضغط يساوم عليهم في استثمارات سياسية، وخصوصاً ضد الدول الأوروبية، خاصة أن بينهم الآلاف من عناصر داعش والنصرة وعوائلهم.

وبشكل استفزازي يتحدث أردوغان أنه وَطَّنَ في منطقة عفرين 400 ألف لاجئ سوري, لكنه في المقابل أخرج و شرّد مئات الآلاف من أهل عفرين قسراً و بالإجبار.

بعض الدول الأوربية التزمت الصمت وخضعت لتهديدات أردوغان المنافية للقيم الديمقراطية الذي لا يعطي أي اعتبار لكيان الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني القبول باستمرار الاحتلال والضغط والظلم الذي يُمارس ضد الشعوب العربية والسريانية وإبادتهم مع الكرد.

السيدة ميركل تقول إنهم من أجل مساعدة اللاجئين السوريين مستعدون لمساعدة تركيا، لكن عندما تم تهجير مئات الآلاف من عفرين، لم نسمع أي إدانة ضد أردوغان والآن أيضاً في مسألة توطين 400 ألف مستوطن من غير أهل عفرين، لم يتم إبداء أي إدانة واستنكار، وهذا يعني القبول بسياسات تركيا العدوانية.

على الاتحاد الاوروبي وكافة دول العالم بغية احترام شعوبها والقيم الديمقراطية عوضاً عن إبداء الدعم العسكري والمادي لتركيا التي تستخدم اللاجئين بشكل لاأخلاقي للتسول وتحقيق مكاسب سياسية، ومن الواجب عليهم أن يُوضّحوا موقفهم ويفرضوا عقوبات صارمة على الدولة التركية لإيقاف عدوانها.

هناك تجاوز لكافة المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان واستمرار في سياسة الضغط والابتزاز.
قدّمت مكونات شمال وشرق سوريا في الحرب ضد داعش تضحيات عظيمة، فالأمن الذي تنعم به ألمانيا وأوروبا اليوم ما هو إلا ثمرة نضال الشعب الكردي والعربي والسرياني في حربهم ضد داعش، الذين ضحوا في سبيلها بأكثر من 11 ألف شهيد و أكثر من 25 ألف مصابٍ و جريح.

يوجد الآن الآلاف من مرتزقة داعش الخطيرين المُحتجزين في السجون تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية, واستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز ضد ألمانيا وأوربا لا يتلاءم مع قيمنا وأخلاقنا لكن في المقابل، كان يجب على الاتحاد الأوربي عدم الخضوع والبقاء صامتاً جراء هجمات دولة الاحتلال التركية التي تستخدم بقايا داعش و النصرة في حربها على شمال شرق سوريا وتمارس بحقهم الاحتلال و النهب والإبادة.

موقف وسياسة السيدة ميركل لا يتوافق مع قيم الاتحاد الأوروبي الذي تراجع خطوة الى الوراء بسبب ابتزازات أردوغان.
استناداً للاتفاق المبرم ما بين تركيا والاتحاد الأوروبي بخصوص مسألة اللاجئين، فقد وفت أوروبا بالتزاماتها وقدّمت ما يقارب 6 مليار يورو للدولة التركية، بالرغم من هذا وعوضاً عن وضع حدٍ لتهديدات وابتزازات أردوغان من قبل السيدة ميركل والاتحاد الاوروبي، فإنهم ما زالوا مستمرين في سياستهم المُتمثلة بضعف الإرادة والخضوع، و أن هذه السياسة تؤدي الى إصرار الدولة التركية في الاستمرار بمخططها الابتزازي، وفي الوقت ذاته يدفعها إلى المضي قُدماً في هجماتها العدوانية وإبادتها لشعوب شمال وشرق سوريا.

تم الإشارة مراراً وتكراراً على أن نضالنا ضد داعش يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار للإنسانية جمعاء, تبنيناه كواجب لنا وقلنا ذلك سابقاً بأننا نفخر بهذا وبالتضحيات التي قدمناها .

في شخص السيدة ميركل، نطالب الاتحاد الأوروبي بأن لا يبقى صامتاً جراء هجمات أردوغان الذي يحتل مناطقنا ويمارس عملية التغيير الديمغرافي عليها وأيضاً اتخاذ موقف واضح حول تصريحات المجرم أردوغان إزاء توطين 400 ألف شخص غريب في عفرين، وتهجير مئات الآلاف من الكرد العفرينيين من أرضهم.

عندما تقولون بأنكم مستعدون لتقديم المساعدة، عليكم أن تعلموا جيداً بأن تركيا تستمد الجرأة من هذه المواقف، و تكون سبباً في غضب واستنكار واسع لدى شعوب شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب السريان.

نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وبكافة مكوناتها، سنستمر بكفاحنا المُشرّف، بوجودنا و كرامتنا لأجل حماية القيم الديمقراطية للإنسانية.

مهما كانت التضحيات، سنستمر في مقاومتنا حتى إنهاء الاحتلال والعدوان التركي".