ألمانيا تحتج لدى تركيا لاعتقال محام يعمل لحساب سفارتها بأنقرة.. وماس: العلاقات صعبة

احتج وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال لقاءه بنظيره التركي جاويش أوغلو على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في اليابان، على اعتقال محام تركي يعمل لحساب سفارة بلاده في أنقرة.

أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن احتجاجه لدى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على اعتقال محام تركي يعمل لحساب السفارة الألمانية في أنقرة. وقال ماس اليوم السبت عقب لقائه جاويش أوغلو على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في مدينة ناجويا باليابان: "قلت له مجددا إننا لا نتفهم الأمر حقا"، مضيفا أنها واقعة "لا يمكن فهمها" مثل وقائع اعتقال كثيرة أخرى، حسبما ذكر موقع دويتشه فيله.
وفي المقابل، قال جاويش أوغلو لماس إن الواقعة قيد النظر من قبل القضاء التركي الآن، مضيفا أنه يعتزم الإبقاء على حوار بشأنها. ووصف ماس العلاقات الألمانية-التركية بـ"الصعبة"، وقال: "لكن يتعين علينا البقاء على حوار معا".
وفي حلقة جديدة من التوتر بين تركيا وألمانيا، أكدت برلين اعتقال محامٍ تركيٍّ يعمل لحساب السفارة الألمانية في أنقرة قبل شهرين، بتهمة "التجسس"، حيث كان يساعد راغبي اللجوء في الإجراءات.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية يوم الأربعاء (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) أن السلطات التركية اعتقلت محامياً تركياً يعمل لحساب السفارة الألمانية في أنقرة في أيلول/سبتمبر، معتبرة أن هذه الخطوة "غير مفهومة". ويأتي ذلك وسط توتر العلاقات بين تركيا وألمانيا التي يقيم فيها نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي، بعد عدوان أنقرة مؤخراً في شمال شرق سوريا وتهديداتها بإطلاق موجات جديدة من اللاجئين الفارين من العنف في سوريا نحو أوروبا، حسبما ذكر موقع دويتشه فيله الألماني.

وكان موقع "شبيغل أونلاين" اول من نشر الخبر ثم جاء التأكيد من الخارجية الألمانية التي وصفت قيام تركيا باعتقال المحامي المتعاقد مع سفارتها في أنقرة بالخطوة بـ "غير المفهومة".
وقال مصدر دبلوماسي ألماني لوكالة فرانس برس "تم اعتقال محامي التعاون في سفارتنا في أنقرة في منتصف أيلول/سبتمبر"، مؤكداً لما نشره "شبيغل أونلاين"، الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوعية. وأضاف "اعتقاله غير مفهوم بالنسبة إلينا".

وقال المصدر في وزارة الخارجية الألمانية أن المحامي "قدم دعماً متعارفاً عليه دولياً، وفي رأينا، دعما مقبولاً بدون جدال" للبعثة الألمانية في تركيا. وأضاف أن ألمانيا "تعمل بشكل مكثف على توضيح المزاعم وتحريره من الحجز".

وذكر موقع "شبيغل أونلاين" أن المحامي المعتقل كان قد ساعد السفارة في بحث حول المواطنين الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا قبل الاشتباه بأنه يمارس التجسس. وأضافت أن المسؤولين الألمان "يخشون أن تصل البيانات الحساسة والملفات الكاملة لما يصل إلى 50 طالب لجوء إلى جهاز المخابرات التركي".

يذكر أن الشرطة التركية ألقت القبض على المحامي منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي يعمل لحساب السفارة الألمانية ويتابع ملفات لاجئين أتراك تقدموا بطلبات لجوء إلى السلطات الألمانية بعد الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016. وربما كان المحامي بحوزة بيانات حساسة لأشخاص منحدرين من تركيا طلبوا اللجوء السياسي في ألمانيا، وسقطوا بذلك في أيدي تركيا حاليا.

وفي الأعوام الماضية اعتقلت تركيا العديد من الأفراد الحاملين للجنسية الألمانية، على خلفية تهم تتعلق بعضها بالإرهاب، ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين. وبحسب بيانات رسمية ألمانية أمس، يقبع حاليا 60 ألمانيا في سجون تركية، وهناك 55 آخرون ليس بمقدورهم مغادرة البلاد بسبب فرض حظر سفر عليهم. ولم توضح وزارة الخارجية الألمانية عدد الألمان المحتجزين في تركيا على خلفية سياسية، بحسب دويتشه فيله.