صرح عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، في حديث مع وكالة فرات للأنباء، أن شركة دجلة لتوزيع الكهرباء (DEDAŞ) والدولة التركية تحاولان إظهار نفسيهما على أنهما بريئان عقب كارثة الحريق التي تسببت في فقدان 15 شخص لحياتهم وإصابة المئات، وأوضح قره سو أن الدولة التركية تستغل كل فرصة لإبادة الكرد، وقال: وقال: "بدون إجراء أي تحقيق، ودون الرجوع إلى أي شهود، قيل على عجل أن الحريق اندلع من القش، وهذا هو رد فعل مجرم ألقي القبض عليه متلبساً"، ودعا مصطفى قره سو الشعب الكردي إلى لملمة جراحه التي تسبب بها الحريق بالوحدة والتضامن.
لفت عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة فرات للأنباء، الانتباه إلى العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وقال إن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب والمؤسسات الدولية يواجهون أزمة وصعوبة في الدفاع عن هذه العزلة، كما دعا قره سو إلى مواصلة الحملة التي انطلقت ضد العزلة دون توقف.
نتيجة للحريق الذي اندلع بين آمد وميردين، فقد 15 كردستانياً حياتهم وأصيب العشرات، وكشفت هذه الواقعة مرة أخرى عن أهمية التنظيم الذاتي للشعب الكردي وسلطت الضوء على عداء الدولة التركية الفاشية تجاه الكرد بطريقة أليمة، ماذا تقولون بشأن هذه الفاجعة؟
أرجو من الله تعالى أن يتغمد الذين فقدوا حياتهم نتيجة الحريق الذي اندلع بين آمد وميردين برحمته، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
لقد ارتكبت مجزرة أخرى في آمد وميردين، ومن الواضح أن هذه مجزرة ارتكبتها الدولة، وكما جاء في بيان منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، فهي كارثة افتعلتها الدولة، فعندما اندلع حريق في إيجه وآكدنيز، حتى وإن كان التدخل متأخراً وغير كافٍ، إلا إن الدولة استخدمت المروحيات وطائرات مكافحة الحرائق والمسيرات وكافة إمكاناتها لإخماد الحريق، ولكن عندما تحدث حالة مماثلة في كردستان، فإن الدولة لا تحرك ساكناً، تريد أن يسأم الكرد من حياتهم ويتركوا أرضهم! ولذلك، فقد أظهرت نفس الموقف في حريق ميردين وآمد.
وعندما أدى هذا الحريق الهائل إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، سارعت الدولة إلى القول إنه حريق اندلع من القش، ودون إجراء أي تحقيق، ودون الرجوع إلى أي شهود، قيل على عجل إن الحريق اندلع من القش، وهذا هو رد فعل مجرم ألقي القبض عليه متلبساً، ولكيلا يظهر أن المجرمين الذين افتعلوا الحريق هم الدولة وشركة دجلة لتوزيع الكهرباء، أرادوا إظهار أن الحريق اندلع من القش وحاولوا أن يظهروا أن الدولة بريئة.
وقال شهود عيان إن الحريق اندلع من عواميد الكهرباء، لكن مسؤولو الدولة والوكالات والقنوات التلفزيونية التابعة للحكومة نشروا أخباراً قالوا فيها أن الحريق اندلع من القش، كما نشرت وسائل الإعلام المعارضة نفس هذه الأخبار، وبسبب الخوف من السلطات، لم يأخذوا أقوال الشهود بعين الاعتبار، واتخذوا من التصريحات الرسمية أساساً، ولو اندلع هذا الحريق في منطقة أخرى من تركيا، لكانت قد نُشرت إفادات الشهود والشعب، ومرة أخرى ظهر كيف أنه يتم تشويه حقيقة الأحداث في كردستان ويستخدمون وسائل الإعلام كأداة لذلك.
ويقول الشهود إن الأبراج والكابلات الكهربائية قديمة، وأنهم قدموا طلبات لتجديدها عدة مرات، وهذا ليس كلام شخص واحد فحسب، بل القرويون في المنطقة التي اندلع فيها الحريق كلهم يقولون هذا.
الجندرمة يتلقون الأوامر من شركة دجلة لتوزيع الكهرباء
إن شركة دجلة لتوزيع الكهرباء هذه قد أصبحت أداة للاستغلال وفرض الضغوط على الشعب في كردستان، والجندرمة كقوة عسكرية في المنطقة، يتلقون الأوامر من شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، حيث أن شركة دجلة لتوزيع الكهرباء أرسلت الجندرمة مئات المرات لمداهمة القرى والمنازل، وعلى مدار سنوات، قال الأهالي أنهم تعرضوا للضغوط من خلال شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، وقد تم إعداد العشرات من الأخبار بهذه الطريقة بشأن شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، من ناحية، أصبحت شركة دجلة لتوزيع الكهرباء بلاء على الشعب، لا توجد مثل هذه المؤسسة في أي مكان في تركيا، لو كان مثل هذا الوضع موجوداً، لكان الشعب قد انتفض في بحر إيجه، كارادنيز، وآكدنيز، وإذا كان مثل هذا الوضع موجوداً، حينئذ لن يكون بمقدور الجندرمة التصرف كمؤسسة عسكرية تابعة للشركة على مستوى، لكن عندما يتعلق الأمر بكردستان، ينظر الجنود والشرطة إلى الكرد كأعداء، ولذلك، فإنهم يعتبرون ممارسة جميع أنواع الضغوط على الشعب الكردي مشروعة.
وتستخدم الدولة التركية كافة موارد كردستان ضد الكرد كأدوات للقمع والاستغلال، وفي مقدمتهم الكهرباء والطاقة والمياه، ويتم إنتاج ما لا يقل عن 80 بالمئة من الكهرباء والطاقة المنتجة في تركيا في كردستان، وتم بناء العشرات من السدود على نهري دجلة والفرات، تم بناء سدود كبان وكاراكايا وأتاتورك وبيرجيك على نهر الفرات، وتنتج هذه المحطات حالياً ما يعادل مائة ضعف ما يتم استخدامه من كهرباء في كردستان، تم بناء العديد من السدود على نهر دجلة، ويأتي معظم النفط من كردستان، لكن الشعب الكردي لا يستفيد ولو بقدر بسيط من هذه الطاقة، وحتى هذه الطاقة تحولت إلى أداة لاستغلال الكرد، ويتم إنتاج جزء كبير من الكهرباء في كردستان، لكن هذه الطاقة لا تُعطى للكرد، والذي يتم إعطاؤه، يتم إعطاؤه بثمن باهظ جداً، نعم، هناك مثل هذا الاستغلال، انتج كل هذه الطاقة في كردستان، لكن اجعل الكرد محرومين من الطاقة! وهذا أمر مناف للأخلاق والضمير والعدالة، فإذا كانت الطاقة تأتي من هذه المنطقة فيجب أن يستفيد منها أهل هذه المنطقة، ويجب توفير الكهرباء، وهي حاجة أساسية للشعب، مجاناً.
الدولة التركية تستغل كل الفرص لإبادة الكرد
يقول القائد آبو أن الطاقة والمياه يجب أن يكونا ملكاً للمجتمع، لكن في تركيا، تم تسليم الطاقة والمياه إلى شركات الاستعمار والاستغلال، ترتبط الطاقة والمياه والأرض والهواء بحياة الإنسان، وهذه ليست ملكاً لأحد غير المجتمع، ويكشف الواقع في كردستان مدى صواب هذا الأمر وضرورته، ويجب على الشعب الكردي أيضاً أن يرى من حقيقة الطاقة هذه أن الدولة التركية هي دولة استعمار وإبادة، تستغل الدولة التركية كل فرصة لإبادة الكرد، وفي الأساس، خُلقت القيم في تركيا حتى الآن بجهود الكرد وكدحهم، لكنهم استثمروا هذه الإمكانات والفرص في الأسلحة ويستخدمونها لإبادة الكرد.
في الماضي، كانت الخدمات مثل الكهرباء والماء في تركيا عائدة بالكامل للبلديات، ولم تستخدم البلديات هذه الإمكانات لاستغلال الشعب، بل استخدمتها للخدمة والتنمية، والآن تم نقلها إلى الشركات وأصبحت أداة للاستغلال، لقد أظهرت مثل هذه الحالات مرة أخرى أنه لا ينبغي استخدام الكهرباء كوسيلة للاستغلال، بل يجب إدارتها من قبل البلديات الموجودة لخدمة الشعب.
ولا ينبغي للشعب الكردي أن يتأمل أي شيء من الدولة فيما يتعلق بأي قضية، لا ينبغي أن يقولوا فلتجلب الدولة لنا هذا الشيء أو ذاك، وأنها ستجلبه وتؤمنه، فكل عمل قامت به الدولة وكل عمل ستقوم به هو فقط من أجل إبادة الكرد، يجب أن يصبح الكرد مجتمعاً منظماً، ويخلقوا القيم بقوة المجتمع ويلبوا احتياجاتهم بهذه الطريقة، إن طلب شيء من الدولة التي تريد إبادة الكرد هو بمثابة طلب شيء من جلاده.
لقد تكبد الشعب خسائر هائلة من كل الجوانب في حريق ميردين وآمد، ويجب على الشعب الكردي لملمة جراحه هذه بالوحدة والتضامن، لا ينبغي أن يحتاج الشعب إلى دولة الإبادة هذه، إن مثل هذه الأوقات هي الأنسب لإظهار الوطنية.
إن تشومسكي صديق قيّم للشعب الكردي
لا تزال العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان مستمرة، ويبدو أن المؤسسات الدولية تعاني من صعوبات، كيف تقيمون النضال من أجل كسر صمت المؤسسات الدولية؟
قبل الإجابة على سؤالك، أود أن أنقل احترامي ومحبتي للعالم والفيلسوف والأستاذ الفاضل نعوم تشومسكي، متمنياً له الشفاء العاجل، لقد قدم تشومسكي مساهمات عظيمة في تنوير الإنسانية وتطوير الفكر الديمقراطي، كعالم حقيقي، وقف دائماً إلى جانب الحقيقة والناس، وبهذه الشخصية، وقف إلى جانب نضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية، وحاول دائماً القيام بدوره كصديق قيم للشعب الكردي، شارك في كل عملية وفعالية من أجل تحرير الشعب الكردي والقائد آبو، لقد لعب دوراً مهماً للغاية في الاعتراف بنضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية في العالم، وبسبب هذه الصداقة اهتم الشعب الكردي بصحته عن كثب وتابعوه، وكل خبر إيجابي عن صحته كان يسعد الشعب الكردي، لن ينسى الشعب الكردي أصدقاءه أبداً وسيعطيهم القيمة الواجبة.
رفع العزلة عن القائد آبو؛ إن تحقيق ظروف صحية وآمنة وحرة هي من بين رغبات تشومسكي وجهوده الأساسية، وإذا كان النضال من أجل حرية القائد آبو قد اكتسب بعداً مهماً اليوم، فإن موقف تشومسكي وموقفه على مدى عقود كان له أيضاً نصيب مهم في ذلك، لم يكن تشومسكي مجرد صديق دافع عن حرية الشعب الكردي والقائد آبو؛ بالإضافة إلى ذلك، فهو مفكر عظيم يقدر نموذج القائد آبو ويسعى جاهداً لتعزيزه.
تواجه اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب والمنظمات الدولية الأخرى الصعوبات
مما لا شك فيه أن النضال ضد المؤامرة والعزلة الدولية كان بمثابة نضال عظيم خاضه الشعب الكردي، ودفع ثمنه باهظاً، إن النضال ضد المؤامرة، التي دخلت الآن عامها السادس والعشرين، لم يتوقف قط؛ واستمر دون انقطاع حتى اليوم، وبالإضافة إلى نضال شعبنا، فإن دور أصدقاء الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في العالم ومعارضة المرأة للمؤامرة ودعمها للقائد آبو لعب أيضاً دوراً كبيراً، ومع الاعتراف بأفكار القائد آبو من قبل المثقفين والدوائر الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، تنامى النضال ضد المؤامرة، حيث تم تبني حرية القائد آبو بقوة أكبر، واليوم، إذا كانت المؤسسات الدولية المسؤولة عن قضية إمرالي، وخاصة اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب، تواجه صعوبة وغير قادرة على الدفاع عن العزلة، فإن هذا بسبب موقف ونضال المثقفين والقوى الديمقراطية والنساء في جميع أنحاء العالم.
وقد كان للحملة العالمية "الحرية للقائد آبو، حل للقضية الكردية" تأثير كبير، كما جعلت حملة "أيام قراءة كتب القائد آبو" هذه الحملة أكثر ثراءً، والآن تقام "أيام الحوار مع القائد آبو"، وهكذا يتم توفير فهم أفضل للقائد آبو، ومن الواضح أن هذا سيعزز النضال من أجل الحرية للقائد آبو، فبمجرد فهم القائد آبو، فإن الحملة من أجل حرية القائد آبو سوف تنمو مثل كرة الثلج ولن يكون من الممكن إيقافها.
وفي هذا الصدد، فإن مواصلة وتوسيع الحملة العالمية من أجل حرية القائد آبو بطرق وأساليب مبتكرة ستقرب حرية القائد آبو.
لقد حددت زيلان خط النضال ضد المؤامرة
نعيش ذكرى العملية التاريخية للشهيدة زيلان (زينب كناجي) ضد المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان عام 1996، وعندما ننظر إلى النضال من أجل الحرية الذي تم خوضه منذ ذلك الحين، هل يمكننا القول إن الشهيدة زيلان أظهرت خط حماية وتبني القائد بعمليتها التاريخية؟
أستذكر كل شهداء حزيران بالحب والاحترام والعرفان في شخص الشهيدة زيلان، الشهيدة سما، الشهيدة كُلان، الشهيدة هانم ياوركايا، الشهيدة رابرين آمد، الشهيدة بيريفان زيلان، الشهيد علي بلنك والشهيد فاضل بوطان.
أحيي ذكرى الشيخ سعيد ورفاقه الذين تم إعدامهم أيضاً في 29 حزيران 1925، بكل امتنان واحترام، أن ذكراهم ستظل حية في نضالنا.
من الواضح أن عملية الشهيدة زيلان شكلت نقطة تحول في تبني القائد آبو، إنها دليل على ذروة الإخلاص للقائد آبو، لقد كانت الشهيدة زيلان بمثابة نداء إلى كامل هيكل حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي لفهم القائد آبو بشكل صحيح وتبنيه بشكل صحيح، وأظهر للجميع أن القائد آبو ونضال الشعب الكردي من أجل الحرية هما وحدة لا تنكسر، وفي هذا الصدد، أكد القائد آبو أن ما قامت به الشهيدة زيلان كان بمثابة بيان، حيث لم تقم بعملية فدائية فقط، بل كشفت عن خط أيديولوجي وسياسي وتنظيمي وعملية، مما لا شك فيه أنه كان هناك خط من الفدائية في حزب العمال الكردستاني من قبل؛ لقد كانت هناك عمليات عظيمة خلقها الولاء للقيادة، وبهذه العملية عمّقت الشهيدة زيلان هذا الخط، لكن عمليتها أضافت أيضاً أبعاداً جديدة إلى خط الفدائية هذا، بحسب المرحلة النضالية وخصائص تلك الفترة، في الواقع، إن اعتناق القائد آبو يعني الفهم العميق والعيش على خط حرية المرأة.
لقد رسمت الشهيدة زيلان خط النضال ضد المؤامرة بعمليتها، كما أصبحت فعالية "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، التي تطورت بعد المؤامرة التطبيق العملي لخط زيلان، إن موقف زيلان وخطها هو الذي خلق هذه الفعالية، عندما نرى التطور القوي للغاية للنضال ضد المؤامرة، وإنشاء دائرة من النار حول القائد آبو، وتأثير ودور مقاومة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" في النضال الذي تم تنفيذه حتى الآن، فإنه ومن الأفضل أن نفهم كيف أن عملية زيلان هو خط تم إنشاؤه لتبني القيادة.
إن عملية الشهيدة زيلان لها عمق وبعد مهم في التاريخ الكردي، فقد ولدت الشهيدة زيلان ونشأت في ملاطيا غرب الفرات، حيث تم تنفيذ خطة شرق إصلاحات والذي كان الهدف الرئيسي منه هو الإبادة الثقافية، إن إدراك الإبادة المرتكبة هنا يثير غضباً كبيراً، ومن الواضح أيضاً أن هذا الغضب سيكشف عن إرادة عظيمة وقوة مقاومة، وفي هذا الصدد، فإن ما قامت به الشهيدة زيلان هو أيضاً رد على الإبادة، إنها تدرك تماماً أن التحرك ضد القائد آبو هو هجوم إبادة، لقد قامت بهذه العملية بوعي عميق بأن التوجه نحو القائد آبو يعني التوجه نحو كل شيء كردي وتدمير الكردي، واليوم نقول إن الأولوية والهدف الرئيسي لسياسة وهجوم الإبادة هو إمرالي، لقد تصرفت الرفيقة زيلان بهذا الوعي قبل 30 عاماً.
كرفيقة للقائد التي فهمت القائد آبو بعمق، تبنت الشهيدة زيلان القائد آبو من خلال هذه العملية العظيمة، لذلك، كما قالت رفيقاتنا، دعونا نتبنى القائد آبو كزيلان، فمن خلال تبني القائد آبو في كل مجال وتبني أبعاد النضال مثلها، سنحرر بالتأكيد القائد آبو ونضمن حلاً ديمقراطياً للقضية الكردية.
الناتو أيضاً له يد في الحرب القذرة
يواصل المقاتلون مقاومتهم بشكل مستمر ومكثف ضد كافة أنواع هجمات الدولة التركية الفاشية رافعين راية الفدائية التي تلقوها من الشهيدة زيلان، وقد كثفت قوات الاحتلال، التي تعاني من صعوبات، في الآونة الأخيرة استخدامها للأسلحة المحظورة والكيماوية، هل ترون ضعفاً في مناهضة صمت القوى الدولية، وخاصة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن التغلب على هذا الوضع؟
تدور حرب قذرة في كردستان منذ عقود، لو كانت الحرب القذرة التي نُفذت في كردستان موجودة في أي مكان آخر في العالم، لكانت القوى الدولية والعديد من الدول قد اتخذت موقفاً ضد ممارسي الحرب القذرة هؤلاء وفرضت عليهم عقوبات، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالكرد، يتم ترك كل القانون الدولي والأخلاق والضمير جانباً، عندما يتعلق الأمر بكردستان والكرد، فإنهم يركزون فقط على مصالحهم، إن المسؤول الرئيسي عن النظام الذي تأسس بعد الحرب العالمية الأولى هو الغرب، وعلى رأسه إنجلترا وفرنسا، وكان الكرد ضحايا هذا النظام السياسي الذي تأسس في الشرق الأوسط، لقد أنشأوا نظاماً يوافق على الإبادة الجماعية للكرد، وقد وافقت الجمهورية التركية على ارتكاب إبادة جماعية للكرد مقابل ترك الموصل وكركوك لإنجلترا وسوريا للسيادة الفرنسية، ولا يزال هذا النظام السياسي قائماً.
واستخدمت الغازات السامة والكيماوية والأسلحة المحظورة ضد المقاتلين من قبل، إلا أنهم بدأوا باستخدام هذه الأسلحة بشكل يومي خلال هجوم الاحتلال الذي ينفذونه منذ 3 سنوات في مناطق دفاع المشروع، حيث يسيطر المقاتلون على المنطقة، واعترف إحسان صبري تشالا يانجيل، وزير الخارجية التركي الأطول خدمة، كيف سمموا المدنيين الذين لجأوا إلى الكهوف في ديرسم في الفترة 1937-1938، إن الدولة التركية لديها تقليد حرب قذرة كهذه، وفي ذلك الوقت، التزم الغرب، الذي ادعى أنه متحضر وديمقراطي، الصمت إزاء الإبادة في ديرسم.
وأعلنت الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أنها ستنهي حركة الحرية الكردية لمدة 9 سنوات، ومع ذلك، أدت مقاومة الكريلا والشعب الكردي إلى انهيار حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وزادت من حربها القذرة، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة في مواجهة مقاومة الكريلا والشعب، ما أدى إلى انهيار سلطتهم، لقد تم إسقاط القنابل على فيتنام لسنوات، ولكن تم إسقاط حوالي 100 مرة أخرى على كردستان، ولم يبق وادي أو تلة إلا وقُصفت، ومن أجل كسر مقاومة الكريلا، يريدون تدمير البيئة المعيشية للكريلا عن طريق إطلاق الغازات السامة والأسلحة الكيماوية والقنابل الحرارية، نظراً لأنهم لا يستطيعون القتال ضد المقاتلين، فإنهم يسممون الهواء والماء الذي يشربونه، مما يجعل الأماكن التي يتواجد فيها المقاتلون غير صالحة تماماً للكائنات الحية، وبالتالي، فإنها تدمر النباتات وجميع الكائنات الحية، جيشٌ عضو في الناتو يفعل هذا! ولذلك فإن الغرب وحلف شمال الأطلسي يشنون هذه الحرب القذرة ضد الكريلا، ينبغي البحث هنا عن إجابة للسؤال عن سبب صمت القوى والمؤسسات الدولية، لأن لهم يداً أيضاً في هذه الحرب القذرة.
مما لا شك فيه أننا ما زلنا غير قادرين على شرح هذه الحرب القذرة للعالم بشكل كامل، كما أننا لا نناضل بشكل كاف ضد هذه الحرب القذرة وأساليبها، ولا تتجاوز النضالات مستوى الاحتجاج، ولا يتعدى الأمر ردود الفعل على ممارسة سلبية في أي دولة ديمقراطية، لكن هناك هجوماً على وجود الكرد، يجب طرح مثل هذا الموقف النضالي بحيث لا يمكن لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن تقف مكتوفة الأيدي ويجب عليها أن تتحرك، وبخلاف ذلك، لا يمكن تحقيق النتائج على مستوى اليوم، إنه صراع حياة أو موت يخوضه كل من الشعب الكردي والمقاتلون، لذلك، يجب على المرء أن يخوض أي نضال ضروري للبقاء أحياء، هناك اعتداء على وجود وحياة الكرد؛ إذن من الضروري أن نأخذ هذه الهجمات على محمل الجد وأن نطور النضال بطرق وأساليب أكثر فعالية.
جميع القوانين في تركيا مبنية على إنكار الهوية الكردية
أنتم تعربون في كل فرصة عن أن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية منخرطة في هجوم شامل على الشعب الكردي من أجل تنفيذ الإبادة الجماعية للكرد، أحد أبعاد هذه الهجمات هو سياسة الاستيلاء، كيف تقيمون المقاومة الشعبية التي تطورت بعد تعيين وكيل في جولميرك؟
إن سياسة الاستيلاء هي نتيجة للسياسة التركية لتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وتجدر الإشارة إلى أن إنكار الكرد مستمر في تركيا، هذه هي سياسة الدولة، ومن يقول أنه لا يوجد إنكار للكرد فهو يكذب، حيث يتم التعبير عن ذلك بهذه الطريقة لإخفاء سياسة الإبادة الجماعية الكردية المتبعة، إن وصفهم بإخواننا الكرد، وبث قناة TRT الكردية من أجل منع التسييس الكردي، والسماح لبعض المؤسسات الثقافية، يهدف بالتأكيد إلى التغطية على سياسة الإبادة وإضفاء الشرعية عليها، اليوم، عندما لا يكون هناك تعليم باللغة الأم، فإن هذا ليس لمنع الإبادة الجماعية للشعب الكردي، بل على العكس من ذلك، هو لإخفاء الإبادة الجماعية للشعب الكردي، باختصار، الإبادة الجماعية للكرد مستمرة بطريقة مخططة، ولن يتم التخلي عن هذه السياسة حتى يتم تتريك غالبية الكرد، هذه هي سياسة الدولة الحالية، كما تنفذ حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هذه السياسة بصرامة.
وللإجابة على سؤال لماذا يتم الاستيلاء على البلديات، يمكننا القول أن هذا إنكار للشعب الكردي، إن السياسة المطبقة على الكرد ليست بسبب آرائهم السياسية، بمعنى آخر، لا يهم ما إذا كنت يمينياً أو يسارياً أو متديناً أو قومياً؛ حيث يتم تنفيذ هذه السياسة ضد كل من يعترض بشكل فعال ويناضل ضد سياسة إنكار الكرد، كما يتم استخدام قوى سياسية كردية أخرى، والتي كانت ضعيفة في ذلك الوقت، ضد أولئك الذين يناضلون بنشاط ضد الإبادة، إذا عبرت البلديات عن نفسها من خلال الهوية الكردية، وأجرت دراسات حول الهوية والثقافة الكردية وأبقت الهوية الكردية حية في ظل معارضتها لسياسات الإبادة الجماعية، فلن تسمح لها السلطات بإدارة البلديات.
إن جميع القوانين في تركيا مبنية على إنكار الكرد، وهذا الحق لا وجود لهما إلا إذا تم إنكار الكرد لا يمكن المطالبة بأي حقوق باسم الكرد في تركيا هذه هي الحقيقة الواضحة في تركيا، ففي سنواته الأولى، استخدم حزب العدالة والتنمية بعض الكلمات الناعمة في خطابه لأنه كان بحاجة إلى القوى الديمقراطية ودعم الكرد للبقاء في السلطة، لكن وبما أنه لم يكن يتمتع بعقلية ديمقراطية، فقد تشبث هذه المرة بعدائه للكرد للبقاء في السلطة، ضد مطلب الشعب الكردي ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية، ولهذا السبب، فقد شكل تحالفًا مع حزب الحركة القومية لمدة 9 سنوات، ومن الواضح أن سياسات الحزب السياسي الذي شكل تحالفاً مع حزب الحركة القومية لمدة 9 سنوات ستكون معادية للكرد، وفي الواقع، كانت جميع تطبيقاتها في هذا الاتجاه، ولا يمكن مقارنة سياسات الإبادة التي تنتهجها الدولة التركية بأي سياسات احتلالية ومبيدة في العالم، فقد تم تطبيق سياسات مختلفة على السود في جنوب أفريقيا؛ ومع ذلك، بما أنه لم يكن من الممكن تغيير لون أجسادهم، لم يكن هناك أي تهديد لوجودهم، سيحصل السود في النهاية على حقوقهم، ولا يمكن المطالبة بهذا الحق أو ذاك إلا إذا تم إنكار الهوية الكردية وإضفاء الطابع التركي عليها في تركيا، وفي هذا الصدد، هذا هو السبب وراء تنفيذ سياسات الاستيلاء بشكل متهور على هذا المستوى.
مما لا شك فيه أن الكرد ظلوا يقاومون سياسة الإبادة هذه منذ مائة عام، ومرة أخرى، تناضل القوى الديمقراطية، وخاصة الاشتراكية، من أجل التحول الديمقراطي في تركيا، إن النضال من أجل الديمقراطية هو أيضاً نضال ضد سياسة الإبادة الجماعية للكرد.
لقد حقق نضال الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في مدينة وان ضد الاستيلاء، والذي يعد تنفيذاً لسياسة الإبادة، نتائج مهمة، هناك أيضاً نضال مهم ضد الوكلاء في جولميرك، وأوضح أهالي جولميرك أنهم لن يقبلوا بذلك، لم يعد هناك شرعية لاستيلاء وكيل استعماري على البلدية، إن النضال ضد الاستيلاء لا يزال مستمراً، ومع ذلك، لا يمكن تحقيق النتائج المرجوة من خلال النضال التدريجي، وفي هذا الصدد، من المهم أن تنهض جميع المدن الكردية، وخاصة آمد وباطمان ووان، إن التحرك من قبل هذه المدن يحشد الشعب الكردي بأكمله، وهذا يجعل النضال ضد الجبهة التركية أكثر فعالية.
إن النضال في كردستان وتركيا مهم الآن، وتبين أن الاستيلاء على البلديات لا يتم قبوله، ولو لم تكن هذه المقاومة موجودة، لكانوا قد عينوا وكلاء جدد بعد جولميرك، وبطبيعة الحال، إذا تصوروا أنهم لن يواجهوا تحدياً أكبر، فسيظلون يعينون وكلاء، وقد عبر طيب أردوغان بالفعل عن ذلك بوضوح.
من المهم تطوير فعاليات مشتركة ضد الاستيلاء على الإرادة
إن دعم القوى الاشتراكية والثورية والديمقراطية التركية في النضال ضد الاستيلاء على بلديتي وان وجولميرك أعطى قوة كبيرة للشعب الكردي، ما هو نوع الزخم الذي سيعطيه هذا الوضع للنضال المشترك للشعب الكردي والقوى الديمقراطية التركية؟
من الواضح أن نضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية ونضال الشعب التركي من أجل الديمقراطية يجب أن يكونا موحدين، لأن العداء للكرد والعداء للديمقراطية متشابكان، إن التحول الديمقراطي في تركيا يعتمد على حل القضية الكردية، و يعود السبب وراء العداء الشديد للديمقراطية في تركيا هو فكرة مفادها أن الكرد سوف يستفيدون من التحول الديمقراطي، ومن أجل أن يكونوا أحراراً، يجب على الكرد أن يناضلوا من أجل هزيمة هذه العقلية والسياسة المعادية للكرد، باختصار، من الضروري الجمع بين هذين النضالين ليس فقط بسبب التقارب الأيديولوجي ولكن أيضاً بسبب الضرورة السياسية، من يعتقد أن تركيا سوف تتحول إلى الديمقراطية دون النضال من أجل حل ديمقراطي للقضية الكردية في تركيا فهو مخطئ إلى حد كبير، وهذا ليس علماً بحقيقة الدولة التركية، إن النضال الذي يخوضه الشعب الكردي هو أيضاً النضال من أجل إرساء الديمقراطية في تركيا، إنه نضال من أجل إبقاء قوى الديمقراطية حية، ولو لم يقم الشعب الكردي بخوض النضال، وخاصة منذ الانقلاب العسكري في 12 أيلول 1980، لكانت قوى الديمقراطية قد تعرضت لمزيد من السحق وأصبحت غير فعالة، ورغم وجود القمع والقوة والفاشية في تركيا اليوم، فمن الواضح أن هناك أيضاً مقاومة قوية ضدها، والواقع أن خمسين عاماً من التاريخ السياسي التركي أثبتت بوضوح أن الكرد والقوى الديمقراطية لابد أن يخوضوا نضالاً مشتركاً، إذا كانت القوى الديمقراطية في تركيا والكرد لا يرون هذه الحقيقة، فهذا يعني أنهم لم يفهموا حقيقة تركيا، لقد رأينا مدى فعالية ونتائج اجتماع مقاومة الشعب الكردي في وان وجميع القوى الديمقراطية في تركيا، إن النضال المشترك ضد الاستيلاء على بدية جولميرك له أيضاً تأثير سياسي كبير، خاصة في الوقت الذي تتراجع فيه الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، من المهم جداً أن تجتمع الديمقراطية الراديكالية أو القوى الديمقراطية الثورية في تركيا معاً في نضال مشترك، وسوف تنتصر كل من القوى الديمقراطية التركية والشعب الكردي من هذا النضال، أولئك الذين يريدون النصر ينظمون وينفذون هذا النضال؛ أولئك الذين يريدون الهزيمة أو الذين لا يتحدثون إلا عن حقيقتهم في متاجرهم الصغيرة يبتعدون عن هذا النضال، أو يبتعدون عن هذا النضال المشترك قائلين إننا إذا خضنا نضالاً مشتركا مع الكرد فإننا سنجذب عداء الدولة، وينبغي أن يقال إنهم أيضاً أولئك الذين ليس لديهم مصلحة في النضال والنصر.
ومن المهم جداً أن تنظم جميع القوى الديمقراطية مسيرة مشتركة في كارتال بإسطنبول في 29 حزيران ضد الاستيلاء وجميع أنواع القمع والاستغلال، ومن الضروري تطوير مثل هذه الشراكات بشكل أكبر، وينبغي أن يكون الهدف المشترك هو إزالة الفاشية من السلطة، وعندما تطور القوى الديمقراطية الثورية نضالاً مشتركاً وتهزم فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فإن نفوذها السياسي في تركيا يزداد، وهو ما يؤدي إلى عملية من شأنها أن تؤدي إلى دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية.
ولا ينبغي النظر إلى تجمع كارتال على أنه مجرد مسيرة، بل كخطوة مهمة في تطوير منصة النضال المشترك، وفي هذا الصدد ينبغي أن تولى أهمية كبيرة، يجب أن يتدفق الشعب الكردي إلى كارتال من جميع أنحاء إسطنبول، من القريب والبعيد، كما أن المسيرة إلى جولميرك من جميع أنحاء كردستان وتركيا بعد مسيرة 29 حزيران مهمة أيضاً، فكلما كانت هذه المسيرة أقوى، كلما كانت نهاية الوكلاء أقرب.
لا بد من القضاء على السياسة اللاأخلاقية وغير القانونية
نتيجة للإصرار على سياسة الحرب التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية، تستمر مناقشات "التطبيع" في لحظات التدمير التي تشهدها تركيا، ويُقال إنه في الأيام الأخيرة، حصلت بعض المشاكل بين التحالف الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كيف تقيّمون هذه المناقشات؟
لقد جرت المرحلة التي أطلق عليها حزب الشعب الجمهوري اسم التطبيع، بينما وصفها حزب العدالة والتنمية بالمرونة، وفي الواقع، إن حالة من الاستقطاب لم يسبق لها مثيل في العالم قد نشأت في تركيا، فقد تحولت السياسة في تركيا إلى حرب أهلية، وقد حصل ذلك على يد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وكان التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يهدف إلى استكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد وإنشاء تركيا وفقاً لهما، وقد عرّف حزب الحركة القومية ذلك على أنه بمثابة أطروحة تركية إسلامية على مدى سنوات، كما أن حزب الحركة القومية كان قد شن الحرب خلال فترة السبعينيات على القوى الديمقراطية في تركيا، وخاصة الاشتراكيين والثوريين الكرد، بدعم من غلاديو الناتو والقوى الخارجية، وكثفوا من هجماتهم وتم تنفيذ انقلاب عسكري فاشي لاستكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد وقمع القوى اليسارية، وفي واقع الأمر، عبّر ألب أرسلان توركيش عن هذا الانقلاب قائلاً: "نحن في السجن، لكن فكرنا في السلطة".
وإن التحالف القائم بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هو على هذا النحو في تركيا منذ 9 سنوات، حيث تم إنشاء فاشية تمارس القمع على الشعب الكردي بشكل متزايد لسحق النضال التحرري، ولم يتركوا حتى أدنى حق ديمقراطي في هذا الشأن، وتم تصنيف جميع الأشخاص والأوساط التي تمارس النضال الديمقراطي على أنهم انفصاليين، ووصف تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أن كل من ليس منهم خونة وأعداء وشنّوا هجماتهم عليهم، وأصبح التمييز والاستقطاب سياسة يومية كوسيلة للحرب ضد قوى الديمقراطية، ولم يتم استهداف الكرد والقوى السياسية الكردية كل يوم فقط باعتبارهم خونة وانفصاليين؛ بل تم اعتبار كل من لا يعادي الكرد انفصالياً، مما خلق استقطاباً حاداً، ولقد شعر الشعب الكردي بهذا الأمر أكثر من غيره، وفي هذا السياق، كنا قد ذكرنا الممارسات والسياسات الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أكثر من غيرنا، وفي الواقع، لم تترك هذه السلطة أي تعذيب أو قمع أو شر إلا وارتكبتها بحق الشعب الكردي والقوى الديمقراطية، ولقد كشفوا بالأساس عن وجههم الحقيقي بقولهم مرات عديدة: "هذه أيامكم الجميلة، سوف ترون الكثير من الأشياء"، وقد اتهمت السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية حزب الشعب الجمهوري بالخيانة لترسيخ دكتاتوريتها الفاشية بشكل كامل، كما رأت أن حزب الشعب الجمهوري يمثل قضية وجود ولا وجود، ولم يسبق بروز أمثلة لسياسة من هذا القبيل في جميع أنحاء العالم، وظهرت سلطة حاكمة معادية للإنسانية والديمقراطية، وواصلوا شن هجماتهم دون أن يولوا أي اعتبار لأي قيم أخلاقية ووجدانية واجتماعية وقانونية التي تتخذ من الإنسانية كأساس.
ولا شك أن هذه الذهنية السياسية اللاأخلاقية والمجردة من الضمير وغير القانونية والتي لا ترتكز على أية قيم قانونية يجب التخلص منها والقضاء عليها، فكل إنسان يريد حياة سياسية ديمقراطية طبيعية بدون هذه، وكل إنسان يريد أن ينهي هذه السياسات الفاسدة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في تركيا، وفي واقع الأمر، يناضل كل من الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا منذ سنوات عديدة لإنهاء الممارسات اللاإنسانية، كما أن السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية قد مُنيت بالهزيمة في مواجهة هذا النضال، ولقد جعلت الشعوب من حزب الشعب الجمهوري الحزب الأول لمناهضة ومعارضة سياسات السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
وبطبيعة الحال، ينبغي إضفاء الطابع الديمقراطي على السياسة والحياة وتطبيعها، ولكن مع ذلك، فإن مسالة أسلوب القيام بذلك هو أمر في غاية الأهمية، ولا بد من الإجابة على هذا السؤال الحاسم بشكل صحيح، وقد قال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي: "لا يمكن لأحد أن يروضنا، ولا يمكن لأحد أن يقصينا عن سياساتنا"، وذكر مراراً وتكراراً لعشرات المرات أنهم سيصرون على المضي في انتهاج سياساتهم القديمة، وبالأساس ونظراً لهذه السياسات التي ينتهجها، فقد شكّل تحالفاً مع حزب العدالة والتنمية وقدم الدعم له لسنوات عديدة، وقال إنه سيدعم سياسات حزب العدالة والتنمية، حتى لو لم يكن هناك تحالف مع حزب العدالة والتنمية، وبدوره، كرر طيب أردوغان خطابات حزب الحركة القومية بأسلوبه الخاص، وقال لن نتنازل عن خطوطنا الحمراء، وما يقصده بالخط الأحمر هو ممارسات وقرارات حزب الحركة القومية، ويعد الاستيلاء على البلديات أحد أهم السياسات الأساسية للسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فقد استولوا على بلدية جولميرك وأضفوا الشرعية على ذلك بديماغوجيا لقد قمنا بتطبيق القانون وليس تطبيق الدستور، وأنهم سيفعلون الشيء نفسه لاحقاً، كما استخدموا تصريحاً لم يُشاهد أو يُسمع له من قبل في العالم كله، مثل "ما هو دستوري لا يمكن أن يكون قانونياً"، وبهذه الطريقة، اعترفوا بأنه في الواقع جميع دساتير الدولة التركية ليست قانونية، فهل يمكن توقع التطبيع من ذهنية سياسية من هذا النوع؟
طيب أردوغان يسعى خلف تحالفات جديدة
إذا كان هناك أي شيء يحتاج إلى التطبيع، فهو السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، ومن أجل ذلك، عليهم أن يتخلوا ويكفوا في المقام الأول وقبل كل شيء عن خطاباتهم وممارساتهم المعارضة والاستخفافية والاتهامية والمعادية وما إلى ذلك، فهل هناك خطوة من هذا القبيل لدى حزب العدالة والتنمية أو حزب الحركة القومية؟ هل يمكن أن يكون هناك تطبيع لأنه لا يلجأ فقط الآن إلى استخدام الخطابات القديمة أوزغور أفندي بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري؟ أو أنه لن يُخرج القضاء من دائرة أن يكون أداة سياسية، وسيبقى آلاف السياسيين في السجون، وسيُعتقل العشرات منهم كل يوم، ولكن هل سيتحقق التطبيع لمجرد أنهم أطلقوا سراح عدد قليل من الأشخاص المعروفين من السجن؟ سيستمر العداء ضد الشعب الكردي والقوى الديمقراطية، لكن التطبيع سيحدث! ومن يقول إن مثل هذا التطبيع لا يمكن أن يحدث، لا يمكن تصويره على أنه مناهض للتطبيع، وأولئك الذين يقولون حالياً إن التطبيع لن يحدث بهذه الطريقة، هم الأشخاص الذين تعرضوا أكثر من غيرهم لقمع السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وهم الذين يناضلون من أجل إرساء الديمقراطية والتطبيع في تركيا.
ويتطرق عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية بالحديث عن كيفية إجراء المرونة بعد لقاء أردوغان وأوزال، وبالطبع، إن من يحتاجون إلى المرونة والخلاص من الشرور هم أنفسهم، فإذا كان هناك استقطاب، وإذا كان هناك استخفاف وتهميش، وإذا كان قد تعرض الجميع لأقسى الهجمات، فإن السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، أي نفسها، هي التي تفعل ذلك، ولكنهم يتوقعون المرونة من الآخرين، فإذا تخلت السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية عن كل الممارسات السيئة التي فعلتها، أي إذا تخلت عن السياسة التي كانت تتبعها منذ 9 سنوات، فحينها ستدخل مرحلة التطبيع والمرونة حيز التنفيذ، والآن، كل الممارسات السيئة التي يرتكبونها لاستمرار سلطتهم، تظهر الأطراف المعارضة المبررات لها.
وتعتقد السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية، أو على نحو أكثر دقة طيب أردوغان، أنه تضرر من تصور مفاده أنه أنشأ سلطة مشتركة مع حزب الحركة القومية، وإنه يخلق حالة من عدم الثقة تجاه السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية في الداخل والخارج على حد سواء، ولهذا السبب، فهو يريد أن يظهر أنه يفكر بشكل مختلف عن حزب الحركة القومية في بعض القضايا، ولهذا السبب، يسعى لإحداث بعض التغيير في صورته دون التخلي عن سياسات التسع سنوات التي كان ينفذها مع حزب الحركة القومية، ولهذا السبب أيضاً، اندفع وارتمى مباشرة إلى خطاب التطبيع الذي طرحه أوزغور أوزال، ولقد رأى في ذلك غطاءً مبرراً لتغيير الصورة الذي كان يأخذه بعين الاعتبار، فهو يريد كسب الوقت باستخدام لغة مرنة دون إجراء أي تغييرات على السياسات الأساسية، وبما أن حزب الحركة القومية يركز على الإبادة الجماعية بحق الكرد ولا يريد أدنى تغيير في هذه السياسات، فقد أعرب عن بعض الانزعاج بشأن هذه القضية، ولكن مع ذلك، إذا استمر دولت بهجلي في اتخاذ سياساته المناهضة للكرد والديمقراطية كأساس، فإنه سوف يطبق الخناق عليهم، وفي واقع الأمر، إذا قال كل من دولت بهجلي وأردوغان إن تحالف الشعب سيستمر، فإن هذا الأمر مهم جداً بالنسبة لنا، وهذا يدل على أن بعض الاختلافات في الشكل والأسلوب سيتم التسامح معها بشكل متبادل، وعلى الرغم من وجود توجهات مختلفة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية فيما يتعلق بنتائج الانتخابات والبيئة السياسية، إلا أنه يبدو أنهما سينفذان سياسات مشتركة تقوم على قبول هذه الاختلافات، باختصار، لا ينبغي لنا أن نتوقع منهم أن يتخلوا عن السياسات المشتركة بسبب الخلافات الحالية القائمة، لكن من الواضح أن هذه الخلافات ستزداد إذا استمر الصراع، في الواقع، يبحث طيب أردوغان عن تحالفات جديدة بحيث سيدعمها حزب الحركة القومية من الخارج، وإذا نجح في ذلك، فسوف يواصل سلطته بتحالفات جديدة ستحظى بدعم حزب الحركة القومية بطريقة مختلفة، ولكن مع ذلك، لا ينبغي لأحد أن يتوقع من حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان أن يتخلى عن سياساته المناهضة للكرد والديمقراطية.
التطبيع لا يعني أي شيء للشعب الكردي
ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في مواجهة مثل هذه المناقشات؟
لا ينبغي للشعب الكردي وقوى الديمقراطية أن يتوقعوا أن تصل تركيا إلى بيئة سياسية ديمقراطية مع سياسة التطبيع التي ينتهجها حزب الشعب الجمهوري، وهذه التوجهات بعيدة كل البعد عن هزيمة السياسات المعادية، وتصب في خدمة السياسات الفاشية المستمرة بالطرق والأساليب المختلفة، حيث أن النزعة الفاشية هي نتاج لذهنية السلطة الفاشية، ولا يمكن هزيمة هذه الذهنية والسياسات المبنية عليها إلا من خلال خوض النضال، وفي هذا الصدد، فإن السياسة التي يتبعها حزب الشعب الجمهوري هي سياسة ساذجة بعبارة أخرى، وإما أن ما يقولونه عن حكومة حزب العدالة والتنمية منذ سنوات هو خطأ؛ أو ما يقولونه اليوم، وكلاهما لا يمكن أن يكون صحيحاً، وإذا كانت التصريحات السابقة صحيحة، فما هو التطبيع الذي يمكن توقعه من هذه السلطة والديكتاتورية الفاشية؟ أو ما هو التطبيع الذي عبّر عنه حزب الشعب الجمهوري؟ هل هو إضفاء الطابع الديمقراطي على السياسة بشكل عام، أم أنه مجرد مرونة للخطاب تجاه حزب الشعب الجمهوري؟ إذا كان الثاني، فهذا يعني ترويض حزب الشعب الجمهوري، وهذا من شأنه أن يجعل حزب الشعب الجمهوري منحازاً إلى موقف لا يناضل فيه ضد فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ويتوافق على سياساتهما، فأولئك الذين صوّتوا لصالح حزب الشعب الجمهوري هم الذين عانوا الويلات من سياسات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فهم الذين جعلوا حزب الشعب الجمهوري الحزب الأول لكي يقف ضد هذا السلطة ويخوض النضال من خلال إرساء الديمقراطية، ومما لا شك فيه، أن هدف حزب الشعب الجمهوري الذي يرغب في مخاطبة قاعدة حزب العدالة والتنمية أيضاً هو أمر مفهوم، وليس من الخطأ أن يلجأ حزب الشعب الجمهوري إلى دعوة أطراف حزب العدالة والتنمية، ولكن، لا ينبغي أن يعني هذا أن تكون جزءاً من سياسات حزب العدالة والتنمية.
باختصار، يجب على الشعب الكردي والقوى الديمقراطية أن يروا أن مناقشات التطبيع هذه لا تعني شيئاً بالنسبة للتحول الديمقراطي، بل على العكس من ذلك، فهي تخلق وضعاً يؤدي إلى تطبيع السياسات غير الديمقراطية، وفي هذا الصدد، لا ينبغي لحزب الشعب الجمهوري أن ينصت لهذه السياسة، وأن يرى خطورتها، وأن يكثف النضال بشكل أكبر ضد سياسات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فقد تعززت الأرضية التي تمكن شعوب تركيا من خوض النضال ضد السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وينبغي عليها تطوير نضال الديمقراطية والحرية للحيلولة دون منح حزب الشعب الجمهوري الفرصة للقضاء على هذه الأرضية، ولا ينبغي النظر إلى أي جهود تبذلها السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية لتغيير صورتها على أنها تطبيع أو مرونة، حيث أن طيب أردوغان، الذي خسر الانتخابات، يشن الآن أيضاً الحرب الخاصة ضد شعوب تركيا التي تعبر عن موقفها وتناضل ضده، ولا يشكل أي من تصريحاته خطوة نحو الديمقراطية بالمعنى الحقيقي، ولقد كشفت سلطة وسياسية أردوغان الممتدة على مدى 23 عاماً عن هذه الحقيقة، فهذا الرجل لديه هم واحد فقط؛ آلا وهو البقاء في السلطة وإرضاء مؤيديه، وهو الآن يرى الطريق لتحقيق ذلك من خلال قيادة العداء تجاه الكرد، وينبغي على الشعب الكردي والقوى الديمقراطية تقييم البيئة السياسية التي نشأت بعد الانتخابات وتطوير التنظيم والنضال المشترك، فالقوى الديمقراطية لديها مسؤولية تاريخية من هذا النوع تجاههم، ويجب عليهم أن يندمجوا مع التنظيم والنضال، ومن خلال الإطاحة بهذه السلطة الفاشية، ينبغي تمهيد الطريق أمام إرساء الديمقراطية في تركيا وحل القضية الكردية.