"يمكننا كسر العزلة بنضال حازم ومنظم" - تم التحديث

أعلن الرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطي، كسكين بايندر، أن هجمات الإبادة التي تشنها الدولة التركية مرتبطة بالعزلة في إمرالي، وقال: "يمكننا كسر العزلة بنضال حازم ومنظم".

دخلت العزلة المطلقة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان شهرها الحادي والثلاثين، والعزلة المفروضة على القائد أوجلان، الذي لم ترد عنه أي معلومات منذ 31 شهراً ويتم منعه من اللقاء مع عائلته ومحاميه، أصبحت تُنفذ بشكل متزايد تدريجياً في جميع السجون وفي المجتمع.

وأدى انتشار نظام العزلة لـ إمرالي في المجتمع كله، إلى تطبيق العزلة الخفية على المجتمع، ومع سياسة العزلة التي أصبحت أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة بعد تواطؤ حكومة حزب العدالة والتنمية (APK) مع حزب الحركة القومية (MHP)، وصلت الضغوطات على الشعب الكردي إلى مستوى الإبادة الجماعية.

وفي حوار مع وكالة فرات للأنباء، قيّم الرئيس العام المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطي (DBP)، كسكين بايندر، العزلة المطلقة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وسياسات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي وسبل التحرر منها.

"الحرية الجسدية للقائد أوجلان هي ضمانة الحرية لشعوب العالم"

وقال كسكين بايندر إن القائد أوجلان تُفرض عليه عزلة مشددة في سجن جزيرة إمرالي التركية، حيث يتم فيها تجاهل كافة الأنظمة والقوانين، من خلال مؤامرة 9 تشرين الأول الدولية، وذكر أنه يتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي حتى يومنا هذا، وبسبب ذلك، يتزايد القلق حول وضع القائد أوجلان، وأكمل حديثه كالآتي: "حقيقة أن نظام العزلة في إمرالي قد انتشر اليوم في كافة السجون، وصل إلى مستوى لا يمكن إنكاره، بعد تسليم القائد عبد الله أوجلان إلى الدولة التركية نتيجة المؤامرة الدولية، دخل نظام العزلة حيز التنفيذ في إمرالي حيث يتم تجاهل كافة الأنظمة والقوانين، ونتيجة لتعميق نظام العزلة، كما هو معروف، كان آخر لقاء للقائد أوجلان بمحاميه وجهاً لوجه في صيف عام 2019 وفي آذار 2021 عبر الهاتف مع عائلته، ولا ينطبق هذا الموقف على أي سجين في أي مكان في العالم، إنه يُطبق في إمرالي فقط، وبلا شك، ظروف العزلة تبرز السؤال "ماذا يحدث في إمرالي؟"، لأنه في الوضع الحالي لا يمكن الحصول على معلومات من القائد أوجلان، وعندما نأخذ في الاعتبار التعذيب الجسدي والنفسي الذي تم تنفيذه حتى الآن، يزداد قلقنا بشأن وضع القائد أوجلان".

وأكد "بايندر" إن الحرية الجسدية للقائد أوجلان ليست ضمانة الحياة الحرة للشعب الكردي فقط، بل أيضاً لشعوب الشرق الأوسط والعالم، وذكر أن نظام العزلة الذي بدأ في إمرالي وانتشر إلى كافة السجون، وخاصة بحق السجناء المرضى، يعد بمثابة حكم بالإعدام، وتابع: "إن سلامة القائد أوجلان وحريته الجسدية هي ضمانة الحياة الحرة والديمقراطية لشعوب العالم، وخاصة لشعوب الشرق الأوسط، وبالطبع، فرض عزلةٍ على شخص وموقف تاريخي قدم هذا النوع من الفكر والحداثة الديمقراطية للشعوب، لا تقتصر عليه فقط، إذا وضعتم حجراً أمام مصدر المياه، بالتأكيد ستدمرون البستان، وهذا ما يحدث مع القائد أوجلان، إذا منعتم مصدر الديمقراطية، فستدمرون الحياة، وفي المرحلة الحالية، لم يعد الأمر يقتصر على إمرالي فحسب، لأن نظام العزلة في إمرالي يُطبق اليوم في كافة السجون، حتى في جميع مجالات الحياة، وخاصة في السجون، بدءاً من منع مقابلة المحامين والعائلة، وحتى الضغوط الجسدية والنفسية، يتم تطبيق كل أنواع التعذيب تقريباً على جميع السجناء الآخرين كما هو الحال في إمرالي، وقد وصلت الممارسات بحق السجناء المرضى الآن إلى مستوى الإعدام.

وفي الآونة الأخيرة، يعد تزايد التقارير عن الوفيات في السجون أحد نتائج هذه الحقيقة، ولا شك أن السبب الرئيسي لهذا الوضع الحالي يمكن تعريفه بأنه "محاولة كسر وإخضاع الإرادة"، وتريد السلطة السياسية التي تريد كسر إرادة الشعب الكردي وجعل الشعب الكردي يستسلم لنظام العزلة في إمرالي، كسر مقاومة السجون التي تعتبر نقطة التحول في نضال الحرية للشعب الكردي، وبهذه الطريقة يريدون إدخال نظام كسر وإخضاع الإرادة حيز التنفيذ من خلال مركز إمرالي.

"الحكومة تريد تصفية القائد أوجلان"

 وذكر "بايندر" أن سياسة الإبادة الجماعية تمارس بحق الشعب الكردي من كافة الجوانب، وقال إن وجهات النظر التي طرحها القائد أوجلان هي الرد على سياسات الإبادة هذه، ولهذا السبب تنتهج الدولة التركية سياسة تصفية القائد أوجلان، وتابع: "كما هو معروف، تعرض الشعب الكردي للإبادة على مستوى طبيعته وثقافته وهويته على مدى سنوات، وضمن إطار خطط الإبادة الجماعية المستمرة حتى يومنا هذا بسياسات الحرب الخاصة، حاولوا جعل الشعب الكردي بدون هوية وإخضاع إرادته، لكن كل هذه المحاولات كانت بلا نتائج وباءت بالفشل، لأن نضال الحرية الكردي، الذي تطور ونما مع وجهات نظر القائد أوجلان، أحبط محاولات الإبادة الجماعية في كل مرحلة من مراحل العملية، وحتى في ظل نظام العزلة في إمرالي، كانت وجهة نظر القائد أوجلان دائماً بمثابة رد فعل على حسابات الإبادة الجماعية، ولذلك أصبح القضاء على القائد أوجلان وعزله عن المجتمع أحد الأهداف الأساسية لقوى الإبادة، ولهذا، يشددون نظام العزلة أكثر فأكثر، وفي سياق "خطة الركوع" التي تهدف إلى إبادة الكرد، وصلت عزلة إمرالي إلى مستوى جديد، وعلى هذا الأساس بدأوا عملية العزلة بين إمرالي والمجتمع، وهذا يعني أيضاً؛ إمرالي هي مركز خطط الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، بالطبع، من المهم الإشارة إلى أنه مع نظام العزلة في إمرالي، لا يتم استهداف الشعب الكردي فقط، نحن أمام نظام يستهدف جميع الشعوب، لأن أساس نضال القائد أوجلان ليس حماية الشعب الكردي فحسب، بل أيضاً حماية الشعوب بأكملها ضد الإبادة الجماعية".

 

وقال كسكين بايندر إن أساس سياسات العزلة والإبادة المتزايدة بحق الشعب الكردي هو استهداف مكتسبات الكرد وأكمل: "كما أوضحنا، سياسات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي ونظام العزلة في إمرالي يرتبطان بشكل مباشر بـ بعضها البعض، لا شك أن سياسات الإبادة الجماعية ازدادت مع ازدياد العزلة في السنوات الأخيرة وذلك لاستهداف مكتسبات الشعب الكردي، أينما استمر النضال، وخاصة في شمال وشرق سوريا، حقق الشعب الكردي مكتسبات مهمة، إن القوة التي اكتسبوها من الدبلوماسية والإنجازات التنظيمية والنضال السياسي سمحت للشعب الكردي بأن يصبح لاعباً مهماً في السياسة الداخلية والخارجية، وبطبيعة الحال، دمر هذا الوضع حسابات السلطة السياسية الحالية، أي حكومة أردوغان-بهجلي، ولذلك تزايدت سياسات الإبادة الجماعية متعددة الأوجه من أجل تدمير إنجازات الشعب الكردي وترك الكرد بلا مكانة، إن تشديد نظام العزلة في إمرالي وانتشاره في المجتمع هو جزء مهم من هذه الحسابات.

"الديناميكيات السياسية لم تلعب دورها في كسر العزلة بشكل كاف"

وذكر "بايندر" أنه يجب تعزيز خط النضال من أجل كسر العزلة، وأن الديناميكية الأساسية لهذا النضال هي الشعب الكردي، وقال إن الديناميكيات الاجتماعية والسياسية لا تلعب دورها بشكل كاف في كسر العزلة، وأضاف: "أريد أن أشير إلى أن خوض نضال مهم لكسر العزلة هو أحد أسسنا، لدينا خطط لتقوية هذا النهج، مما لا شك فيه أن الديناميكية الأكثر أهمية لهذا النضال هي الشعب الكردي، ولكن السؤال "ما مدى كفاية هذا النضال؟" هو دائماً على جدول الأعمال، إذا استمرت العزلة اليوم وانتشرت، فهذا يعني أن هناك نقاطاً نحن مقصرون فيها، وهذا أيضاً يعني؛ لا تلعب الديناميكيات السياسية والاجتماعية دورها بما فيه الكفاية لكسر العزلة، ربما يمكنكم اعتبار هذا الأمر بمثابة نقد ذاتي لحزب الأقاليم الديمقراطي (DBP)، وفي واقع الأمر، فإن النتائج التي تدعم هذا القرار واضحة للأسف، على سبيل المثال؛ إذا كان النضال السياسي والاجتماعي ضد العزلة في مستوى كافٍ، لما تحدثنا اليوم عن انتشار العزلة في كافة السجون، لكن الوضع الحالي لا يسمح لنا بأن نكون يائسين وعاجزين، ما زلنا نناقش سبل النضال المؤثر ضد العزلة وسنقدم عملنا عما قريب".

"بعض القوى الكردستانية تتجاهل صدق القائد أوجلان"

وذكر "بايندر" أن بعض القوى الكردستانية تتجاهل النضال ضد العزلة، والعزلة المفروضة على القائد أوجلان ونضال القائد أوجلان من أجل القضية الكردية وقال: "كما أوضحت، هناك نضال شعبي قيّم بريادة الحركة السياسية الكردية ضد العزلة، وبقدر أهمية الوحدة الوطنية الكردية في حل المشكلة الكردية، فإن كسر نظام العزلة في إمرالي بنفس القدر من الأهمية، لأنه ومع بقاء نظام العزلة في إمرالي قائماً، تكون الخطوات المتخذة لحل المشكلة الكردية بمثابة خداع للذات، ومما لا شك فيه أن ما يبرز هذه الحقيقة هو إرادة القائد أوجلان وتصميمه على حل المشكلة الكردية، واليوم، لا توجد قوة سياسية أو جهة فاعلة تخوض نضالاً صادقاً وحازماً من أجل حل المشكلة الكردية بقدر القائد أوجلان، ولكن للأسف، الرأي العام الكردي، أو بعض القوى الكردية، تتجاهل هذه الحقيقة، وبلا شك، تأثير المصالح السياسية كبير للغاية في هذا الصدد، ولذلك فإن الرأي العام الكردستاني لا يستطيع القيام بواجبه على أكمل وجه في كسر العزلة، وبالطبع، هذا الوضع ليس مشكلة القوى الكردستانية وحدها، يمكننا أن ننتقد القوى الديمقراطية والمعارضة أيضاً، إن "خط الطريق الثالث" الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان لشعوب تركيا وكردستان هو الحل الأكثر أهمية لجميع المشاكل والأزمات الحالية، لأنه يمتلك تلك القوة التي تمكنه من ضمان الديمقراطية والحرية التي يحتاجها المجتمع، وبينما يولي القائد أوجلان أهمية كبيرة لمستقبل المجتمع ويحاول إيجاد حل، لا يتم خوض النضال اللازم لكسر العزلة المفروضة عليه".

وأوضح كسكين بايندر أن كسر العزلة ممكن بالنضال المشترك ولهذا فإن النضال المنظم والصارم مهم للغاية، وأنهى حديثه على النحو التالي: "الشيء الوحيد الضروري؛ المطالبة بالحل الحاسم والصادق للمشكلة الكردية، إذا كانت الديناميكيات الداخلية والخارجية تريد حقاً إنهاء الأزمة، فيتعين عليها أن تجعل كسر نظام العزلة في إمرالي جدول أعمالها الرئيسي، والنضال المنظم والمشترك شرط أساسي لتحقيق ذلك، وفي هذا الصدد، لا بد من فضح سياسات حكومة أردوغان-بهجلي، ومواقف المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT)، التي تعمق العزلة، وبهذا ينبغي على أوروبا وتركيا والرأي العام الكردستاني ووجهائها ومؤسساتها وكل من يؤمن بالحياة الديمقراطية أن يروا ويتقبلوا ويتبنوا دور القائد أوجلان، وكسر العزلة ممكن بنضال مشترك وعظيم".