تطبيق برنامج "أنا حريص بشأن محيطي، وأتمسك بقيمي" يتسبب بحدوث تمييز كبير

صرحت السكرتيرة القانونية لاتفاقية العمل الجماعية لنقابة التعليم، موتلو آيماز، أنه يجري فرض الإسلام السني حتى في المدارس الابتدائية وهو ما يتسبب في حدوث تمييز وفرق كبير.

تحدثت السكرتيرة القانونية لاتفاقية العمل الجماعية لنقابة التعليم (Egîtîm Sen)، موتلو آيماز، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول مشروع "أنا حريص بشأن محيطي، وأتمسك بقيمي" (ÇEDES)، والممارسات القائمة في إطار هذا البرنامج، وكذلك تأثير التمييز الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية في المدارس على أساس الإسلام السني، والضغوط الممارسة على الطلاب والمجتمع.      

وقالت موتلو آيماز بهذا الصدد: "تم إدراج التربية على القيم قبل سنوات في برنامج وزارة التربية الوطنية، حيث اشتمل في البداية حول مواضيع مضرة السرقة وضرر قول الأكاذيب والقمع والتنمر، إلا أن السلطة الحاكمة قامت مع مرور الوقت بتغيير البرنامج وفقاً لأهوائها، حيث تقوم في البداية بتحديد موضوع ما بحيث يكون على سبيل المثال حول التربية العامة، ومن ثم تقوم على تغير البرنامج المحدد بطريقة تصب في خدمة الإسلام السني والمجتمع الذي تريد السلطة خلقه، ففي هذا البلد هناك أناس لديهم ثقافات ومعتقدات مختلفة، إلا أن موضع القيم يتم تقييمه فقط في إطار الإسلام السني، في حين أن القيم هي أمر عالمي، وهذا الأمر يتسبب في حدوث تمييز كبير".     

وأفادت موتلو آيماز بأن التطبيق الأول لمشروع "أنا حريص بشأن محيطي، وأتمسك بقيمي" (ÇEDES) بدأ في العام الدراسي 2021-2022 في مدارس الإمام الخطيب والمدارس الإعدادية المحددة كنماذج تجريبية، وقالت بهذا الخصوص: "أصبحت شائعة فيما بعد، حيث هناك مساعي لإدخال برنامج (ÇEDES) في جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى نهاية العام الدراسي 2023-2024، ولن يتم تطبيق هذا الإجراء الذي تم إدراجه في المدارس المحددة للدولة في المدارس الخاصة، أي أنه سيكون على أبناء عامة الشعب، فعندما يقول أحد الأولياء الذي يدّرس طفله في مدرسة خاصة: "لا أريد أن يتلقى طفلي هذا التعليم"، فحينها، تتوقف تلك المدرسة عن ذلك البرنامج حتى لا تفقد مصدر دخلها، ولا يمكن للرأسمالية أن تقف في وجه هذا الاعتراض، والذين سيتعرضون لهذا البرنامج، سيكونون الأطفال الذين ليس لديهم القدرة على الدراسة في المدارس خاصة.

وبخصوص السؤال، إن مشروع "أنا حريص بشأن محيطي، وأتمسك بقيمي" (ÇEDES)، لا يتم تطبيقه عبر المعلمين أو التربويين، ولكن يجري تطبيقه عبر الأئمة وشيوخ دورات تعليم القرآن، فحيث أن جميع الكوادر الذين تم تعيينهم بصفة "مستشارين معنويين" هم موظفون في وزارة الشؤون الدينية-ديانات، كيف سيشكل وضع من هذا القبيل تأثيراً على الطلاب؟ أجابت موتلو آيماز على النحو التالي:  

إن مشاركة الأئمة في التعليم في المدارس هو أمر بعيد كل البعد عن العقل، والتحق موظفو الشؤون الدينية-ديانات، الذين ليس لديهم أي تأهيل تربوي، بالمدارس بنفس أسلوب المساجد، حيث تم منح الأئمة مكانة المعلم، في حين، إن العامل الرئيسي في التعليم هو كفاءتكم التربوية في تخصصكم، وفي الواقع، إن مهنة المعلم هي مهنة صعبة للغاية، فعلى الرغم من أنني أعمل منذ 26 عاماً في هذه المهنة، إلا أنني لا زلتُ أتساءل عما إذا كنتُ أقوم بعملي بشكل صحيح أم لا، حيث أن الأجيال والمفاهيم تتغير، فكل طالب هو عالم مختلف، وإن إسناد التعليم للأئمة الذين ليس لديهم أي كفاءة تربوية لا يصب إلا في خدمة هدف السلطة المتمثل بالوصول إلى جيل وفقاً لأهوائها".