واستهل البيان بالتشديد على حماية الثورة النسائية في سوريا في ظل التصعيد المستمر في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي قد يؤدي إلى حدوث عواقب كارثية جراء الهجمات العسكرية التي تشنها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على المنطقة، وأكد البيان أن هذه الهجمات، التي تستهدف المدنيين وتؤدي إلى نزوح قسري، تهدد استقرار المنطقة وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما شدد البيان على أن النساء في المنطقة يتعرضن لانتهاكات جسيمة تشمل القتل والخطف، محذراً من أن هذا التصعيد يهدد حقوق المكونات والأقليات ويُفاقم من المعاناة الإنسانية في ظل صمت دولي وإقليمي.
وجاء في نص البيان ما يلي:
"مع سقوط النظام البعثي القمعي في سوريا، تأمَّلَ السوريون بمختلف انتماءاتهم وهوياتهم وأثنياتهم العيش بأمان واستقرار وحرية، وظن الجميع أن عصر التقسيم والانقسام قد ولّى. لكن الأحداث الجارية مؤخرا في بعض المدن السورية، والهجمات اللاحقة جواً وبراً على مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، أنذرت بحلول واقع مأساوي كارثي. فالفصائل المسلحة، بدءاً من هيئة تحرير الشام، وصولاً إلى مختلف الفصائل المدعومة من تركيا، عاودت نفس سيناريو 2018 وما قبله وبعده، من قتل وتنكيل وعنف مضاعف استهدف منطقة شرق الفرات، وعادت مجددا إلى الواجهة ظاهرة النزوح والتهجير القسري هربا من الموت المحتوم، أمام صمت دولي مخجل وموقف إقليمي أخرس اختار السكوت ولم يندد حتى بهذه الجرائم التي كانت النساء أول ضحاياها.
لقد شهدت تلك المناطق عودةً لتحرك فصائل الجيش الوطني السوري والجيش الحر وفلول تنظيم داعش، والمدعومة جميعها من تركيا، ما وضع الأهالي أمام مواجهة جديدة لمشروع إخواني إجرامي ومخطط متطرف، يسعى للقضاء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبالتالي نسف حقوق المكونات والأقليات، واستهداف النساء هناك بترهيبهن وتخويفهن وقتلهن وخطفهن.
مع هذا المشروع الخطير، يكابد الأهالي هناك من أجل الحق في الحياة، والذي يضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويقاومون مأساة التدخلات الخارجية، وبخاصة تركيا التي تمول الفصائل والمليشيات لضرب هذه التجربة الفريدة التي أنصفت النساء وجعلتهن في مراكز أمامية، إضافة إلى دورهن منذ سنوات في تحرير تلك المنطقة وتحرير الإيزيديات وغيرهن من قبضة التنظيم الإجرامي داعش، مما حوّلهن ذلك إلى منبر ومصدر إلهام لجميع نساء المنطقة والعالم.
أمام كل هذه المخاطر التي تحيق بالثورة النسائية في عموم سوريا، وبالأخص في شمال شرق سوريا:
- يؤكد تحالف ندى أن تجربة الإدارة الذاتية، تعتبر خلاصاً من الاستبداد والظلم الذي طالما عاشه الكرد والمكونات الأخرى في سوريا، ويشير إلى مخاطر انتعاش داعش مجدداً لاحتلال المنطقة وفرض السيطرة عليها والتحكم في مصير المكونات التي كانت متعايشة سلمياً مع بعضها بعضاً؛
- يدعو تحالف ندى كل المنظمات والحركات والشخصيات النسائية إلى تعزيز التضامن النسوي دعما لنساء تلك المنطقة، وإلى حماية الثورة النسائية الوليدة هناك، ويجدد تذكيره بأن القضية واحدة ومشتركة؛
- ويدعو النساء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى فضح جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته، والضغط لإنهاء التدخل التركي السافر في سوريا، كشرط أساسي لضمان مستقبل آمن لكل المكونات وبخاصة للنساء؛
- يُذكّرُ تحالف ندى بأن هيئة تحرير الشام قد بدأت مؤخراً بفرض قوانين قمعية ضد النساء، منها تشكيل شرطة الأخلاق، والبدء بإقصاء النساء من القطاع العام، مع فرض نظام سلطوي ينذر بمصير مظلم للنساء، استناداً إلى تجربة إدلب؛ مما زرع الرعب في قلوب الشعوب والنساء ومختلف الأقليات والمكونات الدينية والإثنية؛
- يناشد تحالف ندى جميع المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية للوقوف إلى جانب أهالي سوريا في محنتهم، التي لو تضاعفت فستؤثر سلباً على المنطقة وإفريقيا عموماً.
وختم بيان التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي (تحالف ندى)، بالتنديد بالنظام البعثي الاستبدادي والتيارات السلفية والجهادية التي تسعى إلى تدمير حقوق الإنسان وتقويض مكتسبات الحرية، والتأكيد على دعمه لفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" كمبدأ أساسي يضمن العدالة والمساواة.