الذكرى السنوية الــ 8 لمقاومة خان صور

أصبح للشعب الإيزيدي الآن إرادة في جميع المجالات، من الدفاع إلى السياسة والخدمات والمرأة والشبيبة الثورية والثقافة والاقتصاد، ولا يزال شعب شنكال يقوم بإدارة نفسه بمقاومة جمعية خان صور التي تأسست قبل 8 سنوات.

لقد مرت 8 سنوات منذ الهجمات على بلدة خان صور في منطقة شنكال، وبعد الهجمات، تبين أنها جاءت نتيجة مخططات دولة الاحتلال التركي الفاشية، استمرت المحاولات والمخططات القذرة لدولة الاحتلال التركي الفاشية ضد إرادة الشعب الإيزيدي، لكن خان صور، بنظامها أصبحت مثالاً للمنطقة.

في يوم 2 آذار 2017 دخلت مجموعات مسلحة تطلق على نفسها اسم "بيشمركة روج" إلى بلدة سنون التابعة لمنطقة شنكال  من بلدة سحيلة التابعة لناحية ربيعة ومدينة دهوك، ومن هناك توجهت نحو خان صور التي تقع تحت سيطرة مقاتلي وحدات حماية شنكال و وحدات المرأة في شنكال.

وقد أبدى أهالي المنطقة استياءهم الشديد من هذا الأمر وطالبوا هذه المجموعة بالانسحاب، كما اتخذت قوات وحدات حماية شنكال وحدات المرأة في شنكال وقوات أسايش إيزيدخان التدابير والأجراءات اللازمة. 

ومن جهة أخرى، التقى قيادي وحدات مقاومة شنكال مع تلك المجموعات المسلحة وسعوا إلى معرفة هدفهم من هذا التوغل، وتبين خلال الاجتماع أنهم يريدون احتلال خان صور والسيطرة على حدود روج آفا، وقد أعلن قادة المجموعات المهاجمة هذا الهدف بشكل واضح وقالوا أنهم سوف يهاجمون المنطقة.

قاموا بالهجوم على الإيزيديين بالأسلحة التي تم إرسالها لمحاربة داعش واصلت قوات حماية شنكال جهودها لمنع حدوث أي توتر أو اضطراب، ولكن في صباح يوم 3 آذار، بدأت الجماعات المسلحة بمهاجمة المنطقة بالأسلحة الثقيلة، وشنت المجموعات المرتزقة هجوماً بـ 30 سيارة همر ومركبات المدرعة، بالإضافة إلى جميع أنواع الأسلحة الأخرى، وعلى إثر ذلك، رد مقاتلو وحدات وحدات حماية شنكال و وحدات المرأة في شنكال وقوات أسايش إيزدخان على الهجوم واندلع اشتباكات مسلحة بين الجانبين، ومن المثير للاهتمام أن الأسلحة التي استخدمتها الجماعات المسلحة في الهجوم أرسلتها الحكومة الألمانية إلى إدارة جنوب كردستان لاستخدامها ضد داعش.

تم استهداف مقاتلي قوات الدفاع الشعبي الذين تدخلوا للتوسط ومنع الهجمات

عند بدء الهجمات، وصل اثنان من مقاتلي قوات الدفاع الشعبي من منطقة شنكال إلى المنطقة وحاولوا التوسط ومنع الهجمات، لأنه عندما هاجمت الجماعات المسلحة، وقف اثنين من مقاتلي الكريلا، و بدون أن يستخدمان سلاحهما، أمام المركبات العسكرية وحاولا إيقافها بأجسادهما، لكن المرتزقة استهدفتهم أيضًا مما أدى إلى استشهاد المقاتلين في قوات الدفاع الشعبي وأثارت الصور التي تم التقاطها في تلك اللحظات من قبل الإعلام الحر، غضباً كبيراً في كافة أنحاء كردستان وخارجها.

وتم إعلان وقف إطلاق النار بناءً على طلب الجماعات المرتزقة بعد الاشتباكات التي استمرت قرابة 3 ساعات، واستشهد 4 من مقاتلي وحدات حماية شنكال وعضو من اسايش إيزدخان، ووريَّ جثامين 4 مقاتلين من وحدات حماية شنكال وعضو من أسايش إيزدخان ومقاتل من قوات الدفاع الشعبي في جبل شنكال يوم 5 آذار الثرى، وكما وريَّ جثمانا مقاتلين أخرين الثرى في مدينة قامشلو.

استهدفوا الصحفيين بشكل مباشر

وعندما بدأت الهجمات الوحشية التي شنتها مرتزقة داعش على شنكال في 3 آب 2014، كشف أعضاء الإعلام الحرعن وحشية المرتزقة وكشفوا أيضًا عن كافة الخطط القذرة التي كانت وراء هذه الهجمات، ولهذا السبب، عندما هاجمت مجموعات المرتزقة خان صور في 3 آذار، جعلت من الصحفيين هدفها الرئيسي، أصيبت الصحفية نوجيان إرهان في الهجوم الأول في 3 آذار، واستشهدت الصحفية نوجيان بعد 19 يومًا في 22 آذار في أحد مستشفيات مدينة الحسكة في روج آفا، و وريَّ  جثمان الشهيدة نوجيان الثرى في شنكال في 25 أذار.

اتجهت الأمهات نحو مواقع المرتزقة

بعد وقف إطلاق النار على طلب الجماعات المهاجمة، تجمعت الأمهات الإيزيديات في خان صور واتجهنَ نحو مواقع المهاجمين، تمكنت الأمهات من إخراج المهاجمين من موقعهم إلى مكان كان المهاجمون يحفرون فيه خندقًا، بركت الأمهات في الخنادق وطالبنَ هذه المجموعة بالانسحاب من  المنطقة، لكن المهاجمين وقفوا مرة أخرى في وجه الأمهات بأسلحتهم.

قام المرتزقة بسحب الأسلحة 
وبعد أن نشرت الصحافة الصور والمقاطع المصورة للأسلحة الألمانية المقدمة لمحاربة داعش، سحبت هذه الجماعات المهاجمة هذه الأسلحة، وفي السياق نفسه وصل وفد من ألمانيا إلى المنطقة بناءً على هذه الأدلة والمعلومات التي نشرتها الصحافة للتحقيق في صحة هذه الأخبار.

كما هاجموا الحشود الجماهيرية

واستقرت المجموعات المذكورة بين بلدتي سنون وخان صور بعد الهجوم، من جهة أخرى، طالب الشعب الكردي من كافة أنحاء كردستان وخارجها، وخاصة الإيزيديين بأن ينسحب المهاجمون المنطقة، في يوم 7 آذار، توجه الإيزيديون من مخيم نوروز في مدينة ديريك في روج آفا إلى شنكال للتنديد بالهجوم ودعم مقاومة خان صور، ولكن عندما وصل الحشود الجماهيرية إلى قرية نعيم التابعة لناحية ربيعة، أوقفهم مسلحو الحزب الديمقراطي الكردستاني على الحدود.

تم استهداف عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية

في يوم 14 آذار، توجه آلاف الأشخاص من غرب كردستان وشنكال إلى خان صور وبدأوا بالسير نحو مواقع المرتزقة، وتجمع آلاف الأشخاص في الشوارع أمام مبنى حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي في موكب مكون من 100 مركبة وبدأوا مسيرتهم إلى خان صور، ولكن عندما وصل الحشد الجماهيري إلى المواقع، هاجمته الجماعات المرتزقة بقنابل الغاز المسيل للدموع، أسفر الهجوم إلى استشهاد عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية نازي نايف قوال البالغة من العمر 20 عاماً،و كما أصيب 10 أشخاص أخرين .

تم تشييع جثمان عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية الى مثواها الاخير في مراسيم مهيبة ، ووريَّ جثمانها الطاهرة الثرى في مزار جبل شنكال، أطلق على المخيم الذي عاش فيه الشنكالييون ولجأوا  إليه أثناء الإبادة الجماعية لشنكال، والذي يقع في منطقة سردشت في جبل شنكال، اسم "مخيم الشهيدة نازي ".

لماذا خان صور؟

ومع تزايد الهجمات، زادت التقييمات والتصريحات حول أسباب الهجمات، وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت الكثير من البيانات التي تسلط الضوء على السبب.

تقع بلدة خان صور على الجانب الجنوبي الغربي من جبل شنكال وعلى حدود غرب كردستان، عندما هاجمت مرتزقة داعش منطقة شنكال ومحيطها، تم احتلال هذه البلدة أيضاً مع هجوم داعش، توجهت مقاتلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، تلبية لدعوة الشعب الإيزيدي ومؤسساته، إلى روج آفا حاملات صرخة الشعب ،تمكن المقاتلين والمقاتلات من كسر حصار داعش على خط خان صور للمرة الأولى، ووصلوا إلى جبل شنكال، وبفضل هذه الجهود والمحاولات تم فتح ممر بين روج آفا وشنكال وتحرير عشرات الآلاف من المواطنين.

خلال هجوم مرتزقة داعش، استجابت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وكذلك مقاتلو قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة -ستار، لدعوة الشعب الإيزيدي ،كما اكتسب الشعب الإيزيدي شجاعة كبيرة من هذا الأمر وشكل قوات دفاعية خاصة به، وهي وحدات مقاومة شنكال  ووحدات المرأة في شنكال ،و خلال المقاومة الكبرى، تم تطهير خان صور والمناطق المحيطة بها من هذه المرتزقة، و لاقى مقاتلو وحدات مقاومة شنكال  ووحدات المرأة في شنكال قبولاً شعبياً باعتبارهم قوات الدفاع الإقليمية، وكان عدد الأشخاص المنضمين إلى صفوفهم يتزايد بشكل يومي.

ومن جهة أخرى، عاد الشعب الإيزيدي إلى المنطقة وبنى مؤسساته الخاصة، وفي هذا السياق تم بناء كل من ؛ الكومين، البلدية، والمجلس، المجلس البناء، أسايش إيزيدخان، البلدية وغيرها، كما تم تأسيس الحزب الحرية والديمقراطي الإيزيدي وقبوله من قبل الحكومة المركزية في العراق بشكل شرعي، وبهذه الشكل حصل الشعب الإيزيدي لأول مرة على قوة الإرادة والإدارة الذاتية، كما برزت بلدة خان صور أيضًا كرمز لهذا النظام.

لقد جذبت خان صور الانتباه بمقاومتها، وفي غضون عام واحد، تحول وأصبح قدوة، عاد آلاف المواطنين الذين هجروا قسراً بسبب وحشية المرتزقة إلى منازلهم، وأصبح لون نظام الإدارة الذاتية أكثر وضوحاً، ومؤسساته أصبحت دائمة، وبعد مرور عام، أصبح الشعب الإيزيدي قوة في كل المجالات، من الدفاع إلى السياسة والخدمات والمرأة والشبيبة والثقافة والاقتصاد، ولا يزال شعب شنكال يقوم بإدارة نفسه اليوم من خلال مقاومة جمعية خان صور التي تأسست قبل 8 سنوات، وقد تحولت هذه المقاومة الآن إلى نظام الإدارة الذاتية.