منذ 12 عاماً.. يبذل جهداً لا مثيل له في توزيع صحيفة روناهي

يقوم محمد خير جولي منذ بداية إصدار صحيفة روناهي؛ بتوزيعها للشعب وذلك منذ 12 عاماً، يطرق كل الأبواب ويتجول من حي لحي لإيصال الصحيفة للشعب كخدمة للثورة.

صحيفة روناهي التي بدأت بالنشر في حلب في 16 تشرين الأول 2011، تصل إلى أيدي قرّاءها باللغتين الكردية والعربية، ولا سيما في أقسام السياسة والمرأة والمجتمع والحياة والبيئة والصحة وغيرها.. وتصدر صحيفة روناهي، التي يقرأها الجمهور باهتمام كبير، من الشهباء وتوزع إلى ديرك والمناطق المحررة (الرقة، الطبقة، دير الزور ومنبج)، ويبلغ مقدار النسخ التي يتم توزيعها 10200 نسخة، منها 3900 باللغة الكردية و6300 باللغة العربية.

هذه التطورات التي حدثت ما بعد الثورة في شمال وشرق سوريا، جاءت نتيجة تجارب انتقلت من الماضي إلى الحاضر، فقد كان العمل الصحفي هو الركيزة الأساسية لحركة حرية كردستان، التي بدأت كعمل تحريضي ودعائي، ولهذا السبب أخذت حركة الحرية بالعمل على المستوى المركزي وعينت أبرز كوادرها في هذا المجال، وهكذا، ظهرت تقاليد وذاكرة الصحافة الحرة، بدءاً من مظلوم دوغان و إلى غربتلي أرسوز، ومن علي شير إلى سيد افران، وفي بيئة قُتل فيها الصحفيون في منتصف الشارع، وقُصفت مكاتب الصحف، ومُنعت الطباعة والنشر، ذهب موزعو الصحف من بيت إلى بيت وقاموا بواجباتهم ومسؤولياتهم بالعمل الجاد والتضحيات، من خليل أدانر، الذي كان أول موزع يُقتل في أوائل التسعينيات، عندما تم بناء تقليد الصحافة الحرة، وإلى قدري باكدو، الذي كان آخر موزع صحيفة يُقتل، بمجمل 17 موزعاً تم قتلهم وحفروا اسمهم في صفحات التاريخ، واليوم، مثل محمد خير جولي، يسير العشرات من الموزعين على خطى "الجنرالات الصغار" للعم موسى.

كرّس نفسه بكل حزم للثورة

الناشر لصحيفة روناهي، أول صحيفة للثورة، هو محمد خير جولي (27 عاماً) من مدينة الحسكة، وصل محمد إلى صحيفة روناهي عبر الكومينات التي أنشأتها ثورة روج آفا، فمنذ أن كان عمره 15 عاماً، كان محمد ينشر الصحف لشعبه وللثورة، محمد، الذي بدأ بتوزيع الصحيفة في مدينة الحسكة، تعرض منزله للتدمير في حرب 2015 بين وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب ومرتزقة داعش، وذلك نتيجة لتفجيرات مرتزقة داعش، وانتقل محمد خير وعائلته، الذين اضطروا للهجرة الداخلية بسبب الحرب، إلى قامشلو، ولأنه تعرض لمشكلة صحية عندما كان طفلاً؛ فقدت الأوعية الدموية في دماغه وظيفتها، لذا فإنه يواصل حياته عن طريق أحد الأجهزة الصحية، لكن على الرغم من أنه يعاني من مشكلة صحية، إلا أن ذلك لم يمنعه من خدمة الثورة ومواصلة نشر الجريدة.

لقد كان فخوراً بتوزيع صحيفة الشعب

وذكر محمد خير إنه فخور بكونه موزع للصحيفة، وقال: "منذ أول يوم رأيت فيه صحيفة تخاطب شعبنا، سعدت بها كثيراً، لقد خدمت الثورة، وتبنت شعبها ولغته".

وأشار محمد إلى أن ثقافة قراءة الصحف لم تكن موجودة في روج آفا قبل الثورة، وتابع: "الصحف الموجودة كانت تخدم حكومة البعث، ولم تكن تخاطب الشعب، كما أنها لم تكن في مستوى تنوير الناس وإرشادهم، إلا أن ثقافة قراءة الصحف بدأت وانتشرت مع الثورة ".

لقد كانت فرصة للتواصل مع الناس

وأفاد محمد أن ردود أفعال الناس كانت إيجابية منذ السنوات الأولى للنشر، وقال: "كان الناس سعداء بإصدار صحيفة تخاطبهم، باعتبارنا موزعين للصحف، كنا نقيس ردود فعل الجمهور، لقد قالوا أن ذلك ضروري للتنمية السياسية والاجتماعية والثقافية.

محمد الذي قال: "مشاركتي كانت خدمة للثورة" أنهى حديثه كالآتي: "أعمل كصحفي بين الناس، أتنقل من شارع إلى شارع، من حي إلى حي ومن منزل إلى منزل، من الجيد أن تكون على اتصال مباشر بالناس وأن تتعرف عليهم عن قرب.. جريدة روناهي كانت إحدى الخطوات الأولى لحماية لغتنا وثقافتنا وتراثنا".