مكونات قامشلو تتعهد من خلال مراسم تشيع مهيبة للشهداء بحماية مشروعهم ومؤسساتهم

عاهدت مكونات مقاطعة قامشلو من الكرد والعرب والسريان والأرمن بحمل راية الشهداء وحماية مشروعهم الديمقراطي ومؤسساتهم، وأكدوا أن الطريق الوحيد لشعوب المنطقة هو المقاومة.

توافد صباح اليوم الأربعاء، الآلاف من مكونات مقاطعة قامشلو (مدينة قامشلو، ونواحي تل حميس، تربه سبيه وعامودا) وأريافهم إلى مدينة قامشلو للمشاركة في المراسم المركزية التي نظمها مجلس عوائل الشهداء في إقليم الجزيرة لـ 7 شهداء من أبناء مدينة قامشلو وناحيتي تل حميس وتربه سبيه؛ في مزار شهيد دليل ساروخان.

والشهداء هم الـ 6 من أعضاء قوات مكافحة المخدرات الذين استشهدوا جراء قصف تركي على أكاديمية مكافحة المخدرات في ريف ديرك في 8 تشرين الأول، (صالح الدندوش، وبسام الحسين، وآلان ناظم، ومحمود الورو، وفياض الهدمول، ومحمد شمدين). إلى جانب تشييع عضو لوحدات حماية الشعب ريدور قامشلو، الاسم الحقيقي أحمد العلي، الذي استشهد في دير الزور في 9 تشرين الأول الجاري.

وشارك في المراسم المهيبة مكونات مقاطعة قامشلو من كرد وعرب وسريان وأرمن، وأعضاء المؤسسات والاتحادات الإدارية والنسائية والشبيبة، ورجال دين، وشيوخ ووجهاء العشائر الكردية والعربية، وحقوقيون وكتاب ومثقفون وفنانون، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة والأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا.

وزيّن نعش الشهداء الـ7، بأكاليل الورود وعلم قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية الشعب، وحمل رفاق درب الشهداء نعوشهم على الأكتاف من أمام مركز حزب الاتحاد الديمقراطي في حي العنترية تجاه مزار الشهيد دليل ساروخان.

واستقبلهم الآلاف من أهالي مقاطعة قامشلو في ساحة مزار الشهيد دليل ساروخان، وسط رفعهم لصور الشهداء الـ 7 وتعليق الآخرين صورهم على صدورهم، وترديد الهتافات التي تحيي مقاومة الشهداء وقوى الأمن الداخلي.

على شعوب كردستان الانتفاضة لمساندة ثورة روج آفا

ولدى وصول موكب الشهداء إلى ساحة مزار الشهيد دليل ساروخان صدحت أصوات الأهالي ترديداً بشعار "الشهداء خالدون"، و "المقاومة حياة"، ولدى وضع نعوش الشهداء على منصة المراسم، توقف الحضور دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلتها كلمة عضوة مجلس عوائل الشهداء في إقليم الجزيرة، هيفي السيد وأشادت بنضال الشهداء في صون أمن وأمان شمال وشرق سوريا وقالت: "هؤلاء الأبطال ضحوا بأنفسهم من أجل حماية قيم شعبنا؛ وجميع الهجمات التي تستهدف البنية التحتية والمؤسسات والمدنيين وقواتنا الأمنية منافية للأعراف الدولية، تهدف إلى إبادة الكرد والقضاء على نظام حمايتنا الذاتية".

هيفي السيد أكدت أن جميع هجمات دولة الاحتلال التركي لن تقضي على مقاومتهم بل تقوي من إرادتهم ووجود الآلاف حول الشهداء اليوم يؤكد عدم تخلي شعب المنطقة عن النضال لأجل العيش بكرامة ورد قوي للهجمات التركية.

وأوضحت هيفي السيد أن جميع القوى والدول التي تلتزم الصمت حيال الهجمات التركية هي شريكة للجرائم المرتكبة بحق شعوب المنطقة.

الطريق الوحيد لشعوب المنطقة هي المقاومة

الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) آسيا عبد الله أشارت في كلمة لها: "تشن دولة الاحتلال التركي هجمات وحشية ضد المنطقة بشكل مباشر، إما عن طريق طائراتها وقواتها أو عن طريق بعض مجموعات المرتزقة كداعش وجبهة النصرة وغيرهم الذين ارتكبوا مجازر بحق شعبنا بدعم تركي".

وأكدت آسيا عبد الله أن تركيا تسعى إلى الاستفادة من الأزمات التي يشهدها العالم والشرق الأوسط وسوريا خاصة، وفي الذكرى السنوية الـ ٢٥ لبدء المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان وهجوم الاحتلال على سري كانيه وكري سبي صعدت من وتيرة هجماتها الغادرة مرة أخرى ضد المنطقة، بهدف القضاء على نظام الإدارة الذاتية والحياة المشتركة للشعوب وثورة المرأة.

وعن أهداف استهداف أكاديمية قوات مكافحة المخدرات، أوضحت آسيا عبد الله: "هؤلاء الشهداء كانوا يخضعون للتدريب من أجل مكافحة المواد المخدرة التي يتم بيعها بيد القوى الديكتاتورية، ونشرها بين شعبنا وشباننا وتسميمهم بها؛ شهداؤنا الحاضرون أمامنا كانوا يناضلون من أجل حماية شعبنا وشباننا من هذه الآفة".

آسيا عبد الله أكدت أن الطريق الوحيد لشعوب المنطقة هو المقاومة والنضال من أجل الحرية والحماية الذاتية والتنظيم الذاتي، وعلى أساسه سيواصلون النضال ضد جميع الهجمات.

"سنواصل حماية مشروعنا مؤسساتنا "

آسيا عبد الله أوضحت أن الواجب تجاه هذه الأرض والشهداء ازداد أكثر في هذه المرحلة، وبقوتهم وإدارتهم الذاتية وقوة المرأة والشبيبة سيقضون على الاحتلال وجميع أشكاله، وسيرفعون علم الحرية وتعيش جميع المكونات على أرض حرة يسودها الأمن والسلام، وقالت: "شعب هذه المنطقة وصل إلى هذه المرحلة بقوته وإرادته الذاتية، ومن الآن وصاعداً سيبقون في الساحات، ولن يتمكن أي هجوم من إضعاف إرادته، وسنواصل حماية مشروعنا مؤسساتنا".

وتعهدت آسيا عبد الله على مواصلة المقاومة الديمقراطية والحرة لتعزيز الحماية الذاتية، وقالت: "معاً سنحقق هذا العهد، ونحول قوة شعبنا إلى قوة تنظيم ونضال، لذا ندعو جميع القوى الكردستانية والسورية والديمقراطية للقيام بواجبهم وألا يلتزموا الصمت تجاه هذه الهجمات".

سنحمل راية الشهداء عالياً

بدوره أكد القيادي في قوى الأمن الداخلي بشمال وشرق سوريا محمد عمر أن جميع هؤلاء الشهداء عاهدوا معاً لأن يكونوا سداً منيعاً أمام تجارة المخدرات وانتشار هذه الآفة بين شعوب المنطقة، وقال: "هؤلاء الشهداء لم يهددوا الأمن القومي لتركيا كما تدعي هي، كل ما هو هناك أنهم عاهدوا الوطن بأن لا يسمحوا بانتشار آفة المخدرات في مناطقهم".

وتعهد محمد عمر بحمل راية الشهداء عالياً، والنضال ضد آفة المخدرات حتى القضاء على تجارها ومروجيها بشكل كامل في المنطقة.

وفي الختام، قرئت وثائق الشهادة للشهداء الـ 7 وسلمت لذويهم، ثم ووري جثمان 5 شهداء (أحمد خالد العلي، وصالح الدندوش، وبسام الحسين، وآلان ناظم، ومحمد شمدين) الثرى في مزار الشهيد دليل ساروخان، فيما شيّع جثمان كل من الشهيدين فياض الهدمول إلى ناحية تل حميس، ومحمد الورو إلى ناحية تربه سبيه التابعتان لمقاطعة قامشلو ليوارا الثرى في مسقط رأسهما.