حركة المجتمع الديمقراطي تستذكر انتفاضة قامشلو 2004

استذكرت حركة المجتمع الديمقراطي انتفاضة 12 آذار 2004 ودعت شعبنا في شمال شرق سوريا بكل مكوناته إلى المزيد من التلاحم والتكاتف حول منجزات 12 آذار، وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية بين جميع القوى السياسية الكردية والديمقراطية في عموم سوريا".

أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) اليوم بياناً إلى الرأي العام، استذكرت فيه انتفاضة قامشلو 12 آذار، جاء في نصه:

"واحد وعشرون عاماً مرّت على ذلك اليوم الأليم الذي حاول فيه النظام السوري البائد والشوفينيون من أركانه، من خلال مؤامرة عنصرية وشوفينية، وأد إرادة شعبنا الكردي وتوجيه ضربة استباقية له، خشية من تصاعد الوعي القومي الكردي إثر التطورات التي حصلت في العراق وكردستان وسقوط نظام بغداد عام 2003. ومثله مثل كل الأنظمة الشوفينية والعنصرية التي تعتاش على الأزمات ودماء الشعوب، عمل على إشعال فتنة كردية عربية وإغراق روج آفا وشرق سوريا بدماء أبنائها من الكرد والعرب، خاصة بعد أن تحول رد الفعل عند شعبنا إلى انتفاضة عمّت عموم المناطق الكردية وسوريا، وهزّت عرش العنصريين والشوفينيين الذين استباحوا دماء شعبنا، وسقط على إثرها أكثر من 38 شهيداً وآلاف المعتقلين.

غير أن وعي بعض العشائر العربية والكردية ومقاومة شعبنا أفشلت المخطط العنصري الذي أسهمت فيه إلى جانب النظام السوري، بعض القوى العنصرية والدولة الفاشية التركية، خاصة بعد اتفاقية أضنة عام 1998 سيئة الصيت ضد حركة حرية كردستان والشعب الكردي.

كان الثاني عشر من آذار عام 2004 نقطة تحوّل كبرى في أسلوب نضال شعبنا، وركيزة لما جاء بعدها من تطورات، وأهمها كسر الشعب السوري لحاجز الخوف وخروجه عام 2011 ضد النظام البائد، مستلهماً الجرأة من انتفاضة قامشلو (روج آفا).

إلى جانب ذلك، تحولت هذه الانتفاضة إلى أرضية لانطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012، التي حوّلت تنوع الثقافات والمكونات في شمال شرق سوريا من ثقافات ومكونات عمل النظام طويلاً على جعلها متصارعة ومتعادية ونواة لاستمرار هيمنته وذهنيته العنصرية، إلى التلاحم والتكاتف ونشر ثقافة أخوة الشعوب والتسامح والعدالة الاجتماعية، التي تحولت إلى نواة لبناء الإدارة الذاتية الديمقراطية وبناء المجتمع الديمقراطي الحر، والصمود في وجه كل السياسات والهجمات والمؤامرات ضد شعب شمال وشرق سوريا.

والجدير بالذكر أن حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) كان لها الدور الريادي في تمثيل انتفاضة الثاني عشر من آذار وتحويل تضحياتها ودروسها إلى أسس متينة لبناء المجتمع الديمقراطي الحر، من خلال نشر مبدأ أخوة الشعوب وتحقيق التلاحم المجتمعي وحرية المرأة، محافظة بذلك على السلم الأهلي وتكاتف كل المكونات، عرباً وكرداً وسرياناً وآشوريين، واضعة بذلك أسس بناء الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. وكما كان للمرأة الدور الأبرز في انتفاضة الثاني عشر من آذار، فقد كان لها الدور الطليعي فيما تحقق من منجزات في شمال شرق سوريا، كاستمرار لذلك الميراث في عام 2004، ولكن من خلال التنظيم والوعي والإرادة الحرة المستلهمة من فكر القائد عبد الله أوجلان.

نحن في حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM)، وفي الوقت الذي نستذكر فيه تلك الانتفاضة المجيدة في ذكراها الواحدة والعشرين، وننحني إجلالاً أمام شهدائها وتضحيات شعبنا، فإننا وبروح تلك الانتفاضة ندعو شعبنا في شمال شرق سوريا بكل مكوناته إلى المزيد من التلاحم والتكاتف حول منجزات الثاني عشر من آذار، ومنها الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية بين جميع القوى السياسية الكردية والديمقراطية في عموم سوريا، حفاظاً على مكتسبات الشهداء، ولأجل بناء وطن ديمقراطي تعددي لا مركزي حر لكل أبنائها وفئاتها، وخاصة المرأة، عماد بناء المجتمع الديمقراطي الحر.

العار للقوى العنصرية والشوفينية التي هيأت ونفذت المؤامرة، والذين لا يزالون يسعون للقضاء على مكتسبات شعبنا التي جاءت نتيجة تضحيات شهداء الثاني عشر من آذار وثورة التاسع عشر من تموز المجيدة".