تنديداً بالمؤامرة الدولية التي طالت القائد عبد الله أجلان، والتي بدأت خيوطها في 9 تشرين الأول 1998، لحين اعتقاله في سجن إمرالي في 15 شباط 1999، والتي ما زالت مستمرة بأوجه مختلفة، أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) بياناً، نددت فيه بالمؤامرة ودعت للعمل على إفشالها.
جاء في مستهل بيان الحركة: "ندين وبأشد العبارات الخطط السياسية للمؤامرة الدولية في عامها السادس والعشرين ضد إرادة القائد عبد الله أوجلان، الذي يمثل تطلعات وآمال الشعوب والمجتمعات المضطهدة في المنطقة والعالم".
وتابع البيان في التطرق إلى خيوط المؤامرة، وكيف أثّر القائد عبد الله أوجلان على القوى الديمقراطية والشرائح المجتمعية بأفكاره، بالقول: "بدأت خيوط هذه المؤامرة في العديد من عواصم ومدن الدول التي شاركت ولعبت الأدوار الأكثر قذارة فيها، وإصرارهم على إخراج القائد آبو من المنطقة نتيجة التطور المبهر والمؤثر الذي أحدثه، وانتشار فكره وفلسفته بين كافة القوى الديمقراطية والشرائح المجتمعية، حول البحث عن حلول للقضايا المتعلقة بالمنطقة".
وأضافت الحركة "قبل ستة وعشرين عاماً كانت المنطقة تتجه نحو الحلول السلمية لبناء الديمقراطية، وما مبادرات وقف إطلاق النار المتكررة من قبل القائد عبد الله أوجلان إلا خير دليل على بناء العملية السلمية والنابعة من نية سياسية أخلاقية، بهدف إنهاء الصراع في تركيا وتحويلها من دولة الاستبداد إلى دولة نموذجية ديمقراطية في المنطقة".
وتابعت: "لكن مع الأسف، تحولت تركيا إلى أداة في لعبة سياسية قذرة، ودخلت في فخ المؤامرة الدولية التي حطمت كل القيم الأخلاقية والديمقراطية وتجاوزت جميع القوانين الدولية وانتهكت الأعراف والتقاليد الإنسانية، بهدف القضاء على الشعب الكردي وإغلاق كل الطرق المؤدية إلى الحل الديمقراطي والسلمي، وتسببها في زيادة معاناة ومآسي هذا الشعب".
ونوهت الحركة إلى المقاومة التي يبديها القائد أوجلان في إمرالي والعزلة المفروضة عليه ضمن سياسة إبعاد وإقصاء وجهة نظره عن السياسات الاستراتيجية الهامة التي تشهدها المرحلة الراهنة في ظل سلوكيات النظام العالمي السلبية في محاولة ضرب إرادة الشعوب والقيم الأخلاقية المتلاحمة مع فلسفة القائد، وقالت في بيانها: "خمسة وعشرون عاماً من المقاومة والكفاح يبديها القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، السجن غير القانوني ومواصفاته غير القابلة للعيش، حيث تفرض فيه الدولة التركية الفاشية أشد العقوبات السياسية من العزلة والتجريد والتعذيب النفسي التي تنتهك كلها القوانين الحقوقية، ناهيك عن عدم سماحها لذويه والمحامين المدافعين قانونياً عنه اللقاء به، وعدم قبولها لزيارات المنظمات الصحية والحقوقية والدولية للقائد عبد الله أوجلان".
وبيّنت الحركة أن "هذه الممارسات السياسية الإجرامية منافية لكل المواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان، ونتيجة عجز وفشل هذه الحكومة الإرهابية والدول التي قادت المؤامرة، يشتركون اليوم في سياسة التجريد الممنهج المفروضة عليه، وذلك لهدف إبعاد وإقصاء وجهة نظر القائد آبو عن السياسات الاستراتيجية الهامة في المرحلة الراهنة، وعدم إشراك آرائه حول الأوضاع بشكل عام، لأنه يؤثر على سياساتهم ومخططاتهم القذرة.
حيث بات واضحاً أن خطورة السياسات والسلوكيات السلبية للنظام العالمي، بما فيه الدول المشاركة في المؤامرة الدولية ما زالت قائمة، إذ لا تزال مصرّة على إنكار الوجود الكردي التاريخي حقوقياً وثقافياً وإبادته وتحويله نحو التشتت والانقراض من خلال سياسة التهجير القسري وضرب الإرادة والقيم الأخلاقية والمجتمعية لديه".
وعلى جانب آخر، تطرقت الحركة في بيانها إلى الهجمات وجرائم الاحتلال التركي المتكررة بشكل يومي "ضد منشآتنا ومؤسساتنا وتدمير البنية التحتية للمنطقة والتي تعد جريمة من الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم دموية وسياسية بدأت بتشديد التجريد على إرادة القائد آبو، وإرادة الشعوب التي ضحت وقاومت الإرهاب والاحتلال وواجهت سياسات عدائية متعددة، حيث يأتي كل ذلك في سياق المؤامرة الدولية الخبيثة".
حركة المجتمع الديمقراطي في بيانها، وردّاً على المؤامرة، طالبت جميع القوى السياسة والوطنية ومنظمات المجتمع المدني وكافة المكونات والشرائح المجتمعية في شمال وشرق سوريا، بتصعيد النضال والمقاومة لحماية قيم القائد، وقالت: "لنجعل هذا العام عاماً لانهيار الفاشية الظلامية ونهاية التجريد الإجرامي وبداية انطلاقة جديدة للحرية الجسدية للقائد آبو".
واختتمت: "ننادي المنظمات الحقوقية وجميع الأحرار والديمقراطيين والحركات الثورية في العالم إلى تنظيم وقفات تضامنية ديمقراطية للمطالبة بالحرية الجسدية القائد آبو، والعمل على إنهاء مخططات هذه المؤامرة التي طالت القائد عبد الله أوجلان، صاحب التأثير الكبير ورمز الحرية والعدالة الاجتماعية عند كل الشعوب".