أعلنت قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية تشكيل غرفة عملية مشتركة، وأطلقت عملية "الأمن الدائم"، في مخيم الهول ومحيطها، عبر بيان قرئ في مخيم الهول من قبل روكن جمال مسؤولة الإعلام في وحدات حماية المرأة، وقهرمان مراد عضو في إدارة قوى الأمن الداخلي، بحضور ابجر داوود، عضو مجلس قيادة قوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة.
وجاء في البيان:
"على مدى أكثر من عام، زادت هجمات وتحركات خلايا داعش الإرهابية في مخيم الهول ومحيطه، ولا سيما في الريفين الجنوبي والشمالي لمدينة الهول، حيث قامت تلك الخلايا الإرهابية بالعديد من الهجمات الإرهابية ضد قاطني المخيم وقوى الأمن والتخطيط لهجمات أخرى تم إحباطها والقبض على عناصرها.
بمواجهة ذلك، نفذت قواتنا المزيد من العمليات الاستباقية المكثفة ومواصلة الضغط على الخلايا الإرهابية منعاً من إعادة نشاطها ولجم تحركاتها، وقد تحققت العديد من النتائج الإيجابية، ولا سيما من ناحية القضاء على العديد من الخلايا ومتزعميها، ومنعها من تحقيق أهدافها في ضرب الأمن والاستقرار والقيام بالعمليات الإرهابية ضد الأهالي والقوات العسكرية والأمنية.
ونظراً لما يمثله مخيم الهول والسجون التي تحوي عناصر تنظيم داعش من أهمية للتنظيم الإرهابي، فقد حاول خلال الفترة الماضية مراراً وتكراراً الوصول إلى المخيم وتحريك خلاياه، حيث كانت المناطق الصحراوية والنائية في ريفي الهول والشدادة مركزاً ومنطلقاً للعمليات الإرهابية والتخطيط للهجوم على المخيمات والسجون، تزامن ذلك مع تحركات للخلايا الإرهابية ضمن المخيم وحولها ومحاولة الفرار عدة مرات وإحداث الفوضى ضمن بعض قطاعات المخيم لتشتيت جهود قوى الأمن المسؤولة عن المخيم.
ومع انشغال العالم بالحروب المتعددة في الشرق الأوسط، يبقى احتمال عودة التنظيم واقعاً لا بد من مواجهته، وخاصة في المناطق النائية التي عادة ما يلجأ إليها للتخطيط للهجمات على السجون والمخيمات بهدف لمّ شمل عناصر داعش مع عائلاتهم ومن ثم إعادة النشاط مجدداً، حيث سجّل العام الجاري العديد من المحاولات للوصول إلى مخيم الهول، وكذلك السجون التي تأوي عناصر داعش في شمال وشرق سوريا من قبل عناصر التنظيم، الذي يعتبر تلك المواقع أهدافاً أساسية واستراتيجية لخلاياه، وحماساً لخطاباته وآلته الدعائية.
وبمواجهة ذلك، فإن قوّاتنا التي تعاملت بكل مهنية وإخلاص ضد مخططات الخلايا الإرهابية، وأكدت دوماً على جاهزيتها لملاحقة داعش وتجفيف منابع الإرهاب.
واستكمالاً لكفاحنا المستمر، فإننا نعلن اليوم وبدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي، انطلاق عملية "الأمن الدائم" لتفتيش مخيم الهول ومحيطه وملاحقة فلول داعش والمتعاونين معه في المخيم وتطهير المناطق الريفية من إجرامه وتأمينها أمنياً.
هذه العملية تأتي عقب معلومات واعترافات لعناصر داعش الذين ألقي القبض عليهم خلال الفترة السابقة، والتي تؤكد عودة نشاط الخلايا الإرهابية في المناطق الصحراوية وتخطيطها للهجمات، لقد شكّل الهجوم الغادر الذي تعرضت له دورية لقوى الأمن الداخلي على طريق الهول – الشدادة بتاريخ ٢٦ أيلول الماضي، وأدى إلى استشهاد ثلاثة من أفراد القوات، تذكيراً بأن إرهاب داعش لا يزال يشكل خطراً على المنطقة، ولا بد من القيام بعملية شاملة وواسعة النطاق لملاحقة الخلايا الإرهابية والقضاء عليها.
وعلى هذا الأساس، تؤكد قوّات عملية "الأمن الدائم" المتشكلة من "قوى الأمن الداخلي – وحدات حماية المرأة – قوات سوريا الديمقراطية"، عزمها وإصرارها على نجاح العملية وتعزيز المعركة ضد داعش، بما يضمن تجنيب المنطقة من محاولات ضرب الأمن والاستقرار".