اختتمت أعمال المؤتمر الدولي الثاني للأديان والمعتقدات، المنعقد في مدينة الحسكة، تحت عنوان "بأخوة الأديان نرتقي بالقيم الإنسانية"، برعاية ملتقى أديان ومعتقدات ميزوبوتاميا في شمال وشرق سوريا، على مدار يومين متواصلين، شارك فيها أكثر من 300 شخصية بين علماء دين، وممثلين عن الطوائف والمذاهب الدينية في شمال وشرق سوريا، والشرق الأوسط والعالم، بالخروج ببيان ختامي.
وقرئ البيان من قبل الرئيسة المشتركة للمؤتمر الإسلام الديمقراطي، دلال خليل.
وجاء فيه:
"تحت شعار (بأخوة الأديان نرتقي بالقيم الإنسانية) انعقد المؤتمر الدولي الثاني للأديان والمعتقدات برعاية ملتقى أديان ومعتقدات ميزوبوتاميا، في شمال وشرق سوريا استكمالا واستمراراً لما بُذل من جهود خلال عام ونيّف بتكاتف أعضاء هذا الملتقى من رجال ونساء لتحقيق ما تم الاتفاق عليه من مخرجات وتوصيات في المؤتمر الأول، حيث تم العمل على بعضها وحالت الظروف التي تمر بها المنطقة من التهديدات التركية وتحرك الخلايا النائمة لداعش والحصار السياسي والاقتصادي حالت دون العمل على بعضها الآخر.
وإيماناً من المجتمعين والمشاركين بالأخوة الإنسانية وإخلاصاً لقيمها السامية وتعبيراً منهم عن صدق نواياهم لبلوغ الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق، (الأخوة الإنسانية وعمارة الأرض على أساس من المحبة والعدل والسلام) وسعياً منهم لإحيائها بعد أن أرهقتها حروب التعصب الطائفي والمذهبي التي أذكتها السياسات المقيتة المتلاعبة بمصائر البشر ومقدراتهم، والمستغلة للأديان والمعتقدات في سبيل تحقيق مصالحها عبر التاريخ.
وشعوراً منهم بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، تجاه ما يحدث في العالم من صراعات أدت إلى إراقة الدماء وتدمير الأوطان والممتلكات ونهبها، ومنشأ هذا الصراع هو تحريف الأديان وحكمة الحكماء عن مسارها الصحيح، وتشخيص أسباب الصراع لإيجاد سبل الحل من خلال الوسائل المتعددة كتقديم النّصوص الدينية التي تدعو إلى الأخوة والعيش المشترك والمساواة في الحقوق والواجبات والبُعد عن التأويلات والتحريفات الداعية إلى العداوة والبغضاء، وتفعيل المشتركات ونبذ الخلافات، وتوجيه الإعلام والنخبة من المثقفين والمفكرين والمصلحين والفلاسفة لدعم هذا التوجه وإحياء قيم العدل والمحبة والسلام والمساواة والأخوة الإنسانية وأنها الملاذ والسبيل للخلاص وجعل دور العبادة منابر ومنابع لنشر المحبة والسلام ودعم المراكز والمؤسسات المعنية بهذا الشأن كي تتضافر الجهود في سبيل إرساء قواعد الإخوة الإنسانية والارتقاء بقيمها.
إن هذا البيان إذ يعتمد كل ما سبق في البيان الختامي في مؤتمره السابق نؤكد على ما يلي لدعم هذه القيم وتفعيلها:
ـ الإعلاء من شأن الأخلاق المجتمعية التي ترسخ للقيم الإنسانية
ـ توسيع دائرة العلاقات مع الشخصيات والجهات ذات الصلة لدعم هذا التوجه وجعله الأساس في جميع العلاقات بين مكونات المجتمع على اختلافهم.
ـ إصدار مجلة باسم الملتقى (ورقياً وإلكترونياً) باللغة الكردية والعربية والإنكليزية.
ـ يعقد الملتقى مؤتمره الدوري كل سنتين.
ـ إقامة ندوات ودورات تثقيفية لرجال وعلماء الأديان بهدف توحيد الخطاب الديني السلمي .
ـ إنشاء مكاتب للملتقى في الداخل والخارج حسب الحاجة والإمكانات وضرورة العمل.
ـ وبمناسبة مرور مئة عام على اتفاقية لوزان المشؤومة التي كانت من نتائجها تقسيم كردستان بين أربع دول ونتيجة لذلك تعرض الكرد إلى إبادات جماعية وثقافية ونفسية وحملات تهجير قسري وتغيير ديمغرافي.
- بهذه المناسبة نوجه ندائنا إلى كافة المؤسسات والمراكز الدينية المختلفة والمنظمات والهيئات العالمية للقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي لرفع حالة الإنكار الوجودي بحق الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين، كما نثمن ما يقوم به المؤتمر القومي الكردستاني من مجموعة منتديات في مدن عدة وفي مدينة لوزان في نفس اليوم الذي تم اتخاذ قرار التقسيم فيه، وأن أقل ما يمكن فعله من قِبل الدول الراعية لتلك الاتفاقية المشؤومة أولاً والمؤسسات والهيئات الدولية ومراكز القرار العالمي ثانياً هو الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بكل مكوناتها الدينية والعرقية والإثنية، للمحافظة على هذا النسيج المجتمعي واللوحة الفسيفسائية التي تمثَّلت اليوم بهذا المؤتمر الميمون، الذي ضم جميع الأديان والمعتقدات والطوائف في المنطقة.
ـ وندعو أيضاً من خلال هذا الحضور المبارك والمشاركين في هذا المؤتمر جميع المؤسسات الدينية والشخصيات حول العالم لرفع الصوت والدعوة إلى رفع حالة العزلة المفروضة على القائد والمفكر عبد الله أوجلان، كواجب أخلاقي وديني وإنساني، الداعي إلى أخوة الشعوب والأديان على بِساط الإنسانية، وصاحب فكر الأمة الديمقراطية، وما هذا المؤتمر إلا ثمرة من ثمرات فكره ودعوته، ووفاءً له ولملايين الأشخاص المؤمنين بفكره حول العالم.
- ونطالب بفرض حظر جوي على مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا لحماية الأهالي من جميع الأديان والمعتقدات من الإبادة.
نتمنى أن يكون هذا المؤتمر دافعاً لترسيخ مبادئ التسامح والإخاء بين جميع المؤمنين بالأديان والمؤمنين بالأخوة الإنسانية والعيش المشترك التي دعت إليها الأديان والمعتقدات فلنتعارف ولنتعاون ولنتعايش كأخوة متحابين، هذا ما نأمله ونسعى إلى تحقيقه للوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة بمحبة وسعادة".