بايك: نجاح الدعوة يعتمد على الخطوات التي ستتخذها تركيا

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك، أن نجاح دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها القائد آبو في 27 شباط، يعتمد على الخطوات التي ستتخذها تركيا، وقال إنه يجب تدمير نظام إمرالي.

تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني لوكالة فرات للأنباء حول التطورات التي أعقبت دعوة القائد آبو، موضحاً أن نجاح هذه الدعوة يعتمد على الخطوات التي ستتخذها الدولة التركية.


وذكر جميل بايك أنه من أجل عقد مؤتمر، يجب توافر شروط وظروف وقف إطلاق النار، وأن يدير القائد آبو المؤتمر بنفسه وقال: "لا أحد غير القائد آبو يستطيع أن يعقد المؤتمر واتخاذ القرارات فيه، فليعلم الجميع ذلك، لأن القائد آبو هو الذي أسس وطوّر هذه الحركة، القائد آبو هو الوحيد الذي يستطيع أن يجمع المؤتمر واتخاذ القرارات في المؤتمر وفتح الطريق أمام المؤتمر، عدا القائد آبو لا يستطيع أحد منا كإداريين في حزب العمال الكردستاني وكوادر الحزب القيام بذلك".

وأوضح جميل بايك أنه يجب توفير شروط وظروف حرية عمل القائد آبو وحريته الجسدية، وذكر أنه يجب على المجلس العام الوطني التركي إنشاء لجان وتعديل بعض قوانين الدستور وإلغاء نظام إمرالي، وأكّد بايك أنه إذا لم تتوفر للقائد آبو ظروف العمل بحرية فإن العملية المؤمّلة لن تتحقق، وقال إن هذه العملية هي في مصلحة الجميع ويجب استغلال هذه الفرصة التاريخية بشكل جيد.

على القوى الدولية الضغط على تركيا لاتخاذ خطوات

وأوضح بايك ان التطورات التي أعقبت الدعوة هي إيجابية على الساحة الدولية ولكن على القوى التي أدلت ببيانات حول هذه الدعوة أن تقوم بواجباتها ومسؤولياتها على أرض الواقع وقال: "إن حل القضية الكردية ودمقرطة تركيا والشرق الأوسط، لا يشمل القائد آبو وحركة الحرية والشعب الكردي فقط، بل تشمل الجميع، لأن الشرق الأوسط هو مركز الحرب العالمية الثالثة التي تجري رحاها اليوم، حيث يسيل الكثير من الدماء، القائد آبو يريد أن يوقف شلال الدم هذا، يريد أن يطوّر الديمقراطية، وهذا من مصلحة الجميع، ولذلك على الجميع أن يتخذ الخطوات العملية اللازمة، ومن أجل تحقيق دعوة القائد آبو، على الجميع القيام بمهامه ومسؤولياته، ويجب مطالبة الدولة التركية للقيام بالخطوات".

وفي كلمته، تطرق جميل بايك أيضاً إلى مخاوف بعض الدوائر وأصدقائهم بشأن هذه العملية، مشيراً إلى التضحيات الكبيرة التي قُدّمت والآلام العظمية التي عُيّشت والمكاسب العظيمة التي تحققت، وأن لا أحد يريد إضعاف هذه المكاسب، القائد آبو أراد حماية هذه المكاسب وتطويرها أكثر فأكثر، وقال: "الآن، قد لا يفهم البعض حقيقة القائد آبو بشكل كامل، وقد يكون لديهم مخاوف بشأن ذلك، وهذا أمر طبيعي، ولكنني أعتقد أن هذه المخاوف سوف يتم تخطيها مع مرور الوقت، لأن هذه المخاوف ظهرت مرات عديدة لدى الشعب قبل الآن، ولكنهم أدركوا فيما بعد أن هذه المخاوف كانت بلا سبب حقاً، لأن القائد آبو صعّد وطوّر النضال في كل مرة، ولهذا السبب فإن شعبنا وأصدقائنا لديهم ثقة كبيرة في القائد آبو، وباعتبار أن القائد آبو يقوم باتخاذ بعض الخطوات، فهذا يعني أنه يعرف شيئاً ما، يعتقدون ذلك، وحتى الآن لم ينخدعوا".

ودعا بايك الجميع إلى دعم دعوة القائد آبو وتبنيها والقيام بمسؤولياتهم، وأنه يجب تصعيد حملة الحرية العالمية إلى جانب كافة الأصدقاء ويجب إخراج القائد آبو من نظام إمرالي.

تقييمات جميل بايك هي كالتالي:

لقد أعلن القائد آبو عن مانيفستو قرن الواحد والعشرين، حقيقةً، يجب فهم جوهر هذا المانيفستو بشكل جيد، وهذا يشمل شعبنا وأصدقائنا على حد سواء، طبعاً نحن نحاول أن نفهم القائد آبو وأن نفهم هذه العملية ومسؤولياتها ووظيفتها وان نقوم بتنفيذها.

القائد آبو يريد أن يطوّر مفهوم اشتراكي الذي يمكن تنفيذه

القائد آبو من خلال هذا المانيفستو، وضع بعض القضايا الرئيسية وحلها أمام الجميع، بالتقييمات والدعوات المتعلقة بهذا المانيفستو، أخرج القضية الكردية من أرضية الحرب ويهدف إلى حلها بالطرق السياسية والديمقراطية، منذ اليوم الأول وإلى الآن، يحاول القائد آبو دوماً حل القضية الكردية، والان أيضاً أظهر للجميع كيفية حل القضية الكردية، وترجم هذا الشيء من خلال نموذج السلام والديمقراطية.

إلى جانب ذلك، تحركت الحداثة الرأسمالية ضد شعوب الشرق الأوسط، وبهذا التدخل تقلّبت الكثير من الأشياء في الشرق الأوسط رأساً على عقب، وهذا لا يزال مستمراً حتى الآن، القائد آبو حيال هذه التدخلات، طوّر نضال الشعوب، وأظهر الطرق والأساليب لشعوب الشرق الأوسط للخلاص وبناء شرق أوسط ديمقراطي، كما وضع منظور هذا الشيء أمام الشعوب.

وقد أظهر هذا المانيفستو أيضاً سبب انهيار الاشتراكية الحقيقية والمبادئ التي ينبغي أن يرتكز عليها المفهوم الاشتراكي وتطوير النضال محلها، في الواقع، انهارت الاشتراكية الحقيقية لأسباب داخلية، وقد تكون العوامل الخارجية قد أثرت على ذلك أيضاُ، ولكن الأسباب الرئيسية هي أسباب داخلية، مفاهيمها هي الدولة والسلطة والوطنية. وهي متعلقة أيضاً بمفهومها الحزبي، يهدف القائد آبو من خلال هذا المانيفستو القضاء على آثار الاشتراكية الحقيقية وتطوير فهم أكثر واقعية للاشتراكية، ومع انهيار الاشتراكية الحقيقية في الاتحاد السوفييتي، انهارت أيضاً الدول والأحزاب والمنظمات التي شكلتها الاشتراكية الحقيقية.

يا هل ترى، كيف يمكن تطوير فهم اشتراكي أكثر حقيقة بدلاً من ذلك...؟ وبهذا الشأن وضع القائد آبو مفهوم خاص به أمام القوى الاشتراكية وكل الأوساط المحيطة والتنظيمات التي تدير النضال الاشتراكي، وأيضاً يريد إعطاء الأهمية للاشتراكية.

والشيء الأساسي هو أن الرفيقات يقيمنَ هذا المانيفستو بأنه نهضة، وهن محقات في ذلك، وتقييمهنّ بهذه الطريقة هو تقييم صحيح أيضاً، شخصية القائد آبو هي الحرية والديمقراطية، جعل تطوير الحياة والمجتمع والشخص الحر وحرية المرأة، يرتكز على مفهوم الحرية، أظهر بكل وضوح أنه لا يمكن تحقيق الحريات، مالم تتطوّر حرية المرأة، إن حرية المرأة مرتبطة بكل الحريات، وأظهر بوضوح علاقة المرأة بالمجتمع والديمقراطية والحرية والاشتراكية، كما أظهر أن أولئك الذين يسعون إلى التنشئة الاجتماعية والحرية والديمقراطية والاشتراكية يجب أن يتخذوا حرية المرأة كأساس، وحدّد مقياس الطبيعة الاشتراكية للمنظمات والنضالات والأفراد من خلال تعاملهم مع المرأة وتعاملهم مع خط تحرير المرأة.

ولذلك فقد بنى القائد آبو مانيفستو القرن الواحد والعشرين على هذه الأسس، ووضع هذا الشيء أمام الجميع، وحركتنا أيضاً تعمل على هذه القضايا، وتأخذ منها النتائج اللازمة، وتحاول تطوير النضال.

الاتفاق التاريخي بين الكرد والترك

إن توطين الأتراك في الأناضول كان عبر اتفاق بين الشعبين الكردي والتركي، كما أن تطوّر الإمبراطورية التركية كانت نتيجة هذا الاتفاق، كلما واجهت الدولة التركية والدولة العثمانية والشعب التركي تهديداً خطيراً، فإنهم تغلبوا عليه بفضل هذا الاتفاق وبفضل دعم الشعب الكردي، هذه الحقائق معروفة، لا يمكن لأحد أن يتجاهل أو يمحو هذه الحقائق.

منذ البداية كان هناك اتفاق مع السلطان سنجر وتم تطويره، ولعب هذا الاتفاق فيما بعد دوراً في مازغيرت وجالديران وفي تطوير الإمبراطورية العثمانية، وفي وقت لاحق، عندما واجه العثمانيون الانهيار، وعندما واجهت الدولة التركية والشعب التركي خطراً كبيراً، اعتمد مصطفى كمال مرة أخرى على اتفاق الشعبين الكردي التركي وحصل مرة أخرى على الدعم من السوفييت، وأنقذت الدولة التركية والشعب التركي أنفسهم من ذلك الوضع، وبذلك تطورت لوزان.

حتى مؤتمر لوزان، أولت الدولة التركية أهمية كبيرة للشعب الكردي، وبدعم من الشعب الكردي تمكنت من تخليص نفسها من أوضاع صعبة وذهبت إلى لوزان، وحتى ذلك الحين، كانت تعترف بالحكم الذاتي للكرد، كما أن هناك العديد من المقالات حول هذا الموضوع، وهناك أيضاً الدستور الحادي والعشرون، وبعد ذلك، وعندما حصلت الدولة التركية على سند الملكية في لوزان واختفت التهديدات ضدها، فكرت مرةً أخرى أنها لم تعد بحاجة إلى الدعم الذي تلقته من الشعب الكردي والسوفييت، وأجرت بعض التغييرات المتعلقة بالدستور الحادي والعشرين، أي تم نسف الاتفاق مع الشعب الكردي، ومن أجل أن تتوجه إلى الشعب الكردي أصدرت أولاً قانون المصالحة سنة 1924، وفي هذا السياق أصدرت القانون الأساسي سنة 1924، وبعد ذلك طورت الكثير من الأشياء.

طبعاً، للحداثة الرأسمالية تأثير على ذلك، لأن الحداثة الرأسمالية جلبت مفهوم الدولة القومية إلى تركيا، ولم تمنحها تطوير هذا الأمر في تركيا هذا التفويض فحسب، بل في الوقت ذاته منحتها مهمة ومسؤولية تطوير مفهوم الدولة القومية في الشرق الأوسط، ولذلك اتخذت الدولة التركية النهج الواحد في تركيا، يعني، أن الدولة التركية اتخذت مفهوماً فاشياً مثل أمة واحدة ووطن واحد ولغة واحدة كأساس لها، ونتيجة لهذا نشأ واستمر إنكار الشعب الكردي وتدميره، وقد حدثت مجازر عديدة ضد الشعب الكردي بناءً على ذك.

العلاقات بين الشعبين الكردي والتركي تراجعت بالأساس بعد تأسيس الدولة التركية، وهذا كان نتيجة مفهوم الدولة القومية التي خلقته الرأسمالية، لأن الدولة القومية تتخذ النهج الواحد أساساً لها، فقد اعتمدت القضاء على جميع الثقافات والشعوب واللغات على أساس القومية الواحدة، هذا ما اتخذته الدولة التركية أساساً لها، لقد تم تسميم الاتفاق الطويل الأمد بين الشعبين التركي والكردي وتم توجيه ضربة كبيرة للعلاقات بين الشعبين التركي والكردي.

الدولة التركية وحكوماتها تقوم دوماً باتهام الشعب الكردي، يطوّرون الدعايات كما لو أن الشعب الكردي قد خانهم ويريدون أن يقسموا البلاد، ويقومون بتسميم المجتمع والقضاء على الأخوة والوحدة بين الشعبين، ويؤججون العداوة ضد الشعب الكردي دائماً.

الشعب الكردي ساند الاتراك في جميع الأوقات الحرجة

ولكن الذين يخونون ويسعون إلى التقسيم هم أنفسهم، عندما ننظر إلى التاريخ، نجد أن الكرد قدموا أعظم الدعم للأتراك في جميع الأوقات الحرجة، وبفضل دعم الكرد، تمكنوا من التغلب على جميع الصعوبات، إذا كانوا قد جعلوا من تركيا بلداً لهم، فهذا بفضل الكرد، ونحن نرى أن هذه الحقيقة يتم تحريفها، إذا تدهورت العلاقات، إذا تدهورت الأخوة، ليس الكرد هم من تسببوا في تدهورها، بل الدولة التركية، الحكومات التركية هم من قاموا بذلك، نظام الحداثة الرأسمالية الذي يقف وراءها هو الذي تسبب في تدهورها، إنها مفهوم الدولة القومية.

في أيامنا هذه يتم تدمير مفهوم الدولة القومية وخاصةً في الشرق الأوسط، يتم إعادة تشكيل وتنظيم الشرق الأوسط من جديد، لا يزال غامضاً كيف سيتم ذلك، ولذللك فإن الدولة التركية التي تأخذ الدولة القومية أساساً لها وفي الشرق الأوسط، أصبحت الآن تواجه مرحلة جدية وخطيرة، لم تعد تستطيع أن تصرّ على الدولة القومية كما السابق، ولا تزال تصرّ على ذلك، ولكن مهما أصرت فإن هذا الوضع أصبح الآن خلفها،

يجب أن يفهم الجميع ذلك، من الممكن أن يتم إعادة تصحيح العلاقات بين الكرد والترك مرةً أخرى، وأن يتم اتخاذ الحل ووعي الأمة الديمقراطية كأساس، مالم يتم اتخاذ وعي الأمة الديمقراطية كأساس، ومالم تتغير العقلية على هذا الأساس وإذا أصرت على الذهنية القديمة أي الإصرار على الدولة القومية، طبعاً من غير الممكن أن يتم تصحيح هذه العلاقات، ولذلك فقد وضع القائد آبو تاريخ الكرد والترك أمام الجميع من جديد، وفتح الطريق لتطور اتفاق جديد وغير مسبوق بين شعبين في التاريخ ووضعه أمام الجميع، إن الأخوة والوحدة التركية الكردية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الاعتراف بوجود وحقوق الشعب الكردي، يعني يمكن التوصل إلى حل من خلال التخلي عن سياسة الإنكار والإمحاء، والقبول بالحقوق الطبيعية للشعب الكردي، وتطوير الأمة الديمقراطية، وهذا أيضاً موجود في جوهر الدعوة والمانيفستو الذي طوّره القائد آبو.

نأمل أن يرى هذه الحقيقة الدولة والحكومة التركية وخاصةً المحبّون لتركيا والوطنيون والشعب التركي، عليكم أن تتخلوا عن الإصرار في سياسة الانكار والامحاء وإعادة بناء العلاقات التي تدهورت مع الشعب الكردي على أساس السياسة الديمقراطية.

القائد آبو والشعب الكردي وحركة الحرية يحاولون أن يقوموا بمسؤولياتهم التاريخية وكل ما يقع على عاتقهم من أجل أن تعود العلاقات من جديد وإزالة الشروخ التي حدثت من الوسط، أتمنى من الدولة والحكومة التركية وبالأخص الشعب الكردي أن يقوموا بهذه المسؤولية التاريخية.

تم تطوير الكفاح المسلح من أجل فتح طريق السياسة الديمقراطية

وبسبب ممارسة سياسة الإنكار والإمحاء على المجتمع الكردي، تم تدمير كل ما يخص الكرد، لقد ساء وضع الشعب الكردي كثيراً، وقد قام القائد آبو بتدخل تاريخي في هذا الشأن، لأن الوضع الحالي كان ضد الأتراك بقدر ما كان ضد الكرد، لقد جعل القائد آبو هذا الشيء على جدول أعماله عدة مرات، وقال بأن الأتراك بدون الكرد، والكرد بدون الأتراك، لا يستطيعون العيش، وإن تدمير الكرد هو تدمير الأتراك، ولطالما طرح هذا الموضوع على جدول الاعمال،  وبما أن جميع الطرق أُغلقت وكان الشعب الكردي يواجه خطراً كبيراً، فقد اضطر القائد آبو إلى اللجوء إلى الكفاح المسلح بهدف فتح الطريق أمام السياسة الديمقراطية، وعدا عن تطوير الكفاح المسلح، لم يكن لدى الكرد أي وسيلة للتعبير عن أنفسهم، فقد شارفوا على الفناء، ولكي يتمكنوا من ممارسة السياسة الديمقراطية، كان يتعين عليهم الحفاظ على وجودهم، إذا حافظوا على وجودهم، يمكنهم فتح هذا الطريق.

لم يكن هناك هدف تطوير الكفاح المسلح حتى استشهاد الرفيق حقي قرار، وحتى تلك الفترة كان هناك نشاط ضمن المجتمع، وهذا النشاط كان يقتصر على العمل السياسي، وقد ظهر ذلك عند استشهاد الرفيق حقي قرار، ليس أن تحمي نفسك حتى تتمكن من العمل، لا يوجد طريق آخر، وتم وضع الكفاح المسلح على جدول أعمالنا في ذلك الوقت، وكان الهدف هو خلق بيئة سياسية للكرد، وها قد تم ذلك من خلال الكفاح المسلح، إن الكفاح المسلح الذي تم تطويره من هذه الناحية كان صحيحاً ومشروعاً، وبهذا استعاد الشعب الكردي روحه من جديد، وعاد إلى الحياة، ونهض على قدميه، وأصبح شعب نوروز بانتفاضاته.

تم تخريب محاولات وقف إطلاق النار والسلام

لقد حقق القائد آبو هدفه بهذه الطريقة، لقد أنشأ شعباً دافع عن حريته وقيمه في كل الظروف، لقد أصبح الشعب الكردي الآن محباً للحرية والديمقراطية، وهذا ما كان يجب القيام به، وإتمام الانبعاث بالخلاص والتحرير، لذلك، قال القائد آبو: "لقد اكتمل الانبعاث وحان وقت التحرير"، يعني، أراد إخراج القضية الكردية من دائرة الكفاح المسلح إلى دائرة السياسة الديمقراطية، وأراد حل القضية الكردية على هذا الأساس، وقد تم اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه في عام 1993، حاول تورغوت أوزال خلق هذه الأرضية، لأن تورغوت أوزال بذل جهداً كبيراً لإنهاء الحركة التي نشأت، ولكن في النهاية اتضح أن الأمر لن يحل بهذه الطريقة، لقد فهم أن تركيا سوف تتضرر، ولذلك كان هدفه هو حل المشكلة بالطرق السياسية الديمقراطية، ولما رأى أن هذا يصب في مصلحة تركيا، اتخذ خطوة على هذا الأساس، وأعلن القائد آبو وقف إطلاق النار من جانب من أجل تطوير هذه العملية، في ذلك الوقت، حاول مام جلال طالباني التوسط وتطوير هذه العملية بين تركيا والقائد آبو.

ولكن لأن عقلية الدولة التركية تقوم على الإنكار والإمحاء، فقد قامت بتخريب هذا الأمر، تم تصفية تورغوت أوزال، ولكن القائد آبو لم يتخلى عن هذا الهدف، لقد حاول باستمرار سحب الحركة والنضال إلى أرضية ديمقراطية، ووضع هكذا مهمة أمام المؤتمر الخامس، التقرير الذي قدمه إلى المؤتمر الخامس، يمكن للجميع أن يقرأه، لقد أدى التغيير والتحوّل في الحركة إلى دفع قضية إعادة البناء إلى الواجهة في المؤتمر، ورغم أن المؤتمر اتخذ بعض الخطوات من هذه الناحية، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق إعادة الهيكلة والتغيير والتحوّل الذي أراده القائد آبو، واصل القائد آبو هذا مرة أخرى، لقد أراد تحقيق هذا الهدف.

في تركيا، أرسل نجم الدين أربكان خوجا رسالة لحل المشكلة، رد القائد آبو على هذه الرسالة، ورأى أربكان خوجا أيضاً أن مصلحة تركيا تكمن في حل القضية الكردية، وعلى هذا الأساس كان يحاول تهيئة الأرضية لذلك، لكن أربكان خوجا تم عزله أيضاً من السلطة، لقد أراد القائد آبو خلال تقييمه في يوم 15 آب 1998 أن يوصل العملية التي بدأها مع أربكان خوجا في عامي 1993 و1995 إلى هدفها، أراد إكمال عملية إعادة الهيكلة والتغيير والتحول، ولتحقيق هذا الهدف، تم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مرة أخرى، لكنهم ردوا على ذلك بمؤامرة دولية، لماذا...؟ لأن إبقاء القضية الكردية في منطقة حرب، فإنها لم توفر مصدر دخل للعديد من الدوائر في تركيا فحسب، بل هو مكسب للكثيرين على الساحة الدولية أيضاً، ولذلك لم يريدوا حل القضية الكردية بالطرق السياسية الديمقراطية، بل عملوا على تخريبها، ولم تكن قوتنا كافية لإحباط محاولات التخريب هذه، وعلى الرغم من أننا أردنا أن نجعل هذه الإجراءات غير فعالة، إلا أن جهودنا باءت بالفشل.

عندما اعتقل القائد آبو عبر مؤامرة دولية، أكمل التغيير والتحوّل وإعادة الهيكلة التي كان يروج لها منذ عام 1993، في ظروف إمرالي، التي تعد من أصعب الظروف في العالم، وسط الكثير من الظلم، أوصل الحركة إلى نموذج جديد، وطوّر نموذج بناء مجتمع بيئي ونسوي وديمقراطي، وبهذا أراد أن يسحب الحركة إلى أرضية سياسية وقانونية، ويحل القضية على هذا الأساس، لكن المؤامرة الدولية والقوى المشاركة فيها، وبعض القوى في تركيا، وأيضاً في جنوب كردستان، وبعضها بيننا، تدخلت في هذا، ردوا بالتصفية، كان هدفهم هو إنهاء الحركة، لكن الحركة واجهت ذلك، وواصل القائد آبو هذه الجهود في أعوام 2003، و2005، و2009، و2013.

وبينما استمرت هذه الجهود، فكانت دائماً تقابل بالتخريب، لذلك فإنَّ ما فعله وما لم يفعله لم يتمكن من تلبية متطلبات النموذج بشكل كامل، ورغم الخطوات التي تم اتخاذها، فإنَّ التحول النموذجي لم يتحقق بالكامل، ولم يتطور التنظيم والنضال وفقا لاحتياجاتها، ولعل مهمة حزب العمال الكردستاني، بعد المؤامرة الدولية المبنية على أساس النموذج الجديد قد اكتملت أجندته، حيث قام بواجباته ومسؤولياته ولعب دوره، ولذلك تم تطوير تنظيم يتوافق مع النموذج في مكانه.

حتى أن هذا القرار تم اتخاذه في المؤتمر، وتم تغير اسم حزب العمال الكردستاني واستبداله بمؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني ومع مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني، لم يتم تطوير منظمة تتوافق مع النموذج، لم يتم التجاوز على الوضع الخطير ولذلك أعلن القائد آبو بأنَّ حزب العمال الكردستاني يجب أن يستأنف وجوده من جديد، وكان هذا كله بهدف مواجهة التهديد بالتصفية الذي ظهر في ذلك الوقت.

لقد لعب حزب العمال الكردستاني دوره

أقول هذا لأنَّ مسألة القضاء على حزب العمال الكردستاني لم يكن جديداً على جدول الأعمال، إنَّها عملية بدأت في عام 1993 وما زالت قيد التطوير حتى يومنا هذا، ولأنَّ حزب العمال الكردستاني لعب دوره، وفي الوقت نفسه تأسس في ظل ظروف وشروط الاشتراكية المشيدة، وبسبب تأثيرات الاشتراكية المشيدة، فهو غير مرضي في محاولته تطوير فهم القائد آبو للاشتراكية، ولأنَّ حزب العمال الكردستاني قد أكمل دوره الآن، وتجاوز نفسه، ولأنَّه ظهر كحركة كبيرة، كان عليه أن يفسح المجال لمنظمة ونضال جديدين.

وهذا ما وضعه القائد آبو في أمام الحركة، عندما لم يصل إلى المستوى المطلوب بأي شكل من الأشكال، فهو الآن يريد تحقيق ذلك، وهذا ما يجب فعله،  بمعنى آخر، لا يوجد تغيير في الأيديولوجية، أو الفلسفة أو النموذج، التغيير يُكمن في فهم التنظيم والنضال، وينبغي أن يفهم ذلك بهذا الشكل .

من يدعم الكرد سيحصل على هذه النتائج

قام القائد آبو بتقييم الوضع في تركيا، والأحداث التي تتطور في الشرق الأوسط، والنضال المستمر للحركة، ونتيجة لهذه التقييمات، دعا إلى "السلام والمجتمع الديمقراطي" وعندما أطلق هذا الدعوة التاريخية، فمن المؤكد أنه لم يفعل ذلك من أجل التسوية، لقد اتخذ القائد آبو هذه الخطوة بمبادرة منه.

لأنَّ القائد آبو هو من حدد هذا الأمر؛ والآن فإنَّ الظروف في تركيا، والظروف في الشرق الأوسط، والنضال الذي تطورت فيه الحركة ونتائجها سمحت له باتخاذ مثل هذه الخطوة، لقد توفر تلك الأرضية التي كان يعمل على تطويرها منذ عام 1993 ولكنه لم يتمكن من ذلك حينها، أراد تقييم ذلك، ليس فقط لأجل الكرد، بل لأجل تركيا والشرق الأوسط والإنسانية برمتها، وقال "إذا تم توفير الظروف، فإنني أملك القوة النظرية والعملية لنقل القضية إلى الأرضية القانونية والسياسية وحلها" وقد عبَّر عن ذلك بكل وضوح ، وكان هذا ما أراده، وقدم بعض الخيارات أمام تركيا وقال "إذا تقدمت عملية التحول الديمقراطي في تركيا، وتم التخلي عن إنكار الكرد وتدميرهم، وتم اتخاذ خطوات نحو حل ديمقراطي وسياسي للقضية الكردية، فإنَّ هذا سيكون في مصلحة الجميع، وسوف تستفيد تركيا كثيراً ، وسوف يحقق شعوب الشرق الأوسط مرة أخرى مكسباً إنسانياً عظيماً، وإذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوة، واستمرت السياسة الحالية، وأصررت عليها، فإنَّ هذا سيؤدي إلى تفاقم المشاكل في  تركيا، وستعاني تركيا من أضرار كبيرة جراء ذلك وستخسر الكثير" لماذا؟ لأنَّ تركيا لم تحصل على نتائج من سياسة الإنكار والتدمير. 

لقد استغل كل الفرص الداخلية والخارجية، لقد حصلت على دعم حلف "الناتو" ودعم الحزب الديمقراطي الكردستاني ودعم دولة العراق، ولكن على الرغم من كل هذا، فإنَّها لم تحقق النتائج،  لقد فشلت هذه السياسة، وفي أثناء تنفيذها لهذه السياسة، استنفدت كل مواردها على أمل تحقيق تلك النتيجة، والآن لم يعد لديها ما تستخدمها.

لقد تفاقمت المشاكل في تركيا، وأصبحت تركيا تواجه خطرا كبيراً، إنَّ تغييراً كبيراً يحدث الآن في الشرق الأوسط، وسيستمر، وتثير هذه التطورات في الشرق الأوسط أيضا قلق تركيا بشكل كبير، هذه التطورات ضد تركيا وليست من صالحها، وقد جاء ذلك أيضاً في الوقت الذي اكتسبت فيه المشاكل في تركيا والقضية الكردية، أهمية كبيرة، وبرزت في الشرق الأوسط، وبالنسبة للقوى التي تسعى إلى تحقيق نتائج في الشرق الأوسط، كان الدعم الكردي واضحاً وحاسماً، من يدعم الكرد فسيحل مشاكلهم من جهة وستحقق نتائج من جهة اخرى.

يتبع....