توقفت تربية الماشية في مدينة وان، التي تحتل المرتبة الأولى من حيث رعاية المواشي في كردستان وتركيا، بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث يشتري الرعاة في مدينة وان طن العلف مقابل 8000 ليرة تركية، وطن القش مقابل 6000 ليرة تركية، ويذكر أنه في أشهر الشتاء ستزيد تكلفة العلف إلى نحو 12 ألفاً وكلفة التبن إلى نحو 10 آلاف، هذه الزيادة في الأسعار كل يوم تقريباً تقلق المربيين. 

"هناك غلاء في البلاد"
وقال راعٍ يدعى "حميد إيمره"، إن حياتهم أصبحت صعبة بسبب الأزمة الاقتصادية، وقال إن كل شيء مكلف جداً ولا يمكنهم بيع الحيوانات التي لديهم، وتابع: "أربي الماشية منذ 20 عاماً، ولم أر مثل هذه الأزمة في حياتي، الأهالي لم يعد بإمكانهم جلب الخبز حتى إلى منازلهم، هناك غلاء في البلاد، لا يستطيع الناس شراء أي شيء لمنازلهم بسبب عدم وجود المال، ولا يمكننا بيع حيواناتنا لأن الناس ليس لديها المال لشرائها، فنضطر إلى الاحتفاظ بها، إذا استمر الأمر على هذا النحو؛ سنوقف عن تربية الحيوانات".

"لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الوضع السيء"

وفي إشارة إلى عدم وجود تصدير في وان، قال فرزند أشيك إنه في حين كان العشرات من التجار الأجانب من رها وديلوك واسطنبول يأتون إلى سوق وان للحيوانات، لم يأتي أي تاجر هذا العام، وقال أشيك: "إذا اشتريت 50 ماشية الآن، فستظل عندي، ولن يشتريها أحد، العمل متوقف، تجارة الحيوانات ليست جيدة كما السابق، لقد أثرت الأزمة الاقتصادية على الجميع، لقد قمت بتربية الماشية في هذه المنطقة منذ 26 عاماً، لكنني لم أر مثل هذا الوضع السيء من قبل، أسعار القش والعلف مرتفعة بشدة، كما أن هذه الأسعار سترتفع أكثر".

"الدولة مسؤولة عن ذلك"

وقال محمد إيمره: " كيف ستسير الأمور في هذه الحالة؟ كنا نعمل ونكسب 100 ليرة تركية، وبهذه الـ 100 ليرة، كنت أستطيع تلبية جميع احتياجات منزلي، لكن اليوم، أكسب ألف ليرة يومياً، ولا يمكنني شراء أي شيء بهذا المال، أموالنا لم تعد لها قيمة، لقد فشل الاقتصاد، وبلغت تكلفة القش للطن الواحد 5 آلاف ليرة تركية، فمع هذا السعر المرتفع، كيف سنكسب المال من الحيوانات؟ الدولة مسؤولة بشكل كامل عن ذلك، إنها لا تقدم أي حلول."

"انتهى زمن تربية الحيوانات"

وقال برهان أصلان: "كل شيء أصبح مكلفاً جداً، ولهذا السبب لم يعد بإمكاننا شراء الحيوانات أو بيعها أو الاحتفاظ بها"، وتابع: "بعبارة أخرى، انتهى زمن تربية الحيوانات، لم يعد هناك شيء اسمه تربية المواشي، هناك المئات من الأشخاص في هذه الساحة، لكن لا أحد يستطيع شراء أو بيع حيوان، هناك أزمة، طن القش أصبح سعره 6000 ليرة تركية، وطن التبن أصبح سعره 8000 ليرة تركية، ولا يقتصر الأمر على هذه الأشياء، فقد كل شيء أصبح مكلفاً، الناس بائسون، إن سبب هذه الأزمة الاقتصادية هو وجود أردوغان على رأس السلطة".

"هذا الشتاء سيكون أصعب"

كما تحدث قدير كياك عن الأوضاع كالآتي: "لم ترتفع أسعار الحيوانات فحسب، بل ارتفعت أسعار كل شيء، الناس لا تمتلك المال، المال لم يعد يتم تداوله في السوق وأصبح لا قيمة له، الوقود والأعلاف الحيوانية غالية الثمن، لذلك فإن حياتنا تصبح أكثر صعوبة كل يوم، كما أن هذا الشتاء سيكون أصعب من ذي قبل".