أصبحت دبلوماسية تركيا بيد جهاز الاستخبارات التركية

يقود جهاز الاستخبارات التركية (MÎT)، الذي أصبح تحت إدارة هاكان فيدان مؤسسة لكونترا كريلا وارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي، الأعمال الدبلوماسية بنفس المفهوم.

يعني اسم هاكان فيدان "حكيم الحكماء"، حيث كان الأتراك يطلقون هذه الاسم لباشواتهم وحكامهم، وهو لقب كان يُستخدم لخان الأتراك والمغول والتتار، ولاحقاً، اُستخدم هذا اللقب لسلاطين الدولة العثمانية.    

وتعني الدوشيرمة "التجنيد بالأطفال" أو "التجنيد بالدم"، حيث كان هذا الأمر أحد أساليب بناء القوات العسكرية للعثمانيين، فبعد احتلال المجتمعات المسيحية، كانوا يأخذون الأطفال ما بين عمر 8 و 10 سنوات قسراً ويجري تدريبهم واستخدامهم لاحقاً كجنود ومسؤولين ووزراء ضد شعبهم من أجل مصالح العثمانيين.   

وأسس العثمانيون على هذا الأساس جيشاً باسم الإنكشاريين، ولعب هذا الجيش دوراً مهماً في نظام الدولة العثمانية، واليوم، تستمر الدولة التركية بنفس الثقافة الإنكشارية.      

ويُعتبر هاكان فيدان أوضح نموذج لهذه الثقافة، حيث أن شخصية كهذه تم تجنيدها لخدمة الدولة، وجرى تدريبها لصالح الدولة، وقد تم تصميم عقله وقدراته لصالح شؤون الدولة التركية.  

ولد هاكان فيدان في تموز 1968 في بلدة حمامأونو، التابعة لناحية آلتنداغ في أنقرة، كردي من طرف الأب، وعمل كضابط صغير في القوات المسلحة التركية من العام 1986 إلى العام 2001، وعلى الرغم من أنه يُقال إنه ترك الخدمة العسكرية طوعاً، إلا أن الجامعات التي درس فيها، كانت تحضيراً للعمل الذي سيقوم به لاحقاً لصالح الدولة.

وكان هاكان فيدان، الذي عاد إلى أعمال وشؤون الدولة في نهاية التسعينيات، قد تم توظيفه لأول مرة في قوة التدخل السريع التابعة لحلف الناتو.

وبعدم إتمام جميع المراحل الدراسية، وخاصة بعد إتمام رسالته للدكتوراه، بدأ العمل كمستشار اقتصادي وسياسي في سفارة تركيا بأستراليا، وواصل من هناك دراسته الأكاديمية في معهد بحوث التسلح، كما واصل دراسته في وكالة الدولية للطاقة الذرية في مركز العلوم والتطبيقات والأبحاث في لندن.

وبدأ هاكان فيدان العمل كرئيس للوكالة التركية للتعاون والتنسيق في العام 2003 وبقي على رأسها هناك حتى العام 2007، وخلال تلك الفترة، لم يترك أي بلد من بلدان إفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارته، وفي الوقت نفسه، كان مستشاراً لوزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داود أوغلو.  

وبدأ العمل من العام 2007 وما بعد، كنائب مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وكان في تلك الفترة رئيس الجمهورية الحالي لتركيا، رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء، وفي شهر تشرين الثاني يصبح عضواً في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

يواصل هاكان فيدان تسلم المناصب الجديدة، ويصبح في 17 نيسان 2009 نائب رئيس الاستخبارات التركية إمري تانر، وبعد تقاعد تانر، قررت حكومة حزب العدالة والتنمية في 25 أيار 2010 تعيين هاكان فيدان رئيساً لجهاز الاستخبارات التركية (MÎT)، وكان هاكان فيدان حينها يبلغ من العمر 42 عاماً، كان أصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ تركيا.

ولم يكن للاستخبارات التركية (MÎT) أي دور يّذكر قبل تولي هاكان فيدان، حيث كان دورها جمع المعلومات والهجمات المحدودة والعمليات الخاصة، ففي غضون السنوات العشر الماضية، نفذت الاستخبارات التركية (MÎT)  جميع المجازر والهجمات الخاصة في الحرب ضد الشعب الكردي، وأصبحت الاستخبارات التركية (MÎT) تحت إدارة هاكان فيدان مؤسسة لكونترا كريلا وارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي.

وفي السنوات العشرين الماضية، تم إسناد مسؤولية الإرهاب الفاشي في تركيا وارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي إلى هاكان فيدان، وكان هاكان فيدان هو الشخص الذي خطط لارتكاب مجزرة باريس، التي تعرضت فيها النساء الكرديات الثوريات الثلاث، كل من سارة وروجبين وروناهي للاغتيال.

ويُعتبر هاكان فيدان المسؤول والمبتكر لمئات المخططات ضد الشعب الكردي؛ فهو المسؤول عن ارتكاب مجزرة روبوسكي وتدمير مدن وقرى شمال كردستان وسجن وقتل الوطنيين داخل وخارج كردستان.

والآن، أصبح هاكان فيدان وزير خارجية الدولة التركية، وفي هذه المرة أيضاً، جعل الديبلوماسية تحت إمرته، ويحاول من خلال هذه الوظيفة نشر المجازر ضد الشعب الكردي في كل مكان ونقلها إلى أعلى المستويات والتي لم تستطع الاستخبارات التركية القيام بها، والآن، ترزح الديبلوماسية تحت وطأة سيطرة الاستخبارات التركية (MÎT)، فهي في الحقيقة، تُدار من قِبل جهاز الاستخبارات التركية، فقد أصبح أحد أعضاء كونترا كريلا وجنرال و دوشيرمي ومساعد للاستخبارات التركية وزيراً للخارجية، والآن يريد الجمع بين خبرات المجالات الثلاثة العسكرية والضابطة والدبلوماسية، وتنفيذ الهجمات ضد الشعب الكردي على هذا الأساس.