الولاء لذكرى حقي قرار له معنى تاريخي

كان الرفيق حقي قرار يؤمن أن الثورة الكردستانية هي مفتاح ثورة الشعوب في تركيا والشرق الأوسط، بالرغم من أنه لم يكن كردياً، فإن إيمانه هذا جعله ينضم للنضال في كردستان.

الانسان العظيم والثائر الكبير الرفيق حقي قرار الذي عرف واقع كردستان سريعاً وفهم صعوبات ومشقة هذا النضال، ناضل كمقاتل ماضياً على طريق حرية كردستان، ولذلك كان نضاله مليئاً بالدروس والعبر لشعبنا بشكل خاص وللشبيبة ولكافة الثوار.

من سمات النضال في وطننا أنه سيواجه صعوبات كبيرة، يمكن للإنسان أن يتغلب على هذه الصعوبات فقط من خلال الجمع بين القوة المادية والروحية، باستخدام هذه القوة في طريق الثورة، لقد أظهر الرفيق حقي قرار ذلك بأفضل طريقة في شخصه، كل يقوم بكل الاعمال الشاقة بنفسه، ويقضي يومه بالقليل من الطعام، كان يقوم بكل الاعمال من غسيل ملابس رفاقه واحضار الطعام لهم وتنظيف البيت الذي يسكنوه بنفسه، من الناحية النظرية، كان دائمًا يقرأ ويناقش لتثقيف نفسه ومحيطه، كان مصدر فائدة من جميع الأطراف للقضاء على السلبيات، لم يكن الاشخاص المحيطين به يشعرون كيف يمر الوقت، كانوا يريدون أن يكونوا معه دائماً، كان الشباب وكبار السن والرجال والنساء، جميعهم يتحدثون معه ويناقشونه، لم يستطيعوا نسيانه.

كان الرفيق حقي قرار يعلم أن من سمات النضال في كردستان أنه يتطلب تضحيات كبيرة، عندما أدرك أن الماركسية يجب أن تصل إلى كردستان، ترك عامه الأخير في الجامعة، وحمل سريره على ظهره، وتوجه الى وطننا بلا تردد، الأيام التي كانت يعمل فيها عتالاً، لا تقل عن تسييره للنضال، وعندما كان يحصل على مال قليل، كان ينفقها بشكل صحيح، كان يفكر في الأيام القادمة، حتى وإن بقي جائعاً أو عطشاناً، كان يحتفظ ببعض المال، الذين يعرفوه عن قرب، لا ينسون أنه كان يرتدي ملابس عتيقة، لشهور لم يأكل سوى وجبة الإفطار.

كان يؤمن أن الثورة الكردستانية هي مفتاح ثورة شعوب تركيا

لأنه كان يعلم أنه إذا أراد أن يكون مميزاً في النضال، كان من الضروري فهم النظرية الثورية، لذلك أعد نفسه في هذا الصدد لسنوات، في جميع خطاباته كان يمنح احتراماً كبيراً للعلم، عندما كان يواجه عقلية خارجة عن العلم، كان يبدي موقفاً حاسماً وبتصميم، ولم يكن أحد قادراً على الوقوف في طريقه، كان يناقش من قلبه دون التفريق بين الاشخاص ويحاول إقناعهم حتى وإن استمر ذلك لأيام.

كان الرفيق حقي قرار يؤمن أن الثورة الكردستانية هي مفتاح ثورة الشعوب في تركيا والشرق الأوسط، بالرغم من أنه لم ‏كردياً، فإن هذا الإيمان جعله ينضم للنضال في كردستان سريعاً، في هذا الصدد كان مثالاً حياً للأمميين ولطبقة البروليتارية (العاملة)، لقد أثبت من خلال ممارسته أن الثوري البروليتاري حسب الظروف سوف يشارك في نضال كل الشعوب المضطهدة، كان موقفه حاسماً وواضحاً من أجل هزيمة الموقف الاشتراكي الشوفيني داخل الأمة المهيمنة والقومية الضيقة الأفق داخل الأمة المضطهدة، الخطوات التي اتخذها في هذا الصدد، سواء في وطننا أو في تركيا، لا تزال تؤتي ثمارها، أصبحت أفكاره حول النضال الثوري لشعوب كردستان وتركيا والشرق الأوسط أكثر انتشاراً اليوم وتحولت إلى قوة مادية بحيث توضح الطريق أمامنا جميعاً.‏

لم يكن يتنازل أمام الشوفينية

المنظمات الاشتراكية الشوفينية التي كان يراها أكبر عقبة أيديولوجية في وجه الثورة في كردستان، وكذلك تحوّل هذه المنظمات إلى منظمات عميلة ومستفزة، تعرف عليها عن كثب وشن نضالًا لا هوادة فيها ضدها، لم يساوم أبداً في هذا النضال، حيث دُبِّرت مؤامرة ضده أخيراً وفقد حياته نتيجة لهذه المؤامرة.

لقد كان أحد هؤلاء الأشخاص الذين مارسوا النظرية والتطبيق بأفضل طريقة ممكنة، في الأماكن التي دار فيها النضال، خاض نضال حاسماً ضد المنظمات الفاشية المكشوفة والسرية، قاد الكثير من الأنشطة والفعاليات.

من أجل الشعب الكردي الذي تجري محاولة القضاء عليه في إطار النظام الدكتاتوري الإمبريالي، والذي تعرض للخيانة دائماً عبر التاريخ، فإن انخراط رجل عظيم مثل حقي قرار في نضالهم، هو حدث كبير ومهم على مستوى تاريخي، هذا الشعب الذي لم يرى الصداقة من مثقفيه وشبابه، وجد فيه.

الولاء لذكرى حقي قرار ذو معنى تاريخي

يعتبر حقي قرار أحد الشهداء الأوائل لثورتنا، شخصية مقاومة في أصعب الأوقات التي زرعت فيها بذور معرفة النضال في ذلك الوقت، لا يزال الاستشهاد سهلاً في وقت ازدهر فيه النشاط والتنظيم، لكن الموت من أجل قضية لا يقترب منها أحد ولا تزال الفكرة الأولية تتشكل هو أعلى مستوى للمعايير الإنسانية، في وقت وفي بلد حيث كان الاستبداد والاشتراكية الشوفينية وعنصرية البرجوازية الصغيرة والرجعية يتسببون في أحداث سلبية، كان لاستشهاد حقي قرار مكانة كبيرة في تشكيل حزب العمال الكردستاني والمقاومة الوطنية، الولاء لذكراه له أهمية تاريخية، سيتبين أن سبب التقدم الكبير الذي سيتم إحرازه لاحقًا سيكون أيضاً تحقيق الولاء لهذه الذكرى، هنا، الشعار الذي يتم ترديده كثيراً "سنبقى مخلصين لذكرى الرفاقية حتى النهاية" تحقق بأقوى وأعمق صورة من خلال الولاء لذكرى الرفيق حقي.

انضمام حقي قرار للحزب أصبح معياراً للمقاومة

تحول قرار الانضمام للحزب والقيام بالفعاليات السياسية، الذي تحقق مع الرفيق حقي قرار والولاء لذكراه، معياراً للمقاومة، كانت المقاومة طريقة للحياة في كردستان في ذلك الوقت، والتي لم تكن تعتبر ذات قيمة كبيرة، إذا كانت هناك وقفة خارج معنى هذه المقاومة، كان سيتعرض حزب العمال الكردستاني إلى أحداث وخيمة، ومن اجل منع ذلك، انتفض بكل قلبه وعقله وقام بما هو ضروري، لذلك فإن حقي الذي لم يكن كردي الأصل، وفي وقت لم يجرؤ أحد على الاقتراب من كردستان، ضحى بنفسه، مما علّم العديد من الكردستانيين على وجوب أن يضحي الشخص بروحه من أجل وطنه، الاستشهاد والمقاومة في سبيل تحرير الوطن الذي ساد بعده، ارتبط بشكل وثيق مع هذه الخطوة، لو لم يتم اتخاذ هذه الخطوة ولم تتم إدارة الأحداث اللاحقة وفقاً لذلك، لما تطوّر حزب العمال الكردستاني في كردستان، وينطبق هذا أيضاً على أن العديد من المصلحين البرجوازيين الصغار لا يفهمون هذه الحقيقة.

في تطوير حزب العمال الكردستاني، وكذلك من أجل امتلاك الولاء والتصميم، تحوّل إلى شخصية خلال تنفيذ ذلك، تطوّر النضال دائماً بفضل هذه الشخصية، كما تم تدمير القيم القديمة والمتخلفة والتصورات المحيطة بالمجتمع على هذا الأساس، المقاومة البروليتارية للرفيق حقي قرار، الذي دعا إلى استقلال كردستان ووضع الموت نصب عينيه، جعلت فكرة الاستقلال تنتشر شيئاً فشيئاً في البلاد، والذي هو واجب مقدس يجب التضحية بالروح في سبيله، الشخصية البروليتارية للرفيق حقي قرار صالحة بنفس القدر للأحداث والتطورات اللاحقة.

من تقييمات القائد عبد الله أوجلان/