المجلس الصحي في حلب يعتبر استهداف المشافي "جريمة حرب"

أدلى المجلس الصحي في حيي الشيخ مقصود الأشرفية استهداف مشفى تل رفعت من قبل الاحتلال التركي، مؤكداً انها جريمة حرب ويجب محاسبة مرتكبها وفقاً للقانون الدولي.

يستمر جيش الاحتلال التركي بشن الهجمات الوحشية على شمال وشرق سوريا، ويستهدف المدنيين بشكل مباشر.

وفي 16 حزيران الجاري، تعرض مشفى ناحية تل رفعت في مقاطعة الشهباء، للاستهداف من قبل الاحتلال ما أسفر عن إصابة 4 مدنيين.

المجلس الصحي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، أدان الهجمات التركية، وذلك خلال بيان قرئ أمام مشفى الشهيد خالد فجر، بمشاركة العشرات من العاملين في القطاع الصحي، من قبل رئيس الممرضين في المشفى جكرخوين محمد.

وجاء في البيان: "منذ أكثر من خمس سنوات عقب احتلال عفرين وتهجير سكانها الأصليين في العام 2018، وجرائم الاحتلال التركي بحق من تبقى من سكانها الأصليين مستمرة، ولم تبق جناية أو جريمة شائنة إلا وتم ارتكابها هناك بهدف إتمام إفراغ المنطقة من سكانها، وفي نفس الوقت فإن عمليات بناء التجمعات الاستيطانية مستمرة لتثبيت المستقدمين إليها وجعل التغيير الديمغرافي أمراً واقعاً لا يمكن إزالته".

وأضاف البيان: "من المؤسف أن جرائم الاحتلال التركي لم تتوقف حيث استمرت ملاحقة مهجري عفرين في جغرافيا النزوح التي فرضت عليهم، حيث استمرت عمليات القصف المدفعي والاستهداف بالمسيرات والتهديد المستمر بالعدوان البري لإنهاء شروط الحياة الطبيعية في جغرافيا التهجير بهدف إعادة اقتلاعهم تارة أخرى نحو المجهول وإماتة أي هدف أو أمل لهم بالعودة إلى موطنهم الأصلي".

الجرائم تجري وسط صمت دولي

وأشار البيان إلى أنّ كلّ ما جرى ومازال يجري هو في ظل صمت دولي مريب، ونتيجة لذلك فقد تسببت الاعتداءات المستمرة المذكورة وخلال السنوات الخمس الماضية بقتل العشرات من المدنيين العزل بينهم أطفال ونساء وشيوخ، مع ما رافق ذلك من تهديم الكثير من المنازل والبنى الخدمية التحتية.

وأكّد البيان أنّه في الآونة الأخيرة وفور انتهاء الانتخابات التركية ازدادت وتيرة عمليات القصف والاستهداف بشكل ملحوظ، ورغم ذلك فإن ما حصل من استهدافٍ لمشفى تل رفعت كان العدوان الأكثر خطورة وهمجية وذلك لأن العدوان المذكور قد طال بنى ومؤسسات تحرص جميع القوانين الدولية ومؤسساتها على حمايتها حماية خاصة بحكم وظيفتها.

جريمة حرب

وبيّن البيان وضوح القوانين الدولية التي تعتبر أنّ الهجمات الموجهة عمداً ضد المستشفيات والأماكن التي يُجمع فيها المرضى والجرحى وكذلك الهجمات الموجهة عمداً ضد كل حاملي الشعارات المميزة في اتفاقيات جنيف طبقاً للقانون الدولي من المباني والمواد والوحدات الطبية ووسائل النقل والأفراد، هي جرائم حرب في القانون الدولي.

شدّد البيان على أنّ مشفى تل رفعت المدني كان وما يزال يُقدم الخدمة الطبية والإنسانية للمواطنين المدنيين، ونوّه البيان إلى أنّ الاستهداف أدّى إلى جرح أربعة أشخاص من المدنيين ومن الكادر الطبي العامل، جراح اثنين منهم خطيرة "إضافة إلى ما رافق ذلك من أضرار مادية جسيمة في البنية التحتية للمشفى بما في ذلك خروج سيارة الإسعاف العائدة له عن الخدمة".

يجب الدفاع عن القيم والمثل التي أنشئت المنظمات من أجلها

ووجه الكادر الطبي في القطاع الصحي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية نداءه إلى جميع المؤسسات المعنية بالشأن الإنساني وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي، وكذلك الجهات المعنية الحقوقية للخروج عن صمتها واتخاذ ما يُمليه عليها الواجب الإنساني في الدفاع عن القيم والمثل التي أُنشئت منظماتهم من أجلها.

كما وأبدى الكادر الطبي أسفه واستغرابه إزاء الصمت الروسي بوصفها دولة ضامنة وذات نفوذ، إزاء هذه الانتهاكات والجرائم.
واختتم البيان بالشعارات "لا للاحتلال التركي وجرائمه، عاشت مقاومة عفرين والشهباء، المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى".