أدلت المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، ببيان إلى الرأي العام العالمي، وقالت إن السياسة التي يتبعها أردوغان، تلميذ أتاتورك وهتلر، هي سياسة محاربة الشعب الكردي في كل مكان.
وكان نص البيان كالآتي:
"اتّسمت الدولة التركية، عبر تاريخها المديد، بالفاشية والنظرة الدونية للشعوب المتعايشة سلمياً، وبتطبيق سياسة الإمحاء وطمس الحريات والهويات إزاءها، حتى أصبحت الدولة التركية بقيادة الطاغية أردوغان، في راهننا، مثالاّ لاستلاب حقوق الشعوب، وإفنائها، هذه السياسة، التي تعيد إلى الأذهان والذاكرة ما اتبعه النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، أثناء حربه ضد يهود العالم ومحاولته إفنائهم من وجه الكرة الأرضية متبعاً في ذلك كل الطرق التي لا تمت للإنسانية بصلة، جاعلاً كمال أتاتورك ،مثلاً وقدوةً له حينها، ومصرحاً بذلك قولاً وفعلاً، وذلك عند قوله: (لقد جعلت كمال أتاتورك قدوتي في سياستي هذه).
فهذه هي السياسة التي يتبعها أردوغان، تلميذ أتاتورك وهتلر، سياسة محاربة الشعب الكردي، في كافة الجهات، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وبشتى الطرق والأسلحة والوسائل اللاإنسانية، تزامناً مع تطبيق سياسة العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، والاستمرار بفرض العقوبات الانضباطية، التي لا تمت لقانون وناموس دنيوي أو سماوي، هدفاً منه بإنهاء الكرد بشخص القائد، وإنهاء القائد بشخصية الكرد.
ولهذا، فباسم المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان، نطالب الرأي العام و العالم وكافة الوطنيين والأحرار بفهم واستيعاب ، ازدواجية السياسة التي تتبعها الدولة التركية تجاه الكرد، فهي من جهة، تضربهم بيد من حديد، وتقصف مناطقهم ، وتقتل الأبرياء ، وتشرد الآمنين منهم ، وتدمّر بناهم التحتية ، وتشدد العزلة ، وتجدد العقوبات الإضافية على القائد أوجلان ، ضاربةً بذلك ، أصوات الملايين من أبناء المجتمع الإنساني ، و السياسيين وأصحاب الرأي الحر والفلاسفة والعلماء والأدباء والحائزين على جائزة نوبل ، عرض الحائط ، ومتجاهلةّ أصواتهم في كل أصقاع العالم ، في خمس قارات ، وفي أربع وسبعين مدينة ، والتي زادت اليوم عن مئة مدينة والمطالبين في حملتهم المنطلقة ، بحرية القائد أوجلان ، لأنها السبيل الوحيد لحل القضية الكردية ، وجميع المعضلات والقضايا العالقة في الشرق الأوسط ، وذلك لأن القائد أوجلان صاحب أثمن وأهم أطروحة على الإطلاق ، والتي تحمل بين دفتيها ، أسس بناء الأمة الديمقراطية ، حيث الأمن والسلام والوئام وأخوة الشعوب والعيش المشترك والاقتصاد التشاركي والمرأة الحرة، ومن جهة أخرى، تندد بالسياسة التي تتبعها إسرائيل في قصف مدينة غزة ، وتطالب بمحاسبة إسرائيل وفي صدها وإيقافها وفي تغيير نهج سياستها ، تجاه الفلسطينيين، وذلك لأن سياستها لا تمت للإنسانية بصلة.
أي ازدواجية هذه! وأي غطرسة واستخفاف بعقول العالم! فهي تدافع عن أهل غزة لأنهم يُقصفون ويُدمرون ويُفنون بأيدي الإسرائيليين، وهي في الوقت ذاته تقصف وتدمر وتفني وجود الكرد، وتستديم بفرض العقوبات الانضباطية، والتي تفتقد لأي أساس قانوني وشرعي وإنساني، وهي تطالب بمحاسبة إسرائيل في المحافل الدولية على عملها الإجرامي، وهي من تدافع في الوقت ذاته عن ممارساتها مع الكرد، ومع القائد أوجلان، بأنها غطاء بأن الكرد الذين حاربوا الإرهاب والتطرف، بأنهم إرهابيون ويجب محاسبتهم، وإن القائد أوجلان صاحب فلسفة أخوة الشعوب والسلام، بأنه إرهابي ويجب إمحاؤه.
وبناءً عليه، فباسم المبادرة الشعبية في شمال وشرق سورية، وفي أرجاء العالم، نتعهّد باستكمال هذه الحملة العالمية المنطلقة لتحقيق حرية القائد، والتي هي سبيل لحل المشكلة الكردية، وسنصعّد نضالنا ، حتى إنهاء العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان ، والعمل على كافة الأصعدة لفضح ازدواجية سياسة الدولة التركية إزاء الكرد وجميع الشعوب المضطهدة على وجه العموم ، واستمراريتها بفرض العقوبات المفتعلة، و المفتقدة لأسسها القانونية، ضد القائد أوجلان على وجه الخصوص، وفضح هدفها اللاإنساني من ذلك، وهو حرمانه من محاكمة دولية عادلة حسب مبادئ وقواعد محكمة حقوق الانسان الأوروبية، بعد قضائه خمساُ وعشرين سنة في سجن انفرادي، ومرور حوالي ثلاث سنوات ضمناً، من عدم اللقاء بذويه وموكليه، أو تلقي خبر منه أو عنه، لحرمانه من الحصول على حق الأمل.
الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الخزي والعار للفاشية عدوة الإنسان والإنسانية".