وأجرى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لقاء مع القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي ذات الحراسة المشددة يوم امس للمرة الثالثة. وضم الوفد الرئيسين المشتركين للحزب، تولاي حاتم أوغلاري وتونجر بكرخان، والنائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، سري سريا أوندر، ونواب الحزب بروين بولدان وجنكيز جيجك، ورئيس بلدية ميردين أحمد ترك والمحامي في مكتب العصر الحقوقي، فائق أوزغور أرول.

وبعد الاجتماع، عقد الوفد مؤتمراً صحفياً في فندق ( (Elit Worldبمنطقة بيوغلو في إسطنبول، حيث تم قراءة نداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي.

وفي السياق، أصدرت المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان بياناً، أكدت من خلاله ان الرسالة تحمل أبعادًا عميقة تتجاوز المسألة الكردية بحد ذاتها، ولتمثل رؤية متكاملة لمستقبل ديمقراطي شامل في المنطقة، قائم على السياسة السلمية، والانفتاح، والتعددية، والمواطنة المتساوية.

وجاء في نص البيان مايلي:

إلى الرأي العام العربي والدولي،في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الكردية والنضال من أجل الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، وجّه القائد والمفكر عبد الله أوجلان رسالة تاريخية تعيد رسم معالم الحلول السياسية الممكنة، وتؤكد أن احترام الهويات، وحرية الفكر، والتنظيم الديمقراطي، والبناء الاجتماعي - الاقتصادي والسياسي لجميع المكونات، لا يمكن تحقيقه إلا بوجود مجتمع وفضاء سياسي ديمقراطي.

إننا في المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان نؤكد أن هذه الرسالة، التي أُعلنت عبر وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، تحمل أبعادًا عميقة تتجاوز المسألة الكردية بحد ذاتها، لتمثل رؤية متكاملة لمستقبل ديمقراطي شامل في المنطقة، قائم على السياسة السلمية، والانفتاح، والتعددية، والمواطنة المتساوية.

- نزع السلاح: خطوة نحو فضاء سياسي ديمقراطي

إن ما أشار إليه القائد أوجلان حول ضرورة نزع السلاح وحل حزب العمال الكردستاني لم يأتِ كقرار فردي أو تكتيك سياسي مرحلي، بل هو طرح يستند إلى رؤية عميقة لمتطلبات المرحلة الجديدة. وكما أوضح سري سرييا أوندر، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب:

الاعتراف الرسمي بالمسار الديمقراطي القانوني، بحيث يكون لكل المكونات، وفي مقدمتها الكرد، حقٌ مشروعٌ في التمثيل السياسي والتنظيم القانوني دون قمع أو إقصاء.

تهيئة الأرضية الدستورية والسياسية التي تضمن حرية التعبير والممارسة السياسية لكافة الأطراف دون الحاجة إلى اللجوء للعمل المسلح.

إعادة بناء العلاقة التاريخية بين الأتراك والكرد على أسس ديمقراطية، بعيدًا عن سياسات القمع أو الاستغلال السياسي.

- آن الأوان لإطلاق سراح القائد أوجلان

إن المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان تؤكد أن استمرار احتجازه لأكثر من ربع قرن يعد انتهاكًا صارخًا لكل القيم القانونية والحقوقية الدولية. فالقائد أوجلان لم يكن يومًا زعيمًا عسكريًا فحسب، بل كان مفكرًا استراتيجياً حمل مشروعًا ديمقراطيًا لحل أزمات الشرق الأوسط عبر رؤية تتجاوز القومية الضيقة إلى نموذج "الأمة الديمقراطية"، حيث تعيش الشعوب في ظل العدالة والمساواة واحترام التنوع الثقافي والديني.

لقد ثبت للعالم أن القوة والقمع لم يكونا أبدًا حلًا للقضايا القومية والحقوقية، وأن القائد أوجلان يمثل اليوم فرصة تاريخية لإرساء سلام عادل في المنطقة، وليس هناك أي مبرر قانوني أو سياسي لاستمرار احتجازه، خاصة بعد إعلانه الواضح عن دعم العملية السلمية.

-رسالة إلى المجتمع الدولي

إننا نوجه نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي، وكل القوى المؤمنة بالسلام والديمقراطية، بالتحرك الفوري من أجل:

الضغط على تركيا للإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، وإتاحة الفرصة له للمساهمة في الحل السياسي الشامل.

ضمان حماية حقوق الكرد، والاعتراف السياسي بوجودهم كشعب له حقوق مشروعة في تقرير مصيره ضمن إطار ديمقراطي وسلمي.

تعزيز الجهود الدولية لحل القضية الكردية بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تستغلها كورقة سياسية، والعمل على تحقيق توافق إقليمي حقيقي لضمان استقرار المنطقة.

- ختاماً : مستقبل جديد للسلام في الشرق الأوسط

إننا نؤمن أن رسالة القائد أوجلان تمثل خطوة شجاعة نحو إنهاء الصراعات وبناء مستقبل أكثر عدلًا وديمقراطية، حيث يكون الحل السياسي هو القاعدة والأساس، وليس السلاح والعنف.

لذلك، آن الأوان لإطلاق سراح عبد الله أوجلان، وآن الأوان لفتح صفحة جديدة للسلام والديمقراطية في الشرق الأوسط.

المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان
القاهرة في  28 فبراير 2025.