تحالف العمل والحرية: لن نعلن عن مرشحنا، بل سنطالب بمحاسبة السلطة الحاكمة

وجاء في بيان تحالف العمل والحرية ما يلي: "لن نعلن في الانتخابات الرئاسية عن مرشحنا، بل إننا مصممون على المطالبة بمحاسبة هذه السلطة الحاكمة".

أعلن تحالف العمل والحرية عن موقفه حيال الانتخابات الرئاسية من خلال مؤتمر صحفي في مركز التجارة العالمي، وبالإضافة إلى الأحزاب المنضوية ضمن تحالف العمل والحرية، سيشارك في الاجتماع ممثلو الأحزاب الكردية من ورشة عمل التحالف الكردستاني الذي يضم أيضاً حزب الشعوب الديمقراطي (HDP).

وقُرأ الإعلان من قِبل الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، برفين بولدان.

وجاء في الإعلان ما يلي:

"لم يتبق سوى أقل من شهرين على واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ تركيا، ونحن في فترة تاريخية ستحدد مستقبل البلاد والمجتمع، وفي هذا الوقت، وقبل بداية القرن الثاني للجمهورية، سيتم إجراء انتخاب الرئيس الثالث عشر وسيتم إعادة تأسيس البرلمان من جديد.

وقد تسببت السياسات الاجتماعية والاقتصادية في السنوات العشرين الأخيرة من حكم سلطة حزب العدالة والتنمية في إحداث دمار كبير في كل مجال من مجالات الحياة، وعرقلة الحرية، والاستمرار في ممارسة أعمال القمع وانتهاك القانون اللامتناهي، فالقضايا المتعددة الأوجه التي لم يتم إيجاد حل لها والأزمة الحالية تزداد صعوبةً يوماً بعد يوم، حيث قامت السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بخطف حاضر المجتمع وتعمل على تهديد مستقبله أيضاً.

هذه السلطة السياسية، التي حلت على البلاد مثل الكابوس، تقوم بممارسة الضغط بكل الأنواع، وتنشر حكم الرجل الواحد في كل مكان من البلاد، حيث إن "نظام الحكومة الرئاسية" قطع أنفاس الشعوب في تركيا.

وإن الحاجة الأساسية لتركيا هي ديمقراطية قوية وحقيقية تعتمد على سيادة الشعب، فنحن نريد نظاماً يتم فيه الاعتراف بالحرية والحقوق العالمية، ويتم تأمين سلامة الدستور، ويجري فيه تطبيق معايير القانون الديمقراطي، وتتواجد فيه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وما لم تكن هناك ديمقراطية محلية قوية تعمل فيها آليات المشاركة المحلية، فمن المستحيل أن يتحقق هذا الهدف.

ونحن كبلاد ومجتمع، سوف نستيقظ بالأمل في صباح يوم 15 آيار، وإنها لرغبة ومطلب جميع أصحاب الضمائر الحية بأن تكون القوى القادرة على إجراء التغييرات الديمقراطية هي السائدة في البرلمان، وعندما يُنظر إلى المجلس النيابي كإرادة أصيلة من أجل حل سلمي وديمقراطي للقضية الكردية، ويجري حوار شفاف مع محاوريهم، فعندها يقوم المواطنون ببناء المستقبل بطريقة متساوية و حرة وسلمية.

وإن تحالف العمل والحرية هو الناطق باسم المضطهدين والكادحين، وهو إرادة البناء وقوة التغيير الديمقراطي، وهو الممثل والضامن الوحيد لحقوق الشعوب، وهو عنوان النضال ضد نهب الطبيعة، وهو الضامن للحياة الحرة للشبيبة، وهو مفتاح ذلك الأمر الذي سيوصل مستقبل تركيا إلى الديمقراطية.

وسيبني تحالف العمل والحرية حياةً تحررية للمرأة، ولن نسمح أبداً بأن يتم تهميش المرأة، فنحن من يمثل تأمين المستقبل الحر والمتساوي للمرأة في كل مجال من مجالات الحياة، ونحن أقوى المدافعين عن التمثيل المتساوي للمرأة في السياسة، وسيناضل تحالفنا بكل قوته من أجل إعادة تفعيل معاهدة إسطنبول من جديد وضمان الحفاظ على جميع مكتسبات المرأة بموجب الدستور الأساسي.

ونحن مصممون وعازمون على ترسيخ السيادة الديمقراطية للشعوب في تركيا من خلال معرفتنا المتراكمة وخبرتنا وذهنيتنا في النضال الممتد لعشرات السنوات.

وستتحقق الديمقراطية في تركيا بقوتنا، وبقوة القوى المصرة على العمل والعدالة والسلام في البرلمان، وبقوة القوى التي تطالب بالتغيير الديمقراطي، ونحن البديل الحقيقي لشعبنا الذي يريدون تضييق الخناق عليه ما بين نظام الشخص الواحد والترميم.

وسنقوم بأداء مسؤوليتنا التاريخية في الانتخابات الرئاسية ضد إدارة الشخص الواحد، ونحن مصممون على محاسبة هذه السلطة القائمة على الفساد والنهب، من أجل ترسيخ وتحقيق الديمقراطية والحرية والحقوق الأساسية والعدالة الاجتماعية في البلاد.

لهذا السبب، نقول للرأي العام بأننا لن نسمي أي مرشح في الانتخابات الرئاسية، فهدفنا العاجل وسبب نضالنا هو تحسين ظروف العمل والمعيشة للشعب، وتأمين العدالة في الإدارة العامة، وترسيخ المساواة بين الجنسين في المجتمع، ومنح الشبيبة حياة حرة، وإظهار الاحترام للطبيعة، وتنفيذ سياسة خارجية سلمية، وأن يكون القضاء نزهياً ومستقلاً، وأن تتمتع جميع الهويات بالحرية، والأهم من ذلك أيضاً، هو بناء دستور أساسي ديمقراطي لجميع هذه الأمور.

إن تركيا ليست بحاجة إلى خوض الحروب، بل بحاجة إلى مصالحة وسلام قائم على العقل السليم، وإلى حل شامل وحقيقي ودائم للقضايا السياسية والاجتماعية، فالشخص الذي يحرض المجتمع على بعضه البعض، ويخلق بينه التوتر، ويؤجج عدم الاستقرار في الداخل والخارج عن طريق خلق أعداء، ويتجاهل مطالب الناس، من المستحيل أن يحقق النجاح.

وإن السير نحو المستقبل المشرق، وطريق بناء الديمقراطية السياسية من خلال النضال المشترك، وتعزيز الأمل، واتخاذ خطوات شجاعة من أجل حياة جديدة، والسياسيات، هي التي تلبي حاجات وتطلعات المجتمع.

نتمنى القوة والسلامة لنا جميعاً، وليكن طريقنا مفتوحاً".