البرلمان التونسي ينظر في مصير "الغنوشي" اليوم

ينظر البرلمان التونسي،من خلال جلسه له اليوم الخميس،في مصير راشد الغنوشي من خلال تصويت تاريخي على لائحة سحب الثقة منه.

وتأتي جلسة البرلمان على خلفية طلب تقدمّت به عدة كتل نيابية لسحب الثقة من الغنوشي، بسبب سوء إدارته للبرلمان ومحاولته توسيع صلاحياته على حساب صلاحيات رئيس الجمهورية، إضافة إلى تحركاته المشبوهة لخدمة أجندة الإخوان المسلمين وحلفائه في الخارج ومن بينهم تركيا وقطر.

وستكون هذه الجلسة مصيرية للغنوشي، الذي يواجه خطر الإبعاد من رئاسة البرلمان وإنهاء مسيرته السياسية وحضوره الطاغي على المشهد منذ عام 2011، في خطوة ستمثل إحراجًا شديدًا له ولحزبه.

وبذلت النهضة خلال الساعات الماضية جهودًا شاقة لإقناع النواب بعدم التصويت على سحب الثقة من راشد الغنوشي، وسط اتهامات لها من معارضيها بتقديم إغراءات مادية ووعود بمناصب هامة، من أجل إقناعهم بسحب تواقيعهم على لائحة سحب الثقة.

في المقابل، تسعى الكتل المؤيدة لسحب الثقة من الغنوشي إلى حشد جهودها للوصول إلى النصاب القانوني الضروري لإزاحة الغنوشي من قيادة المؤسسة التشريعية (109 أصوات) من خلال محاولة استقطاب النواب المستقليّن إلى صفها وإقناع كتلة "قلب تونس" (27 مقعدًا) للالتحاق بها، حيث لم توضّح هذه الكتلة بعد موقفها من التصويت على سحب الثقة، والذي سيكون حاسمًا في بقاء الغنوشي أو مغادرته.

وانتخب الغنوشي رئيسًا للبرلمان التونسي في 13 نوفمبر 2019 بأغلبية 123 صوتًا، وخضع مذ توليّه المنصب إلى جلستين للمساءلة حول تحركاته الخارجية في محيط الدول الداعمة والموالية لتنظيم الإخوان، وتعمقت خلالها الأزمة السياسية وتوسعت دائرة الخلافات والصراعات الحزبية.