دور جهاز الباراستن ووحدة مكافحة الإرهاب-2
يُعتبر جهاز الباراستن وامتدادها، وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، أدوات لسلالة البارزاني اللتان تتحالفان مع الدولة التركية بكل الطرق لقمع ثورة شمال كردستان.
يُعتبر جهاز الباراستن وامتدادها، وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، أدوات لسلالة البارزاني اللتان تتحالفان مع الدولة التركية بكل الطرق لقمع ثورة شمال كردستان.
إن أجهزة الاستخبارات في كافة المنظمات والدول مكلفة، بطريقة أو بأخرى، لحماية المصالح الوطنية وأمن شعوبها، أما جهاز الباراستن، يحاول تصفية أينما يتواجد كردي وطني ديمقراطي، ولم يُشاهد أن جهاز الباراستن منذ تأسيسه ألقى القبض على عدو للكرد وقدمته أمام الشعب.
تأسس تنظيم الاستخبارات التابع للبارزانيين/الحزب الديمقراطي الكردستاني، في عام 1965، في ذلك الوقت، كان الشاه رضا بهلوي، الذي كان متربعاً على عرش إيران، يقف إلى جانب القوى المهيمنة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لذا كانت لديه علاقات جيدة مع إسرائيل، وبموجب هذا التحالف، توجه كل من شكيب عكري وعزيز عكري ومحمد حرسين إلى إسرائيل لوضع الركائز الأولية لتنظيم جهاز استخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقد تم اختيار هؤلاء الأشخاص الثلاثة على وجه التحديد من قِبل عائلة البارزاني، وكان شكيب عكري مسؤولاً لجهاز الباراستن ووسيطاً بين إسرائيل وإيران والبارزاني حتى وفاته، وكان جهاز الباراستن تابعاً لـ شالوم نكديمون، مدير جهاز الموساد، حتى صدور أشبتال (قرار إنهاء النضال والاستسلام) عام 1975، وكان نكديمون قد قال في كتابه بعنوان "الموساد في العراق والشرق الأوسط ": "لقد وجدت أجهزة الاستخبارات الإيرانية والإسرائيلية، السافاك والموساد، أنه من الضروري بناء شبكة عملاء لعائلة البارزاني من أجل تأسيس جهاز الباراستن، وتطرق محمود عثمان في مقالته بصحيفة الوسط السعودية التي تتخذ من أوروبا مقراً لها بتاريخ 13 تشرين الأول 1997، بالحديث عن العلاقة بين البارزاني وإسرائيل من خلال السطور التالية: "خلال الفترة الممتدة بين عامي 1965-1975، نظم جهاز الموساد أربع دورات تدريبية كبيرة لجواسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولاحقاً، نُظمت دورات تدريبية قصيرة، وبهذا، كثف جهاز الموساد من أنشطته الاستخباراتية في كل من العراق ودول أخرى في المنطقة، وأُقيمت الدورة الأولى في مراكز جهاز الباراستن بمنطقة جومان، وفيما بعد، امتدت إلى القواعد الموجودة في المنطقة".
وكان مسعود البارزاني يترأس جهاز الباراستن، حيث كانت المهمة الأولى لجهاز الباراستن خلال (1967-1980) هي حماية سلالة البارزانيين والمكتب السياسي واللجنة المركزية ومكاتب وفروع البارزانيين من الأعداء، واستهدف رجال البارزانيين بشكل خاص الأشخاص والعشائر الذين كانوا يقدمون الدعم للنضال التحرري، أو قالوا "هذا ضد البارزانيين" عن الأشخاص الذين وضعوا أعينهم عليهم، وكانوا يمارسون ظلماً كبيراً عليهم، ووفقاً لهم، فإن كل من يعارض سيادة عائلة البارزاني هو عدو ويجب القضاء عليه، وقد قُتل مئات الأشخاص في ظل حكم البارزانيين.
تُشن الهجمات فقط ضد الكرد
إن أجهزة الاستخبارات في كافة المنظمات والدول مكلفة، بطريقة أو بأخرى، بحماية المصالح الوطنية وأمن شعوبها، أما جهاز الباراستن، يحاول تصفية أينما يتواجد كردي وطني ديمقراطي، ولم يُشاهد أن جهاز الباراستن منذ تأسيسه ألقى القبض على عدو للكرد وقدمته أمام الشعب، وواجبه الأساسي هو حماية سلالة مسعود البارزاني ومصالح الدول التي يتواطأ معها، وهو على علاقة مع جميع المنظمات الاستخباراتية المعادية للكرد، وبعبارة أخرى، فإن جوهر جميع التنظيمات الناشئة عن بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي تم إنشاؤها باسم الكرد وكردستان هو العمل على أساس معاداة الكرد.
علاقات جهاز الاستخبارات التركية وجهاز الباراستن
أقام جهاز الباراستن علاقة قوية مع جهاز الاستخبارات التركية، خاصة بعد ثورة روج آفا، وقدم دعماً قوياً لـ "خطة التدمير والهزيمة" التي أطلقتها الدولة التركية في 24 تموز 2015 ضد النضال التحرري الكردستاني، وجمع جهاز الباراستن خلال هذه المرحلة جميع جواسيسه وشارك الكثير من المعلومات مع جهاز الاستخبارات التركية من الأشخاص الذين فروا من صفوف الحرية، وتسبب في استشهاد العديد من مقاتلي ومقاتلات الكريلا، ويعمل جهاز الباراستن على تكثيف هذا التواطؤ الغادر يوماً بعد يوم، حيث أنشأ جهاز الاستخبارات التركية والباراستن غرفة استخبارات عملياتية منذ العام 2022 وما بعد، ونظّم جهاز الباراستن شبكة من الجواسيس والعملاء في المناطق القريبة من مناطق الكريلا وكلفهم بمهمة تحديد إحداثيات نقاط تمركز الكريلا، كما كلف عشرات الجواسيس بمتابعة تحركات الكريلا، ويتم تقييم وتحليل المعلومات التي يتلقاها جهاز الباراستن من شبكة عملائه بالتواطؤ مع جهاز الاستخبارات التركية في غرفة العمليات المشتركة، ومن ثم تتعرض ساحات الكريلا للقصف بالطائرات الحربية أو الطائرات المسيّرة، وبهذا الأسلوب استشهد المئات من مقاتلات ومقاتلي الأعزاء للشعب الكردي، وفي هذا الصدد، اعترف أحد اثنين من كوادر جهاز الاستخبارات التركية (MÎT) اللذين اعتقلهما حزب العمال الكردستاني في عام 2017، بالعلاقة القائمة بين جهاز الاستخبارات التركية (MÎT) وجهار الباراستن، وأضاف قائلاً: "كنا نعقد اجتماعات أسبوعية مع جهاز الباراستن لتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما أن القنصل التركي وممثلو جهاز الاستخبارات التركية كانوا يحضرون الاجتماعات أيضاً، كما أن أعضاؤنا كانوا يحضرون أيضاً اجتماعات جهاز الباراستن، وأتذكر ذات مرة أن المسؤول عن طاولة حزب العمال الكردستاني في جهاز الباراستن دُفع له 40 ألف دولار، حيث كان يتم الحصول على المعلومات في الاجتماعات الأسبوعية للقنصلية وجهاز الاستخبارات التركية، كما أنه كان بإمكان أي شخص عقد الاجتماع فيما بينهم وقتما يشاؤون، وبعد إنشاء وحدة المهام الخاصة التابعة لرئاسة دائرة العراق، تقرر إنشاء قوات شبه عسكرية، حيث تم تشكيل بيشمركة روج ضمن هذا السياق، لا أعرف إذا كانت قد حدثت أمور مختلفة بعد إنشاء وحدة المهام الخاصة العراقية أم لا، وهل لهذه المنظمات علاقة بمجموعات مختلفة أم لا، وقد قاموا بتسليح هذه المجموعات للقتال ضد حزب العمال الكردستاني".
موظفو الاستعمار المرتبطين بالدولة التركية
يعود هذا المستوى من العلاقة إلى 10 سنوات مضت، وإذا ما أخذ المرء في الاعتبار أيضاً مستوى العلاقة الحالية، فيمكنه القيام بتعليق من هذا القبيل: لقد رفعت عائلة البارزاني وإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني مستوى التواطؤ والخيانة إلى أقصى حد خلال السنوات التسع الماضية، حيث اشتدت فيها هجمات الدولة التركية، وقدمت الدعم حتى النهاية لهجمات الإبادة الجماعية التي تشنّها الدولة التركية من النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية، وبات البارزانيون يعملون كجزء من الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الكرد، وخلال هجمات الاحتلال التي شنتها دولة الاستعمار التركي عام 2019 على خاكورك، وحفتانين عام 2020، وعلى آفاشين وزاب عام 2021، ومرة أخرى على آفاشين وزاب ومتينا وخنيرة عام 2022-2023-2024، قدم مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني الدعم للدولة التركية من كافة النواحي، وتصرفوا وكأنهم مثل موظفي الاستعمار التابعين للدولة التركية.
يعمل مثل "طاولة شمال العراق" التابع لجهاز الاستخبارات التركية
ويعمل جهاز الباراستن كما لو أنه مثل "طاولة شمال العراق" التابع لجهاز الاستخبارات التركية، فهو مسؤول عن مقتل الآلاف من المدنيين ومقاتلي ومقاتلات الحرية في مناطق جنوب وروج آفا كردستان وشنكال ومخمور ومناطق أخرى من خلال المعلومات التي يقدمها لجهاز الاستخبارات التركية، وإن قوات البارزاني والباراستن هم الذين هرعوا لنجدة هذا الاحتلال للجيش التركي الذي تم تضييق الخناق عليه في مواجهة مقاومة الكريلا والذي لم يعد بمقدوره تحقيق النتائج المرجوة، ويقوم البارزانيون وإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة لحماية الشعب الإيزيدي عندما شن داعش الهجوم على شنكال ولاذوا بالفرار، والذين استعدوا حتى للفرار من جنوب كردستان، مع حلول العام 2024 بشن عمليات عسكرية مشتركة مع جيش الاحتلال التركي ضد مقاتلي ومقاتلات حزب العمال الكردستاني الذين يدافعون عن جنوب كردستان، ويحاولون بكل قوتهم القضاء على الكريلا، ويعمل جهاز الباراستن على فرض التجسس على الشعب ضد حزب العمال الكردستاني على مستوى التعبئة العامة.
يرتكب جريمة الخيانة الوطنية
إن جهاز الباراستن هو تنظيم مناوئ، حيث يرتكب جريمة الخيانة الوطنية ويسفك دماء الشعب الكردي ولا بد من محاكمته، فقد تحول التنظيم المسمى بجهار الباراستن، والذي لا يعترف بأي قيم أخلاقية أو وطنية، إلى تنظيم عميل للدولة التركية، حيث تعرض مئات الأشخاص للقتل على يد الاستخبارات التركية وجهاز الباراستن، وسنقدم مثالاً واحداً فقط على ذلك، استشهد عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) زكي شنكالي المعروف بـ مام زكي عند الشعب الإيزيدي، في 15 آب 2018 في شنكال جراء هجوم جوي شنته الدولة التركية، وكان مام زكي قد شارك في مراسم إحياء ذكرى أهلنا في قرية كوجو، حيث استشهد الكثيرون في هجوم داعش وتعرض للهجوم أثناء تواجده على الطريق، وعند التحقيق في من أعطى المعلومات الاستخباراتية عن هذا الهجوم لدولة الاحتلال التركي المستبدة، تبيّن بوضوح أنها جهاز الباراستن هو من قدم المعلومات، فمن هي المؤسسة الإعلامية التي كشفت أن من تعرض للهجوم هو مام زكي وأنه استشهد وكان لا يزال جثمان مام زكي مسجى على الأرض؟ بالطبع، كانت وسائل إعلام البارزانيين ووحدة مكافحة الإرهاب.
يتبع...