تحدث عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني نديم سفن، لإذاعة صوت الشعب، فيما يتعلق بمجزرتي باريس.
في البداية، استذكر نديم سفن في شخص سارا وروجبين وروناهي اللواتي استشهدن في 9 كانون الثاني 2013 بباريس، وفي شخص أفين غويي ومير برور وعبدالرحمن كزل، الذين استشهدوا في 23 كانون الأول 2022 بباريس، جميع شهداء الثورة بكل احترام وإجلال وامتنان، وقال "من مسؤولية هذه الحركة الانتقام لهم"
"كلا المجزرتين من عمليات حلف الناتو"
وأشار نديم سفن إلى أن كلا المجزرتين اللتان وقعتا في باريس، هما من عمليات منظمة الغلاديو التابعة لحلف الشمال الأطلسي-الناتو، وتابع بالقول: "لقد اُتخذ قرار ضد حركتنا في العام 1985، وتم وضعه حيز التنفيد في العام 1993 في دول الاتحاد الأوروبي، حيث تم حظر نشاط حركتنا في ألمانيا وفرنسا في العام 1993، وكان هذا الأمر من إحدى عمليات الناتو، وتُعتبر ألمانيا المركز الرئيسي لحلف الشمال الأطلسي-الناتو في الاتحاد الأوروبي، وبدأوا بالعملية في العام 1993 واعتقلوا المئات من الوطنيين الكرد، كما قامت فرنسا بذلك أيضاً، حيث تُعتبر الدولتين من الدول الأعضاء المؤسسين للمجلس الأوروبي والاتحاد الاوروبي، وتُبنى السياسة على هاتين الدولتين، لذلك، ظهرت بعد ذلك قضية دوسلدورف، والتي كانت ضد رفاقنا، حيث كان ظلماً كبيراً، ولا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال، فعندما يقوم المرء بتقييم العلاقات الدولية، والتوازنات السياسية، ومصالح الناتو والحداثة الرأسمالية، يرى حينها بأن هذا الوضع يدل على أنه لم يتغير شيء ضد حركة الحرية والكرد، ومما لا شك فيه أن وضع الشعوب والنظام التنظيمي ومستوى النضال قد تطور، فالمجزرة الأولى وأيضاً الثانية، من المستحيل ارتكابها بدون إذن من الناتو في دولة تابعة للناتو من قِبل عضو في حلف الناتو، كما أن مجزرة فاشية من هذا القبيل، هي مجزرة تحمل السمات الشخصية للغلاديو ضد التصفية الجسدية للإنسان."
حرب الغلاديو هي موجهة ضد الكرد
وأوضح عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني نديم سفن، في دوام حديثة، بأن الناتو على وشك الموت، وقال بهذا الصدد، "هنالك تأكيدات لقائدنا، تفيد بأن الناتو والأمم المتحدة والمنظمات الأخرى الرئيسية قد وصلت طريق مسدود، وأن الحداثة الرأسمالية في طور التفكك، فمع اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية حاولوا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم أنفسهم من جديد، ومن ثم، منحوا تركيا مرة أخرى دور الدرك مثل البيدق، كما حصل خلال الحرب الباردة، كما أن المحاولات الرامية لعضوية فنلندا والسويد هي أيضاً تأتي في إطار الحرب لتجريم حزب العمال الكردستاني وتضييق الخناق وعرقلة نضاله، حيث إن حرب الناتو والغلاديو ضمن الناتو هي حرب ضد الشعب الكردي في شخص حزب العمال الكردستاني، ويمكن للحكومات أن تتغير، فقبل عشرات السنوات كانت هولندا تدير فرنسا، والتي كانت مكونة من الحزب الاشتراكي، وتظهر نفسها على أنها صديقة للشعوب، فخلال فترة حكمها حصلت المجزرة الأولى، في مركز معلومات كردستان بباريس، حيث كانت مؤسسة قانونية، وحصلت المجزرة أمام آلاف عدسات الكاميرات، وقد تبيّن ذلك بكل الأشكال، لكن يجب كشف هذه الآلية بالكامل، كما أن هذه الحادثة التي وقعت في جمعية الثقافة والفن الكردستانية ليس بمحض الصدفة، حيث إن العلاقات الدولية التي تندرج في إطار مكافحة الإرهاب، باختصار، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، يمكن لحلف الناتو أن يفعل كل أنواع العمليات القذرة، حيث تنفذ هذا الأمر عبر منظمة الغلاديو."
"التصريحات الأولية كانت محاولات من أجل التضليل"
ولفت نديم سفن الانتباه حول التصريحات الأولية لمسؤولي الحكومة الفرنسية، التي صنفت الهجوم على أنه هجوم فاشي وعنصري، وقال بهذا الخصوص "كانت هذه محاولة متعمدة، حيث فعلوا ذات الأمر في حادثة عمر غوني، ومن ثم نشروا أشرطة عمر غوني، وتواردت الوثائق عن كيفية تخطيط عمر غوني للعملية، وضد من كان الهجوم وكيف قام بالمجزرة، ولاحقاً تكشفت أقوال رؤساء أقسام جهاز الاستخبارات التركية، حيث توضحت جميع هذه الآليات، لذلك، يجب القيام بالنضال ضد هذا الأمر."
وأعلن نديم سفن بأن مجزرة باريس الثانية ليست بدافع شخصي، وقال "بحسب المعلومات المتداولة لدى الرأي العام، كان قد أُطلق سراح القاتل من السجن قبل 12 يوماً، ففي فرنسا هنالك سجون مختلفة، حيث توجد سجون منظمة تُدار من قِبل تنظيم الغلاديو، كما أنه برأي مازالت السجون التي تتواجد فيها المقصلة مستمرة بالعمل، ويجب على المرء تفقد السجون، فهذا الشخص في أي سجن تم إعداده؟ وكيف خرج قبل 12 يوماً؟ وكيف وصل إلى مركز أحمد كايا للثقافة والفن، وكيف وصل إلى مطعم آفيستا الكردي وصالون الحلاقة الكردي؟ هذا غير ممكن، فهناك، يهاجم الرفيقة أفين غويي على وجه الخصوص، فبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، تتعرض الرفيقة أفين للإصابة، ومن ثم يتوجه إليها ويطلق الرصاص عليها مرة أخرى وتستشهد، هذه خطة محكمة ومدروسة، لذلك تم إعداد هذا الشخص، والتخطيط للعملية، وربما كان قد وُعد بشيء."
"ربما يقومون بقتله أيضاً مثل عمر غوناي"
وأوضح نديم سفن بأن من غير الواضح ماذا سيتمخض من التحقيق مع هذا الشخص، وقال، "ربما يقومون بقتله أيضاً مثل عمر غوناي، يجب على الكرد أن يكونوا حذرين، وأن لا يتخلوا عن الحادثة، حيث يمكن أن يقتلوا هذا الشخص لتقدمه في العمر، يعني بصريح العبارة، يمكنهم القول بأنه مات، وبأنه تعرض لأزمة قلبية، كما يمكنهم القول بأنه تعرض لأزمة قلبية أثناء التحقيق.
إن فرنسان لا تتكون فقط من الحكومة الفرنسية، لقد واكبنا الرأي العام، حيث أدلى الأصدقاء الأعزاء بالبيانات، كما أن القوى الشيوعية واليسارية وخاصة الأصدقاء الذين يجدون مشروعية النضال الكردي، كانوا قد أدلوا أيضاً بالبيانات، وتمسكوا بتحقيق العدالة، وعليه، يجب أخذ موقفهم هذا بعين الاعتبار."
"يجب تصعيد النضال في كل مكان"
وأشار عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني نديم سفن، إلى أنه من غير الممكن هزيمة حزب العمال الكردستاني، وقال بهذا الصدد "ربما يقومون بأحداث من هذا القبيل من أجل استمرار سلطتهم الحاكمة، ولهذا السبب، تمسك شعبنا بشكل مهيب وعظيم بوجود الكرد ومستقبله، وهذا الأمر بحد ذاته ليس نضالاً فجائياً، حيث لها علاقة بالتعليم والتنظيم والسياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، ويتوجب على كل رفيق، وكل رفيق درب، وكل صديق، وكل وطني وثوري أن ينضم إلى جبهة النضال بشكل أكثر، ويجب تصعيد النضال في كل مكان، وهذا هو الرد الصحيح على ذلك."